تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المُعوّقات عن طلب العلم ..

ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[12 - 04 - 09, 02:08 ص]ـ

كلمات أعجبتني من كتاب (معالم في طريق طلب العلم) للشيخ: عبد العزيز بن محمد بن عبد الله السّدحان الذي قدّم له فضيلة الشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين فأحببت نقل بعض الفوائد الذي رأيتها تتخلل هذا الكتاب القيم ونسأل الله تعالى أن يَعُم الخير به ..

* المُعَوّقات عن طلب العلم:

* المعوق الأول: (فساد النية):

والنية: هي ركن العمل وأساسه، وإذا تخلَّلها خلل أو دخَن؛ فإنَّ العمل يعتريه من الخلل والدخَن بقدر ما يعتري النيَّة.

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّما الأعمال بالنيات وإنَّما لكل امرئ ما نوى) (1).

فالنية ركن كما سبق:

والبيتُ لا يُبتنى إلاّ بأعمدةٍ ... ولا عماد إذا لم تُبْنَ أركانُ

فإذا كانت النية مصحوبة بشيء من اللوث على اختلاف أنواعه من:

حب تصدُّر أو حب شهوة أو تسنُّم مجالس؛ فإنَّ هذا كفيل بأن يكون حاجزاً منيعاً في طريق صاحب تلك النية.

والنية يعتريها ما يعتريها، لكن {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (2).

وسفيان الثوري - رحمه الله - على ورعه وجلالة قدره - يقول: (ما عالجت شيئاً أشدَّ عليَّ من نيتي) (3).

وإذا كان هذا الإمام الثوري فما بالك بنا نحن؟ فلذلك ينبغي أن يكون الواحد منا متجرِّداً في طلبه للعلم، لا يريد بذلك إلاّ وجه الله عز وجل، فإنْ صاحب النية ما صاحبها من تلبيس إبليس، فإنَّ هذا ليس بغريب، إنّما الغريب والعجيب أن يستمرئ صاحبها بقاء تلك اللوثات في نيته، فلزاماً عليه: أن يجاهدها، وأن يحارب ذلك اللوث والدَّخَن ما استطاع إلى ذلك سبيلاًً، ولا يفتُرَنَّ أو ييأسنَّ، ولْيقرأ ما ذكر أهل العلم عن أنفسهم: فهذا الدارقطني أبو الحسن على بن عمر، أمير المؤمنين في الحديث، يقول رحمه الله: (طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلاّ لله) (4).

يفسر بعضهم هذه المقالة: بأنَّ الطالب قد يكون في نفسه حظ من حبِّ تصدُّر، فإذا أوغل في العلم، وقرأ النصوص والسير، وتمعن فيها، وكان ممن أراد الله به خيراً، رده إلى رشده، ولم يزده ذلك التمعُّن إلاّ رجوعاً إلى جادّة الصواب والخير، أما إذا كان ممن غلَّب هواه واتبع شهوته، فلا يلوم إلاّ نفسه.

* المعوق الثاني: (حب الشهرة وحب التصدُّر):

وهو داخل تحت النية، ولكن يفرد لأهميته، والشهرة والتصدر داء وبيل لا يسلم منه إلا من عصمه الله، كما قال الشاطبي رحمه الله: (آخر الأشياء نزولاً من قلوب الصالحين: حب السلطة وحب التصدر) (5).

فإذا كانت نية الطالب: أن يشتهر اسمه، وأن يرتفع ذكرُه، وأن يكون مبجَّلاً كلما حلّ أو رحل، لا همَّ له إلا ذلك، فقد أدخل نفسه مداخل خطيرة، ويكفي أن نعرف حديثاً واحداً وهو قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ أول الناس يقضى يوم القيامة عليه ثلاثة - إلى أن قال -: ورجل تعلّم العلم وعلّمه وقرأ القرآن، فأُتي به فعرَّفه نِعَمَهُ فعرفها، قال: فما فعلتَ فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلَّمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت، ولكنَّك تعلمت العلم ليقال: عالم، وقرأت في القرآن ليقال: هو قارئ، فقد قيل. ثم أمر به فَسُحب على وجهه حتى أُلقي في النار ... )) (6).

والحديث الآخر: ((يا نعايا العرب، أخوف ما أخاف عليكم: الشرك والشهوة الخفية) (7).

قال ابن الأثير: (إنَّ الشهوة الخفية: حب اطلاع الناس على العمل) (8).

وجاء عن الفاروق رضي الله عنه أنه عاتب أُبيّاً عندما رأى الناس يمشون خلفه، فنهره وزجره قائلاً: (كُفَّ عن هذا، فإنها فتنة للمتبوع مذلة للتابع) (9).

وقد ذكر بعض من كتب في الرقائق والسلوك: أنَّ العبد إذا تمنى أو فرح أن يُعظّم إذا دخل، وأن يكون قصده مقصوراً على إعجاب الناس به ومدحهم له فحسب، فإنَّ ذلك باب عظيم من أبواب الرياء والسمعة، ومَن راءى راءى الله به، ومن سمَّعَ سمَّعَ الله به.

فهذه الشهوة مصيبة إلاّ لمن ربط الله على قلبه.

وكان السلف رحمهم الله أبعد الناس عن حب الشهرة، ومن الأمثلة على ذلك:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير