تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[من هو عباس محمود العقاد؟]

ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[10 - 02 - 09, 11:51 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

من هو عباس العقَّاد؟ ترجمة فكرية

بقلم / محمد جلال القصاص

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن أحبه واتبع هديه، وبعد:ـ

ما نزلتُ وادياً إلا وجدتُ عباسَ العقَّادِ يحدث الناس بمنكرٍ من القول وزورا، وكل أولئك المدافعين عن عباس العقَّاد لا يعلمون شيئاً عن حاله إلا ما يشاع عن حسنِ بيانه، ومع ذلك يدافعون بل ويتعصبون!

ويوماً كتبتُ مقالاً عن (المنفوخين المستعملين) .. عن المنافقين والسمَّاعين لهم .. عن حمير الكفار ودوابهم .. وذكرت عباسَ العقاد منهم، فتجمع حولي نفرٌ ممن أعزهم .. تدور أعينهم .. وتتزاحم الكلمات على شفاههم وتندفع بعضها حارةً قويةً: ما شأنك والعقاد؟! كان برّاً تقيّاً ولم يكن جباراً شقياً!!

فقلت: أُوَّه .. (لو كان غيرك يا أبا عبيده)، أما والله أخذوكم بسحرهم حتى خيل إليكم أن العصى حيَّة , أمهلوني ولا تعجلوني، وعلى صفحات (النت) انتظروني .. أستعين بربي وأجدد النية .. ثم تكون جولة أرجع بها العقاد عن حمى الدين، وأُظهر حقيقته حتى ينتهي تلبيس الفاسقين وغفلة الطيبين.ليست مطاولةً .. وليست مغالبةً، وليست محاولةً لاستصدار حكمٍ على عباس العقَّاد فالرجل قد أفضى إلى ربه بما قدَّمَ،وأسأل الله العظيم أن يرحمنا برحمته، وليست محاولةً لنبش القبور وإخراج الموتى ومحاسبتهم، ولا هي استئسادٌ على من مات .. أنْ قد مات وما عاد يستطيع الجواب .. أبداً ليست إحدى هؤلاء.

نتعاطى عباس العقَّاد من الناحية الفكرية، وأفكارِ العقَّادِ لا زالت حيَّةً تسير بيننا، يُجَمِّلُها نفرٌ من (قومنا) [1] ( http://www.benaa.com/edit.asp#_ftn1)، ويرحب بها عديد من أبنائنا، ووجب علينا التصدي لها، والوقوف بوجهها، حتى لا يفتن الناس بها، ولا يعنينا كان صاحبها حياً أم كان ميتاً، فلكل قومٍ وريث. ولا بد أن تجد من يدافع عنه، وربما بما لا يستطيع هو الدفاع به لو كان حياً.

ترجمتهُ

الترجمة للأشخاص والدول هي كتابة للتاريخ، والتاريخ ـ الترجمات للأشخاص والدول ـ يُسَجَّلُ برصد الأحداث دون دوافعها الفكرية (العقدية)، وقد تسبب رصد الأحداث دون دوافعها الفكرية (العقدية)، أو تدوين الأحداث دون خلفياتها الفكرية (العقدية) إلى تعقيد التاريخ وتعدد تفسيراته، وصلاحيته للاستشهاد من كل ذي فكر منحرفٍ، وإننا في حاجة إلى تدوين التاريخ الفكري .. في حاجة إلى رصد الأفكار: كيف تنشأ؟ وكيف تتحرك؟ وكيف تنتقل؟

في حاجة إلى تركيب الأحداث على الأفكار، كما هو السياق الحقيقي لما يحدث على مستوى الفرد والجماعة.

وهم ـ كتَّاب التاريخ ـ حين يتكلمون عن حدثٍ معين فإنهم يُقدِّمون ما يعرف بالأسباب لهذا الحدث، كأسباب غزوة بدر الكبرى، وأسباب غزوة أحد، وأسباب حروب الردة؛ يقولون: خرج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لاعتراض عيرٍ لقريش قادمة من الشام، وأرسل أبو سفيان يستنفر قريشاً، فكان المسلمون بين العير والنفير ... ، ويقولون: خرجت قريش تثأر لقتلاها يوم بدر حتى جاءت أحداً بقضها وقضيضها يجعجع فرسانهم وتضرب بالدف نسائهم وينادي بالثارات جميعهم، وخرج لهم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعد أن شاور أصحابه ... ، ويقولون: منعت العرب الزكاة، وظهر الأدعياء فارتدت العرب ووجب قتالها ...

وهي أحداث لا أسباب.!

الحركة الفكرية تسبق التغيرات الحركية وتضبطها .. تحدث معركة في الضمير ثم يكون الظاهر لما يستقر منها في النفس، تسبق الأحداث في كل شيء. وها أنذا أقدم ترجمة فكرية لعبَّاس العقاد، آملاً في أن تكون بداية موفقة وخطوة على طريق إعادة كتابة التاريخ المعاصر على الأقل بخلفياته الحقيقة إذ كله عراك بين الكفر والإيمان. [2] ( http://www.benaa.com/edit.asp#_ftn2)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير