تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[18 - 02 - 09, 09:13 ص]ـ

وجزاكم أستاذنا الفاضل!

وأنا معك منتظر لهذه الطآمات التي ذكرت حتى ينتبه لها كل قارئ للعقاد، ومع ذلك أكرر رجائي لكم ألا تحملوا الهفوات - التي يظهر أنها هفوات وليست منهجا تفكيريا منتظما مستمرا- فوق ما تحتمله بأن تجعلوها منهجا وفكرا على حين أنها كانت زلة ومن قبيل النادر الذي لا حكم له. ويحملني هذا الرجاء مقالكم الآتي المرتقب بعنوان: "هل كان العقاد نصرانيا"؟!!

إن العنون مرعب جدا ومجازف جدا، ومع كونكم وضعتموه على صيغة الاستفهام لا التقرير فلا يزال له من الوقع في النفس الشيء الكثير، ولو طلبت إجابة على البدهة من نصراني فضلا عن مسلم لأجابك بلا على ظاهر الحال؛ فهلا كان عنوانكم "هفوات "أو حتى"طآمات" عقدية فكر العقاد فيما يتعلق بدين النصارى؟! ثم تساقون ما عندكم فلا يجد القارئ إلا الإذعان والتسليم ما دام من ناشدي الحق بخلاف ذلكم العنوان الذي تقشعر منه بعض الأبدان ولا تقبله إلا قلوب سلفية كأعضاء ملتقى أهل الحديث الأخيار في حين أن بحثكم ينبغي أن يكون عاما لكل الناس بحيث يقرأه هواة الأدب والفكر الذين هم من قراء العقاد والذين في ثقافتهم الدينية ما لا يخفى عليكم، فكيف تقنعهم بأخطاء العقاد مع مثل هذا العنوان الذي يجعل محبي العقاد تنتفخ أوداجهم ويزداد نبضهم فإما أن يلقوا بالمقال في صندوق المهملات ويشتغلوا بسبكم، أو يقرأوه ليردوا عليكم الحق الذي معكم تعصبا لمفكرهم الكبير، وكما قيل "يا عاقدا اذكر حلا"

ومن طريف ما يحضرني حول تحميل الهفوات فوق ما تحتمل مع وضع العناوين الطنانة أن بعض المنقرين في كلام سيد قطب سعيا لإسقاطه كتب عنوانا في كتابه هو: "سيد قطب يقول بحاكمية غير الله " أو نحو هذا العنوان المضحك المبكي؛ كل هذا من أجل جملة وردت في كلام سيد قطب مع أن الرجل عاش حياته ودفعها ثمنا لهذه القضية حاكمية الله، فانظر كيف كان عاقبة التهويل.

وأنا آسف لهذا التطويل ولعل ترحيبكم شجع عليه، وأخيرا أهديكم بعض العبارات من مقدمة الشيخ "سعد صالح اللحيدان" لكتابه" نقد آراء ومرويات المؤرخين على ضوء العبقريات"

ص5

"وعباس محمود العقاد كتب العبقريات وهو يرمي إلى إبراز عظمة الإنسان حسب المنهج النفسي المتين بجانب نظره العام للنص وهو سقيم.

وأغلب الظن أن العقاد مجتهد في طرحه ذاك، لكن قد يفوت المجتهد أهم شروط الاجتهاد وذلكم أن يستشير ... "

ص 6:

والعقاد في عبقرياته أجاد وبذل ومنح الثقافة جديدا من الطرح المتميز، وهذا يكفي لو أنه راجع صحة النص وأكده بالسؤال من ذوي الاختصاص ولو أنه لم ينطلق من منطلق واحد ليخضع كل شخص بذلك المنلق النفسي.

