تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الأوجه التي تجوز فيها الغيبة.]

ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[23 - 10 - 10, 02:47 ص]ـ

[الأوجه التي تجوز فيها الغيبة.]

بعض العلماء وهو الإمام محمد بن عوجان المالكي وهو أحد تلاميذ الحافظ بن حجر العسقلاني صاغ الأوجه التي تجوز فيها الغيبة في بيتين من الشعر رائقين

"القدحُ ليس بغِيبةٍ في ستةٍ. أي إذا ذكرت أخاك بما يكره لا يكون غيبة محرمة في ستة أشياء. يقول

القدحُ ليس بغِيبةٍ في ستةٍ

متظلمٍ ومُعَرِفٍ ومُحَذِرِ

ومُجَاهِرٍ فسقًا ومستفتيٍ

ومن طلب الإعانَةَ في إزالةِ مُنكَرِ"

هذه الأشياء الستة ليست من الغيبة، كأن تذهب مثلًا إلي الحاكم وتقول: هناك جماعة من الفساق يشربون الخمر، هناك جماعة من الزناة في بيت كذا، هذا ليس من الغيبة، لماذا؟ لأن هناك مصلحة وراء هذا التعريف، وقد قال النبي - صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم -، واستأذن عليه رجل قال: " بئس أخو العشيرة "، أو قال: " بئس رجل العشيرة "، فلما دخل الرجل ألان النبي - صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم - له الكلام وهش له وبش، والسيدة عائشة تري فكأنها وجدت في نفسها تناقضًا بين ذمه أن النبي - صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم - قال قبل أن يدخل: " بئس أخو العشيرة " وبعد أنه استقبله استقبالًا حسنًا بعد ذلك. فسألته، فقال يا عائشة " إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من يتقي لفحشه "، فأنت تؤثر جانب السلامة وتحييه وتبتسم له حتى تتجنب شره، هذا شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة. فانظر النبي - صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم - داري هؤلاء.

وفي الحديث الصحيح أن فاطمة بنت قيس لما مات زوجها وانقضت عدتها تقدم لها صحابيان لخطبتها أحدهما معاوية بن أبي سفيان، والآخر أبو الجهل فأرادت أن تستشير النبي - صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم - أي الرجلين تأخذ؟، وأيهما أصلح من الأخر؟ فقال لها: " لا تنكحي معاوية ولا أبا الجهل إن معاوية صعلوك لا مال له " أظن كلمة صعلوك هذه من الغيبة!، لو سمع رجل رجل آخر يقول عنه صعلوك سيتألم، والغيبة: ذكرك أخاك بما يكره. فالنبي - صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم – قال: " أما معاوية فصعلوك لامال له، وأما أبو الجهل فلا يضع عصاه عن أهله " أي يضرب علي الفور، " ولكن انكحي أسامة بن زيد، قالت: فكرهت ذلك " لأن أسامة صغير " فقال لها: انكحي أسامة. قالت: فنكحته فاغتبط به " وسرت به وبعشرته. فأنت تري النبي - صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم - لما قال: " أما معاوية فصعلوك لامال له، وأما أبو الجهل فلا يضع عصاه عن أهله "، لم يكن يقصد أن يذم هؤلاء، إنما كان يقصد أن ينصح لفاطمة بنت قيس.

إذًا الحد الفاصل بين الغيبة وبين غيرها أنك إن ذكرت العيب في الشخص في غير أي هدف ولا مصلحة رابحة فهذا من الغيبة، أما إن كنت تقصد حذر من فسقه أو عدوانه أو ظلمه أو عيب فيه يجر كثير من المتاعب علي الآخرين فهذا لا يدخل في باب الغيبة من الشريط الثالث من الدروس المستفادة من حادثة ا الإفك للشيخ أبي إسحاق الحويني حفظه الله

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير