تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الإنسان أن يقتصد في أمر دنياه، ويكفيه منها البلغة، ولا يعني أنه يعيش يتكفف الناس يسأل الناس من أموالهم، لا. الله -جل وعلا- يقول: {وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [(77) سورة القصص]، لكن لا تعكس المسألة، تستغرق في أمور دنياك، ثم يقال لك لا تنسَ نصيبك من الآخرة، فالتوازن لا بد منه في حياة المسلم، والله المستعان.

يقول السائل: بعض الناس يتعبد لله بالصلاة وقراءة القرآن وغيرها من الأعمال الصالحة، ولكنه قد يشاهد التلفاز والصور المحرمة، فما توجيهكم لهؤلاء أحسن الله إليكم؟

هذا المتعبد لله -جل وعلا- الذي يرجو ثواب الله، عليه أن يحافظ على ما اكتسبه من أجور، ولا يكون مفلساً يوم القيامة، يأتي بهذه الأجور وبالمقابل يأتي بأوزار، والمسألة مسألة ميزان، له كفتان، كفة حسنات وكفة سيئات، ولا شك أن السيئات على حساب الحسنات، فمن عمل العمل الصالح يرجو ثوابه عليه أن يحافظ عليه، ولا يكون مفلساً يوم القيامة، يأتي بأعمال أمثال الجبال ثم بعد ذلك تذهب هباءً منثوراً، يظلم الناس ويأكل أموالهم ويشتم الناس، ويرتكب محرمات، ثم بعد ذلك عند المقاصة لا يجد شيئاً، فعلى المسلم الذي يتعب على هذه الحسنات أن يسعى على دوامها وثباتها.

يقول السائل: هل من لا يدع أهله يكملون الدراسة بسبب ما يوجد في بعض الثانويات والكليات من الفتن، هل في ذلك طيف من الصحة، أحسن الله إليكم؟

العلم الشرعي مطلوب من النساء كما هو مطلوب من الرجال، وأعني بذلك العلم الشرعي المأمور به في النصوص الشرعية المورث لخشية الله -جل وعلا- وما لا تقوم الدنيا إلا به من العلوم الأخرى، هذا كله مطلوب، لكن يبقى أن الأصل بالنسبة للمرأة القرار في البيت، يقول الله جل وعلا: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} [(33) سورة الأحزاب]، فإذا تعارض مثل هذا مع هذا ترجع إلى الأصل، إذا كان هناك معارضة، أما إذا أمكن التوفيق بأن أدت عملها الأصلي في بيتها، وخدمت زوجها، وواصلت دراستها، ومع ذلك حافظت على نفسها؛ لأن الخروج من البيت وكثرة الخروج له ضريبة، فإذا حافظت على حشمتها وخرجت بزيٍ لا تفتن ولا تفتن بواسطته، واستعملت أيضاً خروجها في طريقها وفي مدرستها إذا رأت ملاحظة لإحدى زميلاتها أسدت إليها نصيحة، وصارت داعية خير في هذا المحفل الذي يجمع جمع من الطالبات، إذا انضم إلى ذلك دعوة إلى الله -جل وعلا- وتوجيه، وإنكار لمنكر، وأمر بمعروف، هذا لا شك أنه خير، فالمنع منه غير متجه، أما إذا خلا من ذلك كله، ورأى النقص في حياة هذه الزوجة، سواء كان فيما يتعلق في بيتها أو في دينها أو في عملها أو في تربية أولادها، لا شك المنع له وجه.

هذا سائل يقول: فضيلة الشيخ أحسن الله إليكم، هلا وجهتمونا كيف نعود الناشئة على العبادة؟

أولاً تعويد الناشئة على العبادة يكون بالقدوة الصالحة، ولذا شرع أو شرعت النوافل في البيت، وأفضل صلاة الرجل في بيته إلا المكتوبة، ليقتدى به، يقتدي به هؤلاء الناشئة مع أمرهم بها، واقتدائهم به في فعلها، فإذا أراد أن يصلي قال: انتبه إلى هذه الصلاة وصلِّ معي كما صلى ابن عباس مع النبي -عليه الصلاة والسلام- قبل أن يكلف، فأداره النبي -عليه الصلاة والسلام- من شماله إلى يمينه، فوجهه بالقول والفعل، فبالقدوة الصالحة والأمر بلطف ورفق وتوجيه مقبول لا شك أنهم يحبون بواسطة ذلك العبادة وينشأون عليها.

وينشأ ناشئ الفتيان منا

على ما كان عوده أبوه

فإن كان أبوه عوده على العبادة عوده على الصلاة عوده على الصيام، أعطاه أحياناً بعض الأموال اليسيرة من فئة الريال مثلاً وقال إذا رأيت فقير تصدق عليه، أو قال: أهدِ أو أعطِ إخوانك من هذه الريالات أو العكس، كل هذا مطلوب وهذا فيه تمرين للناشئة. بخلاف ما إذا عودهم على خلاف ذلك، فإنما ينشأون على ما عودوا.

سائل يقول: كيف نجمع بين نصيحة النبي -صلى الله عليه وسلم- لأحد أصحابه لما سأل عن آخر الزمان بأن عليه بخاصة نفسه، وبين إنكار المنكر؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير