تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مع أن رجلاً قال للرسول الله صلى الله عليه وسلم: ما شاء الله وشئت، فقال: (بَل مَا شَاءَ اللهُ وَحْدَه) (2) فما الفرق؟

الجواب: أما ما يتعلق بالشريعة: فيعبر عنه بالواو، لأن ما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم من الشرع كالذي صدر من الله تعالى، كما قال الله تعالى: مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ [النساء: 80]

وأما الأمور الكونية: فلا يجوز أن يقرن مع الله أحدٌ بالواو أبداً، لأن كل شيءٍ تحت إرادة الله ومشيئته.

فإذا قال قائل: هل ينزل المطر غداً؟

فقيل: الله ورسوله أعلم فهذا خطأ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس عنده علم بهذا.

مسألة: إذا قال: هل هذا حرام أو حلال

فقيل في الجواب: الله ورسوله أعلم فهذا صحيح، لأن حكم الرسول صلى الله عليه وسلم في الأمور الشرعية حكم الله تعالى كما قال عز وجل: مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ [النساء: 80]

مسألة: أيهما أفضل العلم أم الجهاد في سبيل الله؟

والجواب: العلم من حيث هو علم أفضل من الجهاد في سبيل الله لأن الناس كلهم محتاجون إلى العلم،

وقد قال الإمام أحمد: ((العلم لا يعدله شيء لمن صحة نيته)

ولا يمكن أبداً أن يكون الجهاد فرض عين، لقول الله تعالى: وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً [التوبة: 122]

فلو كان فرض عين لوجب على جميع المسلمين َلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ [التوبة: 122]

أي وقعدت طائفة، لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ [التوبة: 122]

ولكن باختلاف الفاعل واختلاف الزمن، قد نقول لشخص: الأفضل في حقك الجهاد، ولآخر الأفضل في حقك العلم، فإذا كان شجاعا قويا نشيطا وليس بذاك الذكي فالأفضل له الجهاد؛ لأنه أليق به، وإذا كان ذكيا حافظا قوي الحجة فالأفضل له العلم، وهذا باعتبار الفاعل. أما باعتبار الزمن فإننا إذا كنا في زمن كثر فيه العلماء واحتاجت الثغور إلى المرابطين فالأفضل الجهاد، وإن كنا في زمن تفشى فيه الجهل وبدأت البدع تظهر في المجتمع وتنتشر فالعلم أفضل،

**فائدة:

وهناك أمور تحتم على طلب العلم:

1 - بدع بدأت تظهر شرورها.

2 - الإفتاء بغير علم.

3 - جدل كثير في مسائل بغير علم.

وإذا لم يكن مرجح فالأفضل العلم ...

ـ[طويلبة علم]ــــــــ[26 - 06 - 09, 02:21 ص]ـ

جزاكِ الله خيراً أختي الكريمة ووفقكِ الله لكل خير

ومن فوائد الحديث

1 - أن الإنسان يؤجر أو يؤزر أو يحرم بحسب نيته لقول النبي: {فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله}.

2 - أيضاً أن الأعمال بحسب ما تكون وسيلة له، فقد يكون الشيء المباح في الأصل يكون طاعة إذا نوى به الإنسان خيراً، مثل أن ينوي بالأكل والشرب التقوي على طاعة الله؛ ولهذا قال النبي: {تسحروا فإن في السحور بركة}.

3 - أنه ينبغي للمعلم أن يضرب الأمثال التي يتبين بها الحكم، وقد ضرب النبي لهذا مثلاً بالهجرة، وهي الإنتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام وبيّن أن الهجرة وهي عمل واحد تكون لإنسان أجراً وتكون لإنسان حرماناً، فالمهاجر الذي يهاجر إلى الله ورسوله هذا يؤجر ويصل إلى مراده، والمهاجر لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها يُحرم من هذا الأجر. وهذا الحديث يدخل في باب العبادات وفي باب المعاملات وفي باب الأنكحة وفي كل أبواب الفقه.

4 - الرد على الموسوسين الذين يعملون الأعمال عدة مرات، ثم يقول لهم الشيطان: إنكم لم تنووا. فإننا نقول لهم: لا، لا يمكن أبداً أن تعملوا عملاً إلا بنية فخففوا على أنفسكم ودعوا هذه الوساوس

ـ[طويلبة علم حنبلية]ــــــــ[27 - 06 - 09, 01:05 ص]ـ

بارك الله فيكم أخية ...

أخواتي هيا الدور عليكنَّ الآن ..

نريده عملا قيِّما نافعا نفع الله بكن ..

أدركونا بملاحظاتكم وما استخلصتموه من الحديث، من فوائد وروائع وعبر ..

ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[27 - 06 - 09, 09:05 ص]ـ

جزاك الله خيرا أختي الحبيبة على هذه الدرر الرائعة

لنا عودة بإذن الله لنكمل مابدأتي به من فوائد للحديث

ـ[طويلبة علم حنبلية]ــــــــ[27 - 06 - 09, 09:17 ص]ـ

أكرمكم المولى أخيتي " الريحانة" ...

ننتظرُ تعقيبكم المثمر حياكِ الله وبياك ..

* أخواتي لتضع كل واحدةٍ منا ولو بجملةٍ واحدة الفوائد التي حصدتها من هذا الحديث ...

ـ[أم صفية وفريدة]ــــــــ[04 - 07 - 09, 01:39 ص]ـ

لأنه أحياناً يأتي إنسان مع العجلة فيكبر ويدخل مع الإمام بدون أن يقع في ذهنه أنها صلاة الظهر لكن قد وقع في ذهنه أنها هي فرض الوقت ولم يأت من بيته إلا لهذا، فعلى المذهب نقول: أعدها، وعلى القول الصحيح،

نقول: لا تعدها،

وهذا يريح القلب، لأن هذا يقع كثيراً حتى الإمام أحياناً يسهو ويكبر على أن هذا فرض الوقت، فهذا على المذهب: لابد أن يعيد الصلاة، وعلى القول الراجح لا يعيد.

الرد على الموسوسين الذين يعملون الأعمال عدة مرات، ثم يقول لهم الشيطان: إنكم لم تنووا. فإننا نقول لهم: لا، لا يمكن أبداً أن تعملوا عملاً إلا بنية فخففوا على أنفسكم ودعوا هذه الوساوس

من الفوائد التي حصدتها:

اكتشفت أنني من الموسوسين والعياذ بالله!!

فقد كنت أعيد الصلاة أحيانًا لأني لم أذكر النية في ذهني قبل تكبيرة الإحرام!!

أيضًا من الفوائد أن: الإنسان يستطيع أن يقوم بعملٍ يراه (دنيوي) ابتغاء وجه الله، بل ويأخذ عليه أجر من الله أيضًا .. كيف ذلك؟؟

مثلما قلتم هنا:

تمييز العادات عن العبادات:

-أولا: الرجل يأكل الطعام شهوةً والرجل الآخر يأكل الطعام امتثالاً لأمر الله في قوله:

وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [الأعراف: 31]

فهناك فرق بين شخص يأكل لأنه يحب الأكل، و شخص آخر يأكل كي يتقوى على طاعة الله ويحافظ على نفسه من الهلاك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير