ـ[أم صفية وفريدة]ــــــــ[22 - 03 - 09, 02:24 ص]ـ
لاحول ولاقوة إلا بالله
أما بالنسبة للمسألة الأولى والثانية فكيف لطويلب علم أن يصعد المنبر ويخطب الجمع ويعقد دروس ومحاضرات وشيخه الذي هو أكبر منه علمًا وسنًا لازال على قيد الحياة؟!!
هذا فيه إساءة لمشايخه، اللهم إلا إن كان يطلب العلم في بلد بعيد عن بلده، وبلده التي يعيش فيها ليس فيها من هو أعلم منه وأرجح عقلًا، هنا عليه أن يبلغ كلام مشايخه وما تعلمه إلى أبناء قريته وينشر هذا العلم حتى ولو كان طويلب مبتديء.
وأذكركم بهذا الحديث مع شرحه:
{روى البخاري رحمه الله عن مالك بن الحويرث، قال: أتينا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ونحن شببة متقاربون، فأقمنا عنده عشرين يوماً وليلةً نتعلم، وكان رحيماً رفيقاً، فلما رأى شوقنا إلى أهالينا، قال: ارجعوا فكونوا فيهم، وعلموهم، ومروهم، وصلوا كما رأيتموني أصلي، فإذا حضرت الصلاة، فليؤذن لكم أحدكم، وليؤمكم أكبركم}
- (شببة يعني: جمع شاب تجمع على شببة، متقاربون يعني: في السن، مالك بن الحويرث جاء مع إخوانه شباب حديثي عهد، أعمارهم متقاربة)
- هؤلاء الصحابة جاءوا لكن اشتاقوا إلى أهليهم واستوحشوا، وتغيرت نفسياتهم نوعاً ما بسبب ابتعادهم وحنينهم، فالغريب يحن إلى أهله.
- لماذا قال البني - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (وليؤمكم أكبركم) ولم يقل: يؤمكم أقرأكم؟
لأن هؤلاء الناس جاءوا مع بعض، وتعلموا مع بعض، يعني: أنهم حفظوا مع بعض، فكان علمهم متقارباً وهجرتهم واحدة، فانتقل الأمر إلى كبر السن، فقال: (وليؤمكم أكبركم) والأفضل أن الناس يؤمهم أقرؤهم بشرط أنه إذا كان هناك ثلاثة علماء هل يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، يعني: أحفظهم للكتاب، وأجودهم قراءة، أم يؤمهم أفقههم في الدين؟ فقال بعض العلماء: يؤمهم الأفقه، فإذا تفاوتوا في الفقه، ينظر في الحفظ، وقال بعضهم: يؤم الأحفظ مطلقاً، والقول الوسط الذي جمع ابن حجر رحمه الله بين القولين، قال: يؤم الأحفظ بشرط أن يكون عنده من الفقه ما يقيم به صلاته، ويعرف كيف يتصرف إذا أخطأ في الصلاة، مثل أحكام سجود السهو، وترك الواجب .. إلى آخره، فعند ذلك يؤم الأحفظ، وإذا لم يكن فقيهاً فيؤم الأفقه، قال ابن حجر: باتفاق العلماء. فقال: (فإذا حضرت الصلاة، فليؤذن لكم أحدكم، وليؤمكم أكبركم). إذاً -أيها الإخوة- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفق بمن يعلم، فكان إذا شعر بأنهم قد حنوا إلى أهليهم، يسمح لهم بالذهاب، بل هو يأمرهم بالذهاب، يقول: (ارجعوا إلى أهليكم) والرجوع إلى الأهل على أية حال ليس شراً وانقطاعاً عن الخير، لا. بل فيه خير عظيم أيضاً، بأن ينشر الإنسان فيهم الدعوة، وينشر فيهم العلم، ويعلمهم ما تعلم من الخير، فرجوع الإنسان إلى موطنه من بلد العالم فيه خير ونفع عظيم.
المسألة الثالثة: الله أعلم:)
ـ[أبو حبيبة المصري]ــــــــ[21 - 11 - 10, 12:25 م]ـ
أعجبتني مشاركة الأخ إبراهيم خطاب وأضيف للنقطة الأولي تعلم العقيدة الصحيحة، وعرض الخطبة المسجلة على شيخه.
وأتفق معه أيضًا في عدم ترك مجالسة أهل العلم مطلقًا
ومشاركتي أمس ما تكون إلى تصويب مشايخنا
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[21 - 11 - 10, 03:22 م]ـ
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا كما يحب ربنا ويرضى والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى الذي نجانا الله به من التيه والفوضى.
أما بعد
فقد يتعجل الواحد منا قطف الثمار ظننا منه أنها قد نضجت وقد حان وقت حصادها، ومع أن النبتة ما زالت صغيرة و ليس لها جذور قوية أخذت تمتد تحت الأرض لوقت طويل حتى تجعلها راسخة ثابتة تعصمها من العواصف التي قد تخلعها من جذورها أن لم تكن بهذا الوصف.
فنريد أن نتناول هذه الجوانب بمشاركتكم النافعة إن شاء الله
أولا: متى نقول لطالب العلم اركب منبر النبي صلى الله عليه وسلم واخطب في الناس، مع الاستمرار في الطلب والتحصيل، أو بمعنى آخر ما هي المرحلة التي إذا وصل إليها طالب العلم يستحب له أن يخطب الجمع
ثانيا: متى نقول لطالب العلم اعقد دروس في فن من الفنون لطلبة العلم وقم بعمل محاضرات وعظية دعوية في المساجد
ثالثا: متى يتوقف الطالب عن حضور حلقات المشايخ ويجتهد بما لديه من أدوات في تحصيل العلم من الكتب وجرد المطولات والبدأ في التصنيف
بسم الله الرحمان الرحيم
اما مسالة الخطابة فكما ارشد الاخوان قبل فهي لا يشترط فيها الكعب العالي والباع الطويل وانما حسب الطالب ان يكون قد الم بعلوم العربية وخاصة النحو لانه يقيم اللسان ويعصم من اللحن الذي قد يغير معنى الكلام فيقبح بالخطيب ان يتلبس به و كذا التحلي بالشجاعة الادبية والثقة بالمعلوم والبداءة بالدعوة الى التوحيد في الاقتداء بامام الدعاة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيرها مما هو مبثوث في كتب الخطابة واساليبها
واما عقد الدروس هكذا والدعاية اليها فهذه دونها مفاوز وليس الا بعد ان يتجاوز مرحلة التاصيل العلمي المتين وان يجرد المطولات من كتب السنن والتفاسير والفتاوى لانه اذا تصدر للتعليم فهو تصدر منه للفتوى ولا مناص له من السؤال والجواب فشرطه شروط المفتى التي بحثها الاصوليون في بابها
والبدليل للطالب الذي لم يصل الى الى ماذكر انفا المدارسة والمذاكرة بين اخوانه من طلبة العلم فهي انفع له من التصدر لان من ثمرات الحرص على العلم المذاكرة ومداومة النظر، فإن بالمذاكرة يثبت المحفوظ ويتحرر، ويتأكد ويتقرر، ويزداد بحسب كثرة المذاكر فهي مرحلة سابقة لمرحلة التصدر
اما الانقطاع عن حضور الحلقات فهذا بعد التصدر باذن المشايخ فاذا اذن له المشايخ بالتصدر للتعليم والافادة فله ان ينقطع عن مجالسهم العامة اما الخاصة فليس له ان ينصرف عمن كان له الفضل في تعليمه وتحصيله فهي من البر بالشيخ والمعلم ولانه لايستغني عنهم في النوازل والمستجدات وغيرها من المدلهمات
والله اعلم