و الحافظ ابن حجر عرفه بقوله: " هو كل ما لم يجمع صفة القبول ".
قوله: " و هو أقسام كثر "، و هذا صحيح، لأن الضعيف، إما أن يكون ضعفه لسقط في الإسناد، أو لطعن في الراوي، و السقط في الإسناد تحته ستة أنواع: المعلق، و المرسل، و المنقطع، و المعضل، و المدلس، و المرسَل إرسالا خفيا، و الطعن في الراوي له أحوال كثيرة، ذكرها الحافظ ابن حجر في النخبة و أوصلها إلى عشرة أسباب، خمسة منها يرجع إلى العدالة، و خمسة ترجع إلى الضبط، و ثم أنواع أخرى: كالمقلوب، و المضطرب، و المدرج، و الشاذ ... إلخ، و أوصلها بعضهم إلى (381)، و سبب هذا هو التكلف، و هذا لا طائل تحته.
7 - و ما أضيف للنبي المرفوع و ما لتابع هو المقطوع
المرفوع، و المقطوع، مبحثان يتعلقان بالمتن، و إن كان فيهما نوع من التعلق بالإسناد.
فالحديث الذي يأتينا:
1 - إما أن يكون من قول النبي صلى الله عليه و سلم أو فعله أو تقريره.
2 – و إما أن يكون من قول الصحابي أو فعله أو تقريره.
3 – و إما أن يكون من قول التابعي فمن دونه، أو فعله أو تقريره.
فالأول يُقال له: المرفوع، أي: أُضيف إلى صاحب الجناب الرفيع، وهو النبي صلى الله عليه وسلم.
و الثاني، يُقال له: الموقوف، و لم يذكره المصنف رحمه الله في هذا البيت، بل ذكره بعد أبيات، فهو لم يرتب المنظومة على الترتيب الذي عليه أهل الحديث.
و الثالث، يقال له: مقطوع، و قد يُقال له: موقوف، لكن بقيد، و هو أن يقال: موقوف على فلان التابعي، أما بالإطلاق فلا يقال له إلا: المقطوع.
8 - و المسند المتصل الإسناد من راويه حتى المصطفى و لم يبن
قوله: " و لم يبن " أي: لم ينقطع.
المسند: هو ما اتصل سنده، ويكون مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه و سلم، وهذا تعريف الحاكم.
و عرفه ابن عبد البر: بأنه المرفوع، و لا يشترط الاتصال.
و عرفه الخطيب: بأنه المتصل، و لا يشترط الرفع.
9 - و ما بسمع كل راو يتصل إسناده للمصطفى فالمتصل
المتصل: هو الحديث الذي، يكون كل راو من رواته، أخذ هذا الحديث عن شيخه، إما بأن يقول: " سمعتُ " أو " حدثني ".
10 - مسلسل قل ما على وصف أتى مثل أما و الله أنباني الفتى
11 - كذاك قد حدثنيه قائما أو بعد أن حدثني تبسما
" أنباني "، و في بعض النسخ: " أنبأني " و هو غلط، لأن البيت ينكسر، بل تُحذف الهمزة.
المسلسل: و هو الحديث الذي يُتناقل بين الرواة بصفة معينة، و هذه الصفة إما أن تكون في أولئك الرواة أنفسهم، أو في صيغة تلقيهم، أو في المكان الذي تلقوا فيه، أو في الزمان الذي تلقوا فيه، و هكذا.
- مثاله: المسلسل بروايته في يوم العيد، أو في مصلى العيد، أو أن يرويه و هو يقبض على لحيته، أو أن يتبسم إذا روى الحديث، أو أن يتلفظ بلفظة معينة، مثل " و الله، إني لأحبك "، " رحم الله فلانا، كيف لو رأى عصرنا "، أو يكون ذاك الحديث أول حديث يتلقاه الطالب عن شيخه، أو يكون الحديث مسلسلا برواة لهم صفة معينة، كأن يكونوا من بلد واحد، أو سلسلة نسب واحدة، أو أسماؤهم متفقة مثل " المحمدين ".
" قل ما على وصف أتى ": أي: أن يأتي على صفة معينة.
" مثل أما و الله أنباني الفتى " يعني: مثاله: المسلسل بصيغة التحديث، كأن يتسلسل بصيغة " أنبأني "، أو بالسماع.
" كذاك قد حدثنيه قائما " أي، كأن يقول الراوي: " حدثني فلان و هو قائم ".
" أو بعد أن حدثني تبسما "، كأن يحدثه بحديث ثم يتبسم، ثم يتسلسل الحديث إلى آخر السند.
من فوائد الحديث المسلسل:
1 – أنه يكون أدعى لحفظ الحديث.
2 – أن يكون فيه نوع عبادة، كقوله عليه الصلاة و السلام لمعاذ: " و الله إني لأحبك ".
3 – أنه من الطرائف، التي يستملحها أهل الحديث.
12 - عزيز مروي اثنين أو ثلاثه مشهور مروي فوقما ثلاثه
العزيز: هو الحديث الذي يرويه اثنان، و لو في طبقة من طبقات السند، بشرط: أن لا يقل في أي طبقة من الطبقات عن اثنين، و يمكن أن يزيد.
و ليس المقصود هو أن يرويه اثنان عن اثنين عن اثنين إلى منتهى السند، فإن هذا كما قال ابن حبان: " لا يوجد حديث بمثل هذه الصفة ".
و سمي العزيزُ عزيزاً لأحد أمرين:
1 – إما لقلته و ندرته، و هذا ليس بصحيح، بل هو كثير.
¥