تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

6 - و ذكر الشيخ علي بن حسن أن عبداللطيف نجل الشيخ الألباني أخبره أن الشيخ - رحمه الله - طلب منه قبل نحو ثمانٍ و أربعين ساعة من وفاته إحضار كتاب (صحيح سنن أبي داود) لينظر فيه شيئا وقع في قلبه و ورد على ذهنه.

" صـ275 - 276.

- - من أهمِّ نعم الله على الألباني:

قال الشيخ - رحمه الله -: " إن نِعَمَ الله عليَّ كثيرةٌ لا أُحصي لها عددا، و لعل من أهمها اثنتين: هجرةُ والدي إلى الشام، ثم تعليمُه إياي مهنتَه في إصلاح الساعات.

أما الأولى: فقد يسَّرتْ لي تعلم العربية، و لو ظللنا في ألبانيا لما توقعتُ أن أتعلم منها حرفا، ولا سبيل إلى كتاب الله و سنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إلا عن طريق العربية.

و أما الثانية - وهي تعلم مهنة الساعات -: فقد قيّضت لي فراغًا من الوقت أملؤُه بطلب العلم، و أتاحت لي فرص التردد على المكتبة الظاهرية و غيرها ساعات من كل يوم، و لو أني لزمت صناعة النجارة - التي حاولتُ التدرب عليها أولا - لالتهمت ووقتي كلَّه، و وبالتالي لسدّت بوجهي سُبُلّ العلم الذي لا بُدَّ لطالبه من التفرغ " صـ286.

- - يكاد الألباني يتمنى الموت ......... :

قال الشيخ - رحمه الله تعالى - تحت حديث (أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين، و أقلهم من يجوز ذلك). قال ابن عرفة: و أنا من ذلك الأقل - فقال الشيخ الألباني - رحمه الله - معلقا على قول ابن عرفة:

" و أنا أيضا من ذلك الأقل؛ فقد جاوزتُ الرابعة و الثمانين، سائلا المولى سبحانه و تعالى أن أكون ممن طال عمره و حسن عمله، ومع ذلك فإني أكاد أتمنى الموت؛ لما أصاب المسلمين من الانحراف عن الدين، و الذل الذي نزل بهم حتى الأذلّين، ولكن حاشا أن أتمنى و حديث أنس ماثلٌ أمامي منذ نعومة أظفاري، فليس لي أن أقول إلا كما أمرني نبيّي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، و توفني إذا كانت الوفاة خيرا لي). وداعيا بما علمنيه - عليه الصلاة و السلام -: (اللهم متعنا بأسماعنا و أبصارنا و قوَّتنا ما أحييتنا، و اجعلها