بعد ذلك أخذ يصف حال الأمهات في هذا الزمن بين أم جاهلة همها الأكبر ثياب ابنها وغرفته وبدنه وأم مشفقة لا تعرف عن ابنها شيئاً لانشغالها بالندوات والحفلات وتركت ابنها بين أيدي المربيات وخطورة ذلك على الجيل الذي يخرج لنا مفتوناً بكل غربي ويقوم بدور العميل لهم خير قيام.
وذكر كيف استطاع الغرب أن يستغل هذه الثغرات لصالحه خاصة العواطف التي استغلها الراهبات في المدارس الخاصة حيث ظهرن أمام البنين والبنات في صورة المرأة الحنون التي ر تعرف القسوة والشر إنما هي رسول خير وسلام للعالم أجمع.
ثم تحدث عن نفسية الطفل في هذه السن المبكرة وميله للاكتشاف والتقليد والقلق والخوف وسرعة الانفعال وكيف استغل الأعداء هذه الثغرة للنفوذ إلى نفسيات أطفالنا والسيطرة عليهم بالإجابة عن تساؤلاتهم بطريقة ماكرة تغرس في نفوسهم المبادئ النصرانية بالظهور أمامهم بمظهر التمسك بالدين النصراني وأنه سبب استقامة ولطف وانضباط ذلك القس والراهبة فيحاول
الطفل تقليدهم ولو بلبس الصليب بإظهار المسيح عليه السلام في صورة المخلص حتى يزول الخطر والخوف من الطفل ويلجأ إليه وهكذا حتى يمسخ الطفل تماماً والأدلة على كثرة أفراد هذا الجيل الممسوخ، ما نراه من تقليد لكل شيء وافد من الغرب في مجتمعات المسلمين.
ثم ضرب المؤلف مثالاً بـ (سنغور الإفريقي) الذي كان ضحية من ضحايا التنصير دون أفراد عائلته المسلمين والأب (بطرس) باساما أحمد نامي الفلبيني. واستمر يسرد بعض الأمثلة والإحصاءات في العالم الإسلامي التي تبين مدى تغلغل الإرساليات التبشيرية داخل بلاد المسلمين.
ثم تحدث من أهم واجبات المسلمين تجاه هذه القضية العظيمة فذكر واجبات الدولة ثم واجبات المربين والمربيات ثم المؤسسات الأهلية ثم الجمهور.
وختم الكتاب بثلاث إجابات عن السؤال الذي عنون به للمحاضرة.
والكتاب جيد ومفيد تميز بسهولة العرض وجودة العبارة والواقعية وبيان أهم مخططات الأعداء في جانب التربية وذكر بعض الإحصاءات.
ويؤخذ على الكتاب خلوه تماماً من الاستشهاد بآية أو حديث مع أن أصل المحاضرة ألقيت في موسم ثقافي تقيمه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والمستمعون مسلمون وما طلب منهم في المحاضرة أمور من أسس الدين وهي المحافظة على عقائد الأبناء من الانحراف فكيف يصح أن تخلوا صيحة غيور كهذه من الاستشهاد بآيات من الذكر الحكيم وأحاديث من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم؟ ولو أن المؤلف فعل لضاف إلى محاضرته قوة إلى قوتها وبهاءً ونوراً
على بهائها ونورها والله الموفق.
والمحاضرة مهمة للأمهات والمربيات.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[28 - 07 - 04, 11:56 م]ـ
الكتاب الثاني عشر: بغية الرائد لما تضمنه حديث أم زرع من الفوائد
المؤلف: عياض بن موسى اليحصبي.
المحققون: صلاح الإدلبي، ومحمد أجانف ومحمد الشرقاوي.
الناشر: دار الفرقان.
المواصفات: 238صفحة، 24*17سم
حديث أم زرع حديث متفق عليه يروي قصة إحدى عشرة امرأة، أجتمعن في الجاهلية على أن تصف كل واحدة منهن وزجها ففعلن وكانت آخرهن أم زرع.
وقد اعتنى العلماء رحمهم الله تعالى قديماً بهذا الحديث وأفرده بعضهم بالتأليف منهم:ابن أبي أويس شيخ البخاري، وأبو عبيد القاسم بن سلام، والضرير النيسابوري، وابن قتيبة الدينوري والخطابي حتى جاء القاضي بن عياض في القرن السادس فشرح
الحديث شرحاً جامعاً واسعاً استفاده ممن سبقه وقد أجاد فيه وأفاد حتى أصبح عمدة من تكلم عن الحديث بعده.
ابتدأ الكتاب برواية الحديث بأسانيد مختلفة ثم ساق متنه وبين اختلاف الرواة في بعض ألفاضه ثم تكلم على الأسانيد ومَن ومِن الرواة رفعه كله ومن منهم رفع بعضه ووقف بعضه.
ثم ذكر أسماء المتكلمات في الحديث ثم غريبه وما فيه من فقه وعقد في آخر الكتاب فصلاً عن أحكام بعض الألفاظ وحكم المزاح وما كان من مزاحه صلى الله عليه وسلم وبعض صحابته وقد شرح كل قول على حده من أقوال النسوة وركز في كتابه الحديث عن العدالة والمرؤة والشهادة.
وقد تكلم عن بعض ضروب البلاغة والفصاحة في الحدث.
وقد قام المحققون بإلحاق رسالة لطيفة مختصرة للحافظ جلال الدين السيوطي تقع في خمس عشرة صفحة شرح فيها الحديث أيضاً وهي منتزعة من حاشيته على صحيح البخاري، المسماة بـ (التوشيح).
¥