تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الموطأ برواياته الثمانية للهلالي ... اقتباس أم؟!!]

ـ[محمد بن علي المصري]ــــــــ[28 - 04 - 04, 10:14 ص]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

وبعد

فقد كنت أعددت نفسي لعمل مقدمة طويلة لهذا الموضوع تتضمن عدة نقاط منها أنه ليس من عادتنا أو من منهجنا تتبع زلات العلماء أو المشايخ أو المحققين ومنها ربط ما يحدث في محيط البحث العلمي بالحالة المتردية التي آلت إليها الأمة والتي نراها جميعا فليس هذا المجال بأجنبي عن هذا الواقع

إلى غير ذلك

لكن رأيت أنه لزاما علي بعد الذي رأيته أن أبدأ في الموضوع مباشرة لخطورته وأهميته

منذ فترة ليست بالطويلة أشرفت علينا المطابع – كما تعودنا أن تشرف علينا دائما بالغث والسمين – بكتاب تحت عنوان:

الموطأ بروياته الثمانية لأبي أسامة سليم بن عيد الهلالي

وبالتأكيد الموضوع هام جدا خاصة وأدعي أن الموطأ لم يخدم في عصرنا حتى الآن الخدمة اللائقة به

والمتصفح لكتاب الشيخ الهلالي أول ما يلفت نظره أن الكتاب لم يعتمد على أي مخطوطات وأن ما حدث ما هو إلا عملية تجميع للروايات المطبوعة ودمجها … لكن لا بأس فهذا من أغراض التأليف وإن كان المتوقع من الشيخ أكثر من هذا

إلا أنك تطالع دراسة جعلها كمقدمة للكتاب للموطآت وتراجم للإمام مالك ومن روى عنه … هذه الدراسة ربما تنسيك المفاجأة التي نلتها من كون الكتاب لم يحقق على مخطوطات؛ دراسة رصينة يبدأها (بتراجم أصحاب الروايات المعتمدة) ويلفت انتباهك كلمة (المعتمدة) فتقول لعله يقصد المعتمدة في بحثه هذا ودراسته هذه وإلا فاعتبار أي الرويات المعتمدة للموطأ والمقارنة بينها من حيث الضبط والإتقان يحتاج إلى دراسة مستقلة قد تخلص إلى عدم اعتماد بعضا ً ممن (اعتمد) الشيخ روايتهم …

يبدأ الشيخ بترجمة لأبي مصعب ثم القعنبي ثم سُويد الحدثاني ثم علي بن زياد ثم ابن القاسم ثم محمد بن الحسن ثم ابن بُكير ثم يحيى الليثي على أئمتنا جميعاً رحمة الله

ثم يعنون الشيخ الهلالي: (عصر الإمام مالك) صفحات 26 و 27 و 28

ثم (خصائصه العلمية) أي الإمام مالك ومن هنا يحدث ما يشبه الطفرة في التراكيب اللغوية وطريقة الاستدلال على المطلوب: فتقرأ اصطلاحات لم تعهدها من قبل من أول الكتاب إلى الصفحة 29 بله أسلوب الشيخ في مؤلفاته أو تحقيقاته الأخرى … وتستمر في القراءة حتى يتسرب إليك الشك فيما تقرأ: هل بالفعل أقرأ كتابا ً للشيخ سليم الهلالي؟!

تقرأ مثلا ًُ: (إن إدراك المعارف المتنوعة وترتيب العلاقات بينها وتنظيمها وفق نسق معين في مصنف مستقل في الحديث والفقه: الموطأ مؤشر على وجود طاقة ذهنية خاصة …) الموطأ برواياته ص31

(وأما ظرف المكان فموافق لظرف الزمان إن كان هو المكان الذي صنع فيه الصنيع العظيم نفسه دون أن تطرأ عليه من طواريء الحدثان … وكانت هذه الفيوض العلمية فرصة يدخرها الله تعالى لمالك فتناهى إليه كل موجات المدينة ليحدث بسلسلة الذهب …) الموطأ برواياته ص33

(فمالك فقيه متصدر لوضع حلول عملية لتصرفات الناس في حياتهم فالفكرة الواضحة عن منهج تفكيره ناقي أضواء لابد منها لفهم تدبيره التشريعي وبقدر ما لهذا التدبير التشريعي من عمق وأصالة يكون التقدير الصحيح له كما أن المعرفة الصحيحة لمنهج تفكيره وأصول تقديره هي وحدها التي تعين على إدراك أصول تشريعه وأسس تدبيره المنظم للحياة) الموطأ برواياته ص38

(والإمام مالك لا يفلسف هذه العاطفة الروحية كما يفلسف العقلية التأملية ولا يتتلمذ عليها من خارج نفسه في فلسفة إنعزالية زاهدة وإنما يستوحي أبعادها من إيمان قلبه وقناعة عقله فهي ذاتية المصدر عملية المنطق) الموطأ بروياته ص47

وغير هذا الكثير …

فتقول في نفسك بالرغم من أنك كنت معترضا ً على عمل الشيخ في هذا الكتاب بهذه الطريقة إلا أنك أمام دراسة جيدة عن الموطآت وعن الإمام مالك رحمه الله

لكن تحدث مفاجأة لم تكن متوقعة ففي نفس الفترة تقريبا ً وأثناء البحث في أمر خاص بالموطأ تقع يديك على كتاب اسمه (الموطآت) لمؤلفه نذير حمدان فتصاب بصدمة تجعلك تسترجع على مآل إليه الحال:

إن هذه الدراسة التي حصل في نفسك الشك والانبهار بها في نفس الوقت موجودة بالكامل في كتاب (الموطآت) بل إن النقل بالكلمة لم يترك لك أي مجال للتأويل والاعتذار للشيخ الهلالي أو عنه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير