ثاني عشر: قال الشيخ حسين ((والذي نعتقد ونَدين الله – جلَّ جلاله – به: أن الشيخ وشيخه هم أبعد الناس عن مذهب المرجئة، كما قلت سابقاً.
الشيخ علي؛ لو قلت: ما الإيمان؟ - والشيخ الألباني – رحمة الله عليه – لم نجد في قوله ما يقوله المرجئة: أن العمل ليس بداخل في الإيمان.
بل نصوص الشيخ (الألباني) – رحمه الله – تنص على تعريف الإيمان بأنه: اعتقاد بالجنان، وقول باللسان، وعمل بالأركان، يزيد بالطاعات، وينقص بالعصيان)).
ما دام الشيخ حسين قد أشرك الشيخ الحبيب الألباني والحلبي في هذا فإني أنقل له نَقلاً من كتابٍ لللألباني، وأُريد منه ومن غيره أن يُعطي رأيه فيه، هل ينطبق وتعريف الإيمان كما نَقَلَه هو بنفسه – أي: الشيخ حسين -؟!، فليس المهم أن أذكر التعريف لللإيمان، إنما المهم أن يكون هذا التعريف موافقاً لما فهمه منه علماء السَّلف.
هذا النقل هو من سلسلة الأحاديث الصحيحة ج6 / القسم الأول، ص 112، حيث قال ((… وسرُّ هذا أن الكفر قسمان: اعتقادي وعملي.
فالاعتقادي مَقَرُّه القلب، والعملي محلُّه الجوارح، فمن كان عمله كفراً لمخالفته للشرع، وكان مُطابقاً لما وَقَر في قلبه، فهو مؤمن بحكم ربه، ولكنه يُخالفه بعمله، فكفره كفر عملي فقط، وليس كفراً اعتقادياً، فهو تحت مشيئة الله تعالى إن شاء عَذَّبه، وإن شاء غفر له، وعلى هذا النوع من الكفر تُحمَل الأحاديث التي فيها إطلاق الكفر على من فَعل شيئاً من المعاصي من المسلمين (وذَكَر الشيخ بعض هذه الأحاديث) ……، فمَن قام من المسلمين بشيء من هذه المعاصي فكفره كفر عملي، أي أنه يعمل عمل الكفار، إلا أن يستحلها، ولا يرى كونها معصية؛ فهو حينئذ كافر حلال الدم، لأنه شارك الكفار في عقيدتهم أيضاً، والحكم بغير ما أنزل الله، لا يخرج عن هذه القاعدة أبداً، ……)).
فهل يقبل الشيخ حسين أن يكون هذا مقام العمل فيمن يقول أنه ركن؛ أنه لا يكفر الإنسان المسلم بشيء يعصي الله به إلا إذا استحلَّه في قلبه؟ **، ويندرج تحت هذا كل معصية: شتم الرسول، والمصحف يُداس، والدين يُسَبُّ، ……… الخ، مما هو عند السلف كفر بغير استحلال؛ أجمعوا على ذلك. فليس المهم – مرَّة أُخرى – القول بأن العمل ركن؛ ولكن كيف تُفهم هذه الرُّكنِيَّة، وعندها نقول: هل وافق فلان المرجئة أم لا.
وهذا – أي ما نَقَلناه عن الألباني – هو ما يقوله الحلبي يا شيخ حسين ويا مَن في المنتدى، إلا إن كان الحلبي عاد عنه – وإن كان الشيخ حسين قد ألزَمَه به لأنه أشرَكَه مع الشيخ الألباني - فإن عاد وَجَب أن يُعلن ذلك، وأنه لا يُوافق الألباني – رحمه الله – على مثل ما نَقَلنا.
ثالث عشر: قال الشيخ حسين – عن اللجنة – ((هم ناقشوه في كتاب ……… بل المناقشة في جزئيَّة من جزئيَّات الكتاب)).
هذه – مرة اُخرى – ما ينبغي – أدباً – أن تكون من الشيخ حسين في اللجنة؛ فعندما تقول اللجنة ((بناه مؤلفه على مذهب المرجئة البدعي الباطل))، وقالت في الثاني – صيحة نذير – ((وبالاطلاع على الرسالة الثانية " صيحة نذير " وُجِد أنها كمساند لما في الكتاب المذكور، وحاله كما ذُكِر .. ))، فهل يعني هذا أنهم اكتَفَوا بجزئيَّة من الكتاب فناقشوها، مع أنه يقولون ((بناه)) أي كله، والثاني كذلك.
هذا ما ينبغي يا شيخ حسين فالناس لها عقول تعقل، وعيون تقرأ، وتفهم الذي تقرأ، وكلامك في حقيقته طعن في اللجنة.
رابع عشر: قال الشيخ حسين ((سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ؛ ممن يُحب الشيخ علياً – وأعرف هذا – ويُقَدِّره، ويدعو له؛ حتى بعد أن تقابل الشيخ مع سماحة الشيخ)).
ومثل هذا الكلام قد فَنَّدناه فيما سَبَق، ولكن الجزء الأخير منه يحتاج إلى وقفة مع أخلاق العلماء أمثال الشيخ عبد العزيز-حفظه الله –.
هل يبقى الشيخ عبد العزيز يُحب مَن هو – نفسه – يُوَقِّع على الفتوى؛ أنه مُوافق للمُرجئة، ومُحَرِّفٌ لنصوص أهل العلم، ومُقَوِّلَهم ما لم يقولوا بصورة مُزريَة، ثم يبقى مُحِبَّاً ومُقَدِّراً له.
يا شيخ حسين هذا لا يليق أن تقوله في رأس العلم عندكم وفي بلاد المسلمين من عُرفَت مكانته وهو الذي – بلا ريب – يوجه المسلمين إلى الحب والبغض في الله، وعدم مجالسة أهل البدع والأهواء.
أمَّا أن يدعو له؛ فبالهداية نعم، وهذا ظننا بالشيخ – حفظه الله -.
خامس عشر: وكل ما جاء من الشيخ حسين – من بعد – فقد سَبَق الرَّد عليه.
والحمد لله أولاً وآخرا.