أقول ليته فعل ذلك لأني رأيت الرجل مؤهلا للاستقصاء لعمقه ودرايته، لكن لم يتحقق من النص فجعل في عبقرياته الصحيح والضعيف وما لا أصل له، فزلت القدم هنا زلة عنيفة وانهدم ما بنى ضعف النص من حكم أو أحكام"

ص 7:

" والعبقريات من أجمل ما كتب عن أولئك الأفذاذ في الجملة لكنها لا توازن بما كتبه محمد صادق عرجون من الناحية التحليلية المتكأة على مفهوم سابق وقاعدة سليمة من قول صحيح مأثور"

ص 8

" ... لعله كتب العبقريات بجو خاص من حرص على البحث والوصول إلى النتائج العلمية حسب ما يراه، ولما لم يعرض له أحد بنقص مهم حاصصل لديه سار فيما سار فيه على العلات ...

قد فات العقاد في كثير مما طرحه كما فات سواه كأحمد أمين وطه حسين ومحود أمين العالم ومحود أبو رية وسواهم، لأن غاية نرانهم الجمع وصف الأوراق دون تمحيص لأوجه المقروء.

ونحن إذا استثنينا العقاد من القصد الآخر فإنما نستثنيه لروحه نحو التحري والإقبال صوب التحليل والنقد على وجه نرى أنه فيه مجتهد وهذا يكفيه، لكنه وأصل المداخلة معه في الخطأ جمع ورصف ونقب فألف هكذا ..... "

ص 9 قال الشيخ في سياق تاكيده على الموهبة النقدية:

"والموهبة منة إلهية فهي هبة ربانية تصقل بطول النظر وتجرد وتجرد الفكر التام من كل ميول أو نظرة قاصرة، والموهبة تكون من باب الاكتساب وهذه ما لم تحط برعاية يلك صاحبها كحال سلمان رشدي

والعقاد لعلنا نصنفه من الأولى .... "

ص 18: بعد أن بين عدم عذر العقاد في كونه لم يرجع في عبقرية محمد إلى كتب الشمائل الصحيحة:

.... ولكن يعذر حسب فهمي لمحمل النصوص لأنه أراد بعمله هذا الخير أحسبه كذلك والله حسبه. وكم حصل من غيره من علماء أجلاء زلل في العقيدة ولهم من المخرج ما لهم لأنهم لم يكونوا يعتقدون باطلا يسيرون عليه ... ".

انتهى كلام الشيخ

ولا أقول لكم على مثل ذا الغزل فلينسج الناسجون فأنتم أدرى وأبصر وبالرجل مني أخبر، ولكن الرفق الرفق والتفكر في المآلات، ومثلي لا ينصح مثلكم.

وأحب أن أنوه بأن الحق الذي حملكم على إرادة تعرية الرجل هو عين الذي حملني على ما كتبت. والسلام!

ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[18 - 02 - 09, 10:39 ص]ـ

ثانية أهلا وسهلا بكم أبا الطيب، وأبقى مرحباً فرحاً مسروراً بكم إن تكرر إرشادكم.

كانت البداية مع نقد العقاد من الكذاب اللئيم زكريا بطرس، أخرجت دراسة عنه من جزئين في أربع مئة صفحة تقريباً .. هذا ما طبع وكان الأصل يزيد على الألف، ونقص منها بعد مراجعة الشيوخ لها. وطلباً للتخفيف على القارئ.

بعد طبع الرسالة رحت أكمل عملي في التصدي للبطرس، واتجهت لمصادرة التي يتناولها .. فرأيته يستشهد بعدد من (علماء) المسلمين ـ كما يسميهم ـ، وكان منهم العقاد، وحقيقة أيقنت أنه كاذب، ولم التفت للعقاد ثقة بما للعقاد في حسي، وتناولت غيره ممن ذكرهم، ثم جاء الدور في الأخير على جواد علي والعقاد، وبدأت اقرأ للعقاد فوجدت أمراً مهولاً .. أخذني كل مأخذ.

فسوء النية أخي الحبيب غير مبيت.

وأستشير وأعرض كتاباتي على من أثق بعقلهم وعلمهم من الشيوخ وبعض من اعرف من طلبة العلم، وكلهم على رأيك .. تغير العنوان، والرفق، وقد التزمته والله أسأل أن ينفع ويبارك.

لا تترك نصحى والكتابة بما ترى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير