تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

منشورات جامعة الحكومة في بغداد.

وهل يبقى الأفاك البهات الكوثري مولىً لهما وحجة عندهما بعد ما ظهر بهته للإمام ابن القيم، ورميه إياه بالزور والخداع، وانتحاله نحلة يزور للخداع بها كما زعمه هذا البهات المفتري الأثيم؟! أما كان انقطاع الكلام أسلوباً وتبويباً في صحفة 60 بعد سطر 14 من مطبوعتهما، وعدم انسجام الباب 61 مع ما قبله، وفهرس النسخة الباريسية الذي يدل على سقوط 25 باباً .. أما كان كل ذلك كافياً لتشكيك الناشرين في عدم كمال أصلهما وانخرامه؟ فكان ذلك مما يريحهما ويريح القارئ من استنتاجات سقيمة: أن المؤلف الباقلاني سها عن الوفاء بوعده في حوالته على باب التعديل والتجوير، وأن باب الأرزاق والأسعار وغيرهما مما أدخل في علم الكلام بعد القرن السابع؟ وأن الكلام في الصفات يغني عنه (باب في الصفات) إلى آخر ما نسجا من خيوط العنكبوت ليسترا خرم أصلهما.

وقد اعتذرا في الاقتصار عليه ببعد النسخ الأخرى في جبال الأناضول، فها هي ذي إحدى النسخ الأناضولية (نسخة مصطفى عاطف) صارت منهما في متناول اليد، وعلى طرف الثمام في إدارة الثقافة العربية بجامعة الدول العربية بالقاهرة؟ فهل يحقق الناشران رجاء الناس، ويكملان خرم الباريسية من العاطفية، وينشران ملحقاً لما طبعا إحقاقاً للحق وخدمة للكتاب الذي طبعاه، ووفاء بحق المؤلف الذي ترجماه، وطبعا مؤلفه مخروماً ربعه، وجرياً على ما كان يحبه شيخهما الشيخ مصطفى عبدالرازق الذي أهديا الكتاب إلى روحه: من حب الإنصاف والرجوع إلى الحق بعد ما تبين، وعدم الجدل بالباطل لدحض الحق، واحترام العلماء الأئمة الثقات، كابن تيمية وابن القيم، اللذين لم يحفظ عن منصف كشيخهما كلمة همز أو تحقير لهما، فضلاً عن توثيق نسخة مخرومة الربع عنهما؟!

ولو ذكر الناشران المثل القائل "من كان بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة" لاحتاطا لأنفسهما، فمن كان أصله مخروم الربع كيف يحاول أن يُفهم الناس كماله بالطعن في الثقات الأئمة لعدم وجود ما نقلوه فيه، لأنه مخروم؟

إن في مجال العقل والإنصاف: إذا وجد نقل ثقة - فكيف بثقتين كابن تيمية وتلميذه ابن القيم؟ - ما يخالف أصلاً يعثر عليه العاثر: أن يحال ذلك على اختلاف النسخ من النساخ تارة، ومن المؤلفين الذين يزيدون وينقصون في مؤلفاتهم تارة، كما عرف ذلك، والأمثلة على ذلك كثيرة، وإعادة طبعات الكتاب الواحد شاهد عدل على ذلك أيضاً.

أما همز الناشرين لشيخ الإسلام ابن تيمية بعبارات أقل أحوالها: أنها سوء أدب وجهل، مع بعدها عن الحقيقة والواقع؛ كقولهما في مدحه للباقلاني "على غير عادته"! وقولهما "إنه معروف بالتحيز"! وغير ذلك من اللغو والهراء الذي يدل على جهلهما فيمر عليه عباد الرحمن مر الكرام.

ولقد اعترف كرام العلماء والمنصفين عرباً وعجماً بفضل الشيخين، وما انحرف عنهما إلا الجاهلون، أو اللئام الشعوبية، أهل الحقد والضغن كالكوثري؛ فليضع الناشران أنفسهما حيث أحبا من إنصاف الشيخين أو البغض لهما، ومحاولة انقاصهما، وهم أدرى الناس بما يصلح لهما.

وأما ما شنشنا به من أن إثبات علو الله على عرشه وبطلان تأويله بالاستيلاء: يثبت التجسيم، أو غير ذلك مما ثرثرا به وحاولا نفي ذلك عن كتاب التمهيد، فإنا نقول لهما في صراحة: عدّيا عن ذلك، فليس هذا ميدانكما، وخلياه للمؤمنين الذين يعرفون الله بأسمائه وصفاته من كتابه ومن كلام رسوله صلى الله عليه وسلم، وإنما صناعتكما النشر، ولم تتقناه، فإنكما لم تعطياه ما يعطيه الناشر الأمين.

ثم نسألهما - بعد ثبوت ذلك في كتاب التمهيد - ماذا تقولان في التمهيد ومؤلفه بعد ذلك؟

ثم نسألهما عن قول مولاهما وحجتهما الكوثري "لا يوجد في التمهيد ما نقله ابن القيم .. الخ" من الذي يحيط علمه بنفي ما في نسخ التمهيد شرقاً وغرباً من القرن الرابع إلى القرن الرابع عشر؟ من الذي يحيط علمه بهذا النفي العام القاطع الجازم إلا علام الغيوب؟ فهل أحاط علم الكوثري في القرن الرابع عشر بجميع نسخ التمهيد شرقاً وغرباً في عشرة قرون، فصح له أن يقول "لا يوجد ما نقل ابن القيم منه" ليتدرج منه إلى رمي ابن القيم بالتزوير والخداع وانتحال النحلة الباطلة الخ؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير