تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

رواه أبو داود و حسنه الألباني في مشكاة المصابيح

و أخبر صلى الله عليه و سلم أيضاً عن أولئك التافهين الجهّال الذين يتحدثون في أمور الناس قائلاً:

إن بين يدي الساعة سنين خداعة؛ يُصَدّق فيها الكاذب، ويُكَذَّب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويُخَوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة. قيل: وما الرويبضة؟ قيل: المرء التافه يتكلم في أمر العامة.

رواه أحمد و البزار و الطبراني و صححه الألباني

وها هو مجتمعنا يغصّ بأمثال هؤلاء التافهين الذين لا علم لهم، ترى الواحد منهم يصول و يجول في القنوات الفضائية يسب هذا العالم و يُسفّه من رأي ذلك الشيخ و يضحك من فتوى هذا المفتي، و هو لا عير له و لا قطمير لا يكاد يفقه كيف يصلي، و هناك من ينكر عذاب القبر لأنه غير جائز عنده –و من أنت حتى يكون لك عند أصلاً- و هو لم يقرأ و لو كتاباً واحداً عن الحياة الآخرة أو يسأل عن دليل نقلي من النبي صلى الله عليه و سلم فيه خبر القبر، بل انطلق ينكر و يثبت من عنديات نفسه، و إلى الله المشتكى

و هذا الحال نتيجة سوء التعليم و اضمحلال المستوى الثقافي للمجتمع، فالأمية في العالم العربي تصل إلى 40% و ال60% الباقون أغلبهم لا يقرأون ... فما الفرق بين الأمي و المتعلم حينئذ؟ و قد أخبرني صديق لي بعد عودته من لندن أنه في قطار الأنفاق رأى 90% من الموجودين يقرأون كتب و 7% يطالعون صحف و 3% يضعون سماعات في آذانهم، لم ير شخصاً خالياً، ثم إن طبقة المثقفين عندنا فيها الكثير من المصابين بعقدة "الخواجة" –إلا من رحم ربي- فيقبلون الوارد من الخارج و يرفضون كل ما هو إسلامي لمجرد أنه إسلامي

فهذا الحال يستلزم وقفة مراجعة لثقافة المجتمع –أو ثقافتنا نحن كأفراد في المقام الأول- و أخذ خطوات عملية لعلاج هذه المشكلة و تعظيم دور المجموعات الصغيرة في إيجاد و تقديم حلول لمشكلات المجتمع، و ذلك يكون من خلال الحوار الهادف و النقد البناء و عمليات جمع المعلومات عن القضية المراد حلها أو تحليلها، ثم تنظيم مجموعات عصف ذهني للخروج بأنجع الحلول و هكذا

تعلّم فليس المرء يولد عالماً ** و ليس أخو علم كمن هو جاهلُ

و إن كبير القوم لا علم عنده ** صغيرٌ إذا التفّت عليه المحافلُ

و السبيل للرقي بالمستوى الثقافي و الحواري في المجتمع قابل للأخذ و الرد و كُتبت فيه الكتب –من أبرزها و التي أدمنت قراءتها كتب د. عبد الكريم بكار- و الهدف من المقالة باختصار:

.التنبيه لمشكلة القول بغير علم –سواء في دينياً أم دنيوياً- و إلجام أنفسنا عن الوقوع فيها.

الحث على التعلم و القراءة و التثقف

.الدفع إلى علاج هذه المشكلة ... "التكلّم دون تعلّم"

و السلام

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير