تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

3 – أن يكون الراوي ضابطا: و الضابط: هو الذي يغلبُ صوابُه خطأَه، و ليس المقصود أنه الذي لا يُخطئ.

و الضبط ينقسم إلى قسمين: ضبط صدر، و ضبط كتاب.

أ – ضبط الصدر: [أن يستحضر الراوي مرويه متى شاء في أي مكان شاء، كما تلقاه عن شيخه] ز.

ب – ضبط الكتاب: أن يكون الراوي يكتب الأحاديث التي تلقاها عن الشيوخ، و يجعلها في كتاب، و يصون كتابه ذلك.

و أهل الحديث يفضلون ضبط الكتاب على ضبط الصدر.

4 – انتفاء الشذوذ:

الشذوذ: هو ما يرويه الثقة مخالفا من هو أوثق منه أو أكثر عددا، أو هو: ما يرويه المقبول مخالفا من هو أولى منه أو أكثر عددا.

5 – انتفاء العلة:

العلة: سبب غامض خفي يقدح في صحة الحديث.

و يعرفون الحديث المعلول بأنه: الذي اطُّلِع فيه بعد التفتيش على علة قادحة تمنع من قبوله.

و بعضهم يجعل انتفاء الشذوذ و انتفاء العلة شرطا واحدا، لأن الشذوذ من العلل، و لأنه يلزم على جعل انتفاء الشذوذ شرطا مستقلا، أن يُزاد في التعريف: أن لا يكون مقلوبا، و لا مدرجا، و لا مضطربا .... إلخ.

و قد يقول قائل: يلزم على هذا، أن نقول في تعريف الحديث الصحيح أن تقول: " الحديث الصحيح: هو الحديث الذي انتفت منه العلة "، لأنه إذا لم يتصل السند، كان الحديث معلولا، و إذا وُجد راو غير عدل أو غير ضابط فالحديث يكون معلولا.

فالجواب على هذا: أن علماء الحديث يفرقون بين العلة الظاهرة و العلة الخفية، فاتصال السند و عدالة الرواة و ضبطهم، الخلل فيه يكون ضمن العلل الظاهرة، أي التي يدركها كل أحد.

لكن مقصونا من " انتفاء العلة "، العلة الخفية، التي لا تُدرك إلا من قبل الأئمة الجهابذة النقاد، الذين يجمعون طرق الأحاديث، و يعرفون أحوال الرواة و طبقاتهم و أنسابهم و كناهم و أبناءهم و بلادنهم و رحلاتهم و كل ما يتعلق بهؤلاء الرواة.

فهؤلاء الأئمة يكتشفون عللا من إسناد ظاهره الصحة، بسبب معرفتهم الواسعة بالأسانيد و الرواة.

5 - و الحسن المعروف طرقا و غدت رجاله لا كالصحيح اشتهرت

تعريف البيقوني للحديث الحسن، أخذه عن الخطابي، و الحديث الحسن من أنواع علوم الحديث الذي كثر الخلاف فيه بين أهل العلم، فاختلفوا في تعريفه، فللخطابي تعريف، و للترمذي تعريف، و لابن الجوزي تعريف، و لابن الصلاح و من جاء بعده تعريف.

تعريف الخطابي للحسن: " هو ما عُرف مخرجه، و اشتهرت رجاله، و عليه مدار أكثر الحديث، و هو الذي يقبله أكثر العلماء، و يستعمله عامة الفقهاء "، و انتقد العلماء هذا التعريف، لأنه لا يميز فيه بين الصحيح و الحسن و الضعيف.

مخرج الحديث: هو الراوي الذي تدور عليه أسانيد أهل البلد.

مثاله: كان في البصرة: قتادة بن دعامة السدوسي، و في الكوفة: أبو إسحاق السبيعي، في الشام: الأوزاعي، في مصر: الليث بن سعد، في مكة: ابن جريج، في المدينة: الزهري، في اليمن: معمر بن راشد، و هكذا، فيُقال: " هذا مخرج أسانيد أهل البلد الفلاني "، و معرفة مخرج الحديث لا يدل على ثبوت الحديث و صحته، بل قد يكون الحديث صحيحا، و قد يكون حسنا، و قد يكون ضعيفا.

ثم إن قوله: " و اشتهرت رجاله "، لم يذكر بماذا اشتهروا، فابن لهيعة، مشهور، و لكنه مشهور بالضعف، فلا يكون حديثه حسنا.

قوله: " و عليه مدار أكثر الحديث "، هذا من البيان لقوله: "ما عُرف مخرجه "، فـ: قتادة عليه مدار أكثر حديث أهل البصرة، و هكذا.

وتعريف ابن الصلاح للحديث الحسن هو تعريف الحديث الصحيح، إلا أنه يخف ضبط راويه، وباقي الشروط لابد من وجودها.

و الحافظ ابن حجر في " نزهة النظر " عرفه بأنه: " ما اتصل سنده، بنقل العلدل الذي خف ضبطه عن مثله إلى منتهاه، من غير شذوذ و لا علة ".

و بعضهم يشترط في " خفة الضبط " شرطا، فيقول: " الذي خف ضبطه خفةً لا تلحقه بمن يُعَدُّ تفرده تفردا منكرا ".

قول البيقوني: " غدت " أي: اشتهرت، فمعنى قوله – إذا –: " و غدت رجاله لا كالصحيح اشتهرت "، أي: اشتهرت رجاله، لا كشهرة رجال الصحيح.

6 - و كل ما عن رتبة الحسن قصر فهو الضعيف و هو أقسام كثر

الحديث الضعيف: كل حديث فقد صفة الصحيح و الحسن.

و قال بعضهم: هو ما قصر عن رتبة الحسن، و من باب أولى يقصر عن رتبة الصحيح.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير