تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[طويلبة علم حنبلية]ــــــــ[24 - 06 - 09, 08:11 م]ـ

ــــــــــــــــــــــ

(1) رواه الإمام أحمد 2\ 238 بلفظ: ((من تعلم علما مما يبتغي به وجه الله لايتعلمخ إلا لصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرْف الجنة))، وابن ماجة كتاب العلم، باب الانتفاع بالعلم والعمل به، حديث (252). وأبو دواد، كتاب العلم بابفي طلب العلم لغير الله تعالى، (3664).

(2) البخاري، كتاب التوحيد، باب قوله تعالى: ((ويحذركم الله نفسه)) (6970)، ومسلم، كتاب الذكر والدعاء، باب الحث على ذكر الله تعالى (2675).

ـ[طويلبة علم حنبلية]ــــــــ[25 - 06 - 09, 11:15 م]ـ

**من فوائد هذا الحديث:

1 - هذا الحديث أحد الأحاديث التي عليها مدار الإسلام، ولهذا قال العلماء: مدار الإسلام على حديثين هما هذا الحديث وحديث عائشة: ((مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أمْرُنَا فَهُوَ رَدّ) (1)

فهذا الحديث عمدة أعمال القلوب، فهو ميزان الأعمال الباطنة، وحديث عائشة عمدة أعمال الجوارح ومثاله: رجل مخلص غاية الإخلاص يريد ثواب الله عز وجل ودار كرامته، لكنه وقع ببدع كثيرة. فبالنظر إلى نيته: نجد أنها نية حسنة. وبالنظر إلى جهة عمله: نجد أنه عمل سيئ مردود، لعدم موافقة الشريعة.

ومثال آخر: رجل قام يصلي على أتم وجه، لكن يرائي والده خشية منه، فهذا فقد الإخلاص، فلا يثاب على ذلك، إلا إذا كان أراد أن يصلي خوفاً أن يضربه على ترك الصلاة فيكون متعبداً لله تعالى بالصلاة.

2 - من فوائد الحديث:

أنه يجب تمييز العبادات بعضها عن بعض والعبادات عن المعاملات، لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إنَّما الأعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ)) ولنضرب مثلاً بالصلاة:

رجل أراد أن يصلي الظهر، فيجب أن ينوي الظهر حتى تتميز عن غيرها. وإذا كان عليه ظُهرَان فيجب أن يميز ظهر أمس عن ظهر اليوم؛ لأن كل صلاة لها نية.

ولو خرج شخص بعد زوال الشمس من بيته متطهرا ودخل المسجد وليس في قلبه أنها صلاة الظهر، ولا العصر ولا صلاة العشاء ولكن نوى بذلك فرض الوقت، فهل تجزيء أو لا تجزيء؟

الجواب على القاعدة التي ذكرناها سابقا: لا تجزيء، لأنه لم يعيَّن الظهر وهذا هو مذهب الحنابلة.

وقيل تجزيء: ولا يشترط تعيين المعينة، فيكفي أن ينوي الصلاة وتعيين الصلاة بتعيين الوقت. وهذه رواية عن الإمام أحمد-رحمه الله-، فإذا نوى فرض الوقت كفى، وهذا القول هو الصحيح الذي لا يسع الناس العمل إلا به،

لأنه أحياناً يأتي إنسان مع العجلة فيكبر ويدخل مع الإمام بدون أن يقع في ذهنه أنها صلاة الظهر لكن قد وقع في ذهنه أنها هي فرض الوقت ولم يأت من بيته إلا لهذا، فعلى المذهب نقول: أعدها، وعلى القول الصحيح،

نقول: لا تعدها،

وهذا يريح القلب، لأن هذا يقع كثيراً حتى الإمام أحياناً يسهو ويكبر على أن هذا فرض الوقت، فهذا على المذهب: لابد أن يعيد الصلاة، وعلى القول الراجح لا يعيد.

3 – من فوائد الحديث: الحث على الإخلاص لله عز وجل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قسّم الناس إلى قسمين:

قسم: أراد بعمله وجه الله والدار الآخرة.

وقسم: بالعكس، وهذا يعني الحث على الإخلاص لله عز وجل.

والإخلاص يجب العناية به والحث عليه، لأنه هو الركيزة الأولى الهامة التي خلق الناس من أجلها، قال الله تعالى: َمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذّاريات: 56]

3 - من فوائد الحديث:

حسن تعليم الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وذلك بالتنويع تنويع الكلام وتقسيمه

لأنه قال: (إنمَّا الأعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ) وهذا للعمل (وإنَّما لِكُلِّ امرئٍ ما نََوى) وهذا للمعمول له، هذا أولا.

والثاني من حسن التعليم: تقسيم الهجرة إلى قسمين: شرعية وغير شرعية، وهذا من حسن التعليم، ولذلك ينبغي للمعلم أن لايسرد المسائل على الطالب سردا لأن هذا يُنسي، بل عليه أن يجعل أصولا، وقواعد وتقييدات لأن ذلك أقرب لثبوت العلم في قلبه، أما أن تسرد عليه المسائل فما أسرع أن ينساها.

5– ومن فوائد هذا الحديث

: قرن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مع الله بالواو،حيث قال: (إِلىَ الله وَرَسُولِهِ)، ولم يقل: (إلى اللهَ ثم رسُوله).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير