تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[علماء الحق]

ـ[عبد الرحمان ابو حفص]ــــــــ[10 - 07 - 07, 05:56 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الفقير إلى رحمة مولاه أبو حفص عبد الرحمن ابن علي الشريف غفر الله له ولولديه إن الناظر إلى أحوال العلماء يجدهم ينقسمون إلى ثلاثة أقسام لا رابع لها قسم تمكن العلم منهم وقسم تمكنوا من العلم وقسم لم يتمكنوا من العلم ولم يتمكن العلم منهم وهم المحسبون على العلماء وليسوا منهم أما الصنف الأول وهم العلماء الذين تمكن العلم منهم وأصبحوا متحدين كل الاتحاد مع العلم لا يرمقون منه ولا يخرجون عن حدوده فهم محاطون برسمه متمسكون بأسواره فهم الذين وصفهم الله في كتابه هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ (7) فوصفهم الله تبارك وتعالى بالرسوخ في العلم من اجل أنهم لم يخرجوا من حدود العلم إلى التأويل وذلك لتمكن صفة العلم بهم التي عصمتهم من الوقوع في فتنة التأويل. وهذا ما قام عليه منهج السلف في فهم الصفات والأسماء وذلك لتمكن العلم في قلوبهم رحمهم الله وهم اعلم الناس وأفقههم في شتى أمور الشريعة لا كما يقول بعض الجهلاء القاصرين عن العلم ان طريقة الخلف اعلم واحكم وطريقة السلف أحوط واسلم وهذا من الجهل الكبير بل وهذا هو الفرق بين من تمكن العلم منه وبين الأقسام الأخرى وهنا نقصد بالعلم العلم الرباني القائم تحت الكتاب والسنة لا الذي تدعيه علماء الكلام والمتفلسفة فمنطق السلف في فهم الأصلين هو الرجوع إلى العلم المأخوذ عن اقرب الناس إلى المنبع الذي نبعت منه هذه المعارف الربانية فأصبح العلم عندهم مدينة ذات أصوار لا تفتح أبوابها إلا بأمر الملك الذي له السلطة الآمرة وصاحب العين الساهرة والعالم في هذه المدينة الحصينة لا يخشى سطوة العدو. ما بقي في داخلها والملك هو الكتاب والسنة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنة رسوله.المقصود أن علماء الحق هم الذين تمكن العلم منهم وأصبح هو الرقيب في سكناتهم وحركاتهم قال العالم الكبير ابن دقيق العيد ما تكلَّمتُ بكلمةٍ، ولا فعلتُ فعلاً، إلا أعددتُ لذلك جواباً بين يدي الله تعالى وهذا من فقهه وقوة تمكن العلم منه وجاء في الحديث من أعطى لله ومنع لله وأحب لله وابغض لله فقد استكمل إيمانه أن العالم لا يكون عالما إلا بهذه الأصول وهي أن تكون تصرفاته الباطنة والظاهرة بأمر الله وشرعه وهذا لا يكون إن لم يتحقق العلم الذي يتمكن من القلب. وقولنا هم الذين تمكن العلم منهم فهذا هو الصواب لما لان علم الشريعة بحر أوسع من سبعة أبحر قال تعالى وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27) وعلم الشريعة هو المأخوذ عن طريق النبي من الله ولم نأخذ من النبي إلا الأمور التي تظهر الطريق لا التي تحمله عليها وهي ما يسمونها البعض الهداية التوفيقية والهداية الإرشادية وان كان العلم واسعا كما قال الخضر لموسى عليما السلام ما علمي وعلمك إلا كما أخد هذا الطائر بمنقره من البحر إذن فالعلم هو الأحق بالتمكن من العالم لا العالم هو الذي يتمكن منه والله اعلم

أما القسم الثاني وهو الذين ظنوا إنهم قد تمكنوا من العلم هم للجهل اقرب وذلك نابع من ظنهم أنهم مدركون ومحيطون لعلم الشرائع وذلك لأنهم كانوا يحسبون أن علم الشريعة محدود تدرك فيه البدايات والنهايات ويحاط به من كل الجوانب والله تبارك وتعالى يقول وما واتيتم من العلم إلا قليلا

وهذا الظن المزعوم هو الذي ترك الكثير من أرباب العلم إلى الزيغ

والانحراف في كثير من أمور الشريعة ولقد دخل هذا المعتقد الفاسد من كون الشريعة أمية جاءت إلى عوام الناس لا إلى علمائهم ونظريتهم في علم الشريعة واقصد بعلم الشريعة هنا كتاب الله والسنة أنها محدودة الدلالات قاصرة على أمور لا يتعدى كونها من الأشياء البديهية هذا من جانب أما من الجانب الأخر أن شريعة لم تخض ولم توضح البيان في أمور العقائد والغيبيات فأردوا شيئا ينوب مكان الشريعة لبيان وتوضيح المسالك إلى علمهم المنشود فضلوا الطريق وأضلوا واغتروا بعلمهم الذي اعتقدوا فيه انه هو طريق الخلاص من حيرتهم وشكوكهم

ـ[السيد محمد رضا]ــــــــ[26 - 09 - 07, 11:36 م]ـ

وفقكم الله للخير

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير