تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أَحِنٌ إلى كتابِك غيرَ أتي ... أُجِلُكَ عن عِتابٍ في كتاب

ونحنُ إنِ التقينا قبلَ مَوْتٍ ... شَفَيْت غليلَ صدري من عتابي

وإنْ سَبَقَتْ بنا ذاتْ المنايا ... فكم مِن غائبٍ تحت التُرابِ

v قال محمد بن إبراهيم بن سكرة القاضي: كان محمد بن جامع الصيدلاني محبوب محمد بن داود، وكان ينفق على ابن داود، وما عرف معشوق على عاشقه سواه، ومن شعره.

حملتُ جبالَ الحُب فيك وإنني ... لأَعْجَزُ عن حَمْلِ القميصِ وأضعفُ

وما الحبٌ من حُسْنٍ ولا من سماحةٍ ... ولكنه شيءٌ بِهِ الرٌوح تَكْلُفُ

v سمعت وهب العطار بن جامع العطار، صديق ابن داود، قال: دخلت على المتقي لله: فسألني عن أبي بكر بن داود: هل رأيت منه ما تكره؟ قلت: لا يا أمير المؤمنين، إلا أني بِتٌ عنده ليلة، فكان يكشف عن وجهي ثم يقول: اللهم إنك تعلم إني لأحبه، وإني لأراقبك فيه، قال: فما بلغ من رعايتك من حقه؟ قلت: دخلت الحمام، فلما خرجت، نظرت في المرآة،فاستحسنت صورتي فوق ما أعهد، فغطيت وجهي، وآليت أن لا ينظر إلى وجهي أحد قبله، وبادرت إليه، فكشف وجهي، ففرح وسر، وقال: سبحان خالقه ومصوره، وتلا: {هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء} ..

v عن أبي الحسن بن قريش يقول: حضرت إبراهيم الحربي - وجاءه يوسف القاضي ومعه ابن عمر - فقال له: يا أبا إسحاق! لو جئناك على مقدار واجب حقك، لكانت أوقاتنا كلنا عندك، فقال: ليس كلُ غَيْبةٍ جفوةٌ، ولا كلُ لقاءٍ مودةٌ، وإنما هو تقاربُ القلوب.

v عن ابن إبراهيم بن جابر، قال: كنت أجلس في حلقه إبراهيم الحربي، وكان يجلس إلينا غلامان في نهاية الحسن والجمال من الصورة والبزة، وكأنها روح في جسد، إن قاما قاما معاً، وإن حضرا فكذلك، فلما كان في بعض الجمع، حضر أحدهما وقد بان الاصفرار بوجهه والانكسار في عينه، فلما كانت الجمعة الثالثة حضر الغائب، ولم يحضر الذي جاء الجمعة الأولى منها، وإذا الصفوة والانكسار بين في لونه .. وقلت: عن ذلك للفراق الواقع بينهما، وذلك للألفة الجامعة لهما، فلم يزالا يسابقان في كل جمعة إلى الحلقة، فأيهما سبق صاحبه إلى لم يجلس الآخر، فلما كان في بعض الجمع، حضر أحدهما فجلس إلينا، ثم جاء الآخر فأشرف على الحلقة فوجد صاحبه قد سبق، وإذا المسبوق قد أخذته العبرة، فتبينت ذلك منه في دائرة عينية، وإذا في يسراه رقاع صغار مكتوبة، فقبض بيمينه رقعة منها، وحذف بها وسط الحلقة، وانساب بين الناس مستخفياً، وأنا أرمقه وكان ثم أبو عبيدة بن حربويه، فنشر الرقعة وقرأها وفيها دعاء أن يدعوا لصاحبها مريضاً كان أو غير ذلك، ويؤمن على الدعاء من حضر، فقال الشيخ: اللهم اجمع بينهما، وألف قلوبهما، واجعل ذلك فيما يقرب منك، ويزلف لديك. وأمنوا على دعائه، ثم طوى الرقعة وحذفني بها، فتأملت ما فيها .. فإذا فيها مكتوب:

عفا اللهُ عن عبدٍ أعانَ بدعوةٍ ... لخِليْنِ كانا دائمينَ على الوُد

إلى أنْ وشى واشٍ الهوى بنميمةٍ ... إلى ذاك من هذا فحال عن العهدِ

فلما كان في الجمعة الثانية حضرا جميعاً ن وإذا الاصفرار والانكسار قد زال، فقلت لابن حربويه: إني أرى الدعوة قد أجيبت، وإن دعاء الشيخ كان على التمام، فلما كان في تلك السنة كنت فيمن حج، فكأني أنظر إلى الغلامين محرمين بين منى وعرفة، فلم أزل أراهما متآلفين إلى أن تكهلا.

v وليوسف بن الحسن رسالة إلى الجنيد منها:

كيف السبيل إلى مرضاة من غضبا ... من غير جرم ولم أعرف له سببا

v وكان محمد بن جرير ربما أهدى إليه بعض أصدقائه الشيء فقبله، ويكافئه أضعافاً لعظم مروءته.

v وكان أبو العلاء الهمذاني يطلب لأصحابه من الناس، ويعز أصحابه ومن يلوذ به، ولا يحضر دعوة حتى يحضر جماعة أصحابه، وكان لا يأكل نم أموال الظلمة، ولا قبل منه مدرسة قط رباطاً، وإنما كان يقرئ في داره، ونحن في مسجده سكان.

v وقال ابن الجوزي لصديق: أنت في أوسع العذر من التأخر عني لثقتي بك، وفي أضيقه من شوقي إليك.

v وقال رجل لابن الجوزي: ما نمت البارحة من شوقي إلى المجلس، قال: لأنك تريد الفرجة ن وإما ينبغي الليلة أن لا تنام.

v وقال أبو علي بن سكرة: كان عاصم بن الحسن القاضي، ذا شعر كثير، وكان يكرمني كان لي منه ميعاد يوم الخمسين ن لو أتاه فيه الخليفة لم يمكنه.

v وكان أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف الحمزي رفيقاً لأبي زيد السهلي وصديقاً له، فلما فارقه وتحول إلى مدينة سلا، نظم فيه أبو زيد أبياتاً، وبعث بها إليه، وهي:

سَلاَ عن سَلاَ إن المعارِفَ والنهى ... بها ودعا أُم الربابِ ومأشَلا

بكيت أسى أيامَ كان بِسَبْتَةٍ ... فكيف التأسي حينَ منزِله سَلا

وقال أناسٌ إنْ في البُعدِ سَلْوةً ... وقد طال هذا البُعد والقلبُ ما سلا

فليتَ أبا إسحاقَ إذْ شطتِ النوى ... تَحِيتُه الحُسْنَى مع الريحِ أرْسَلا

فعادتْ دَبُورُ الريحِ عندي كالصبا ... بذي غُمَرٍ إذْ أمرُ زيدٍ تبسلا

فقد كان يُهديني الحديثَ مُوصلاً ... فأصبح موصولُ الأحاديثِ مُرْسلاً

وقد كان يُحيي العلمَ والذكرَ عندنا ... أوانَ دنا فالآن بالنأي كسلا

فلله أم بالمَرِية أنجبتْ ... به وأب ماذا من الخَيْرِ أَنْسَلا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير