تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[لغتنا الجميلة (5)]

ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[29 - 05 - 04, 12:36 ص]ـ

[لغتنا الجميلة (5)]

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

تقدَّم التنبيهُ على أن الحرصَ على أداء ألفاظ السنَّة النبويَّة على الوجه الصحيح واجبٌ شرعيٌّ وعلميٌّ، لا يجوزُ التهاونُ به البتَّةَ.

ومما يلحَنون ويخطئون في ضَبطه كتابةً ونطقًا:

قولُ النبيِّ ? مبيِّنًا أن الله سبحانه قد كتب لكلِّ مخلوق أجلاً، وقدَّر له رزقًا، وما على العبد إلا أن يسعى لتحصيل الرِّزق من طرق الحلال، قال: ((إنَّ رُوحَ القُدُسِ نَفَثَ في رُوْعي؛ أن نفسًا لن تموتَ حتى تَسْتكمِلَ رزقَها، فاتَّقوا الله، وأَجْمِلوا في الطَّلَب)) [أخرجه ابن أبي الدنيا في القناعة، والبيهقي في شُعَب الإيمان، من حديث ابن مسعود]، فيَضبِطونَه: (في رَوْعي) بفتح الراء، وهو ضبطٌ مفسدٌ للمعنى، والصواب: ضمُّ الراء (في رُوْعي)؛ لأن الرُّوْع هو: القلبُ والنفسُ، والذِّهنُ والعقلُ. والمراد: أن روحَ القُدُس - وهو: جبريلُ عليه السلام - نفثَ أي: نفخَ - وَحْيًا وإلهامًا - في قلب النبيِّ ونفسه بالأمر المذكور.

وأما الرَّوْع بالفتح فهو: الفَزَعُ والخَوفُ، وهو غيرُ مرادٍ هنا.

ومن ذلك أيضا قولُه ? في بيان أهميَّة الدعوة إلى الله، وعِظَم أجر من يَهدي اللهُ به الشاردين الضالِّين، مخاطبًا خَتَنَه (زوج بنته) وابن عمِّه عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه: ((فَوَ اللهِ، لأنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رجُلاً واحِدًا خَيرٌ لَكَ منْ حُمْرِ النَّعَمِ)) [متفقٌ عليه من حديث سهل بن سعد]، فيَضبِطونَه: (النِّعَم) بكسر النون المشدَّدة؛ لتوهُّمِهم أنها جمعُ نِعْمَة، والحقُّ أنها (النَّعَم) بفتح النون المشدَّدة، وهو جمعٌ لا واحدَ له من لفظِه، يُطلَق على جماعة الإبِلِ والبَقَر والغَنَم، وأكثرُ ما يُطلَق على الإبِلِ خاصَّة، والمراد بحُمْر النَّعَم: كرائمَها وخِيارَها، قال الفيُّومي: وهو مَثَلٌ في كلِّ نفيس ((المصباح المنير)) (ح م ر). والعربُ تقول: خيرُ الإبِلِ حُمْرُها وصُهْبُها (الناقة الصَّهْباء هي: الشَّقْراء أو الحَمْراء).

أيمن بن أحمد ذوالغنى

[email protected]

الرياض 25 من ربيع الأول 1425 هـ

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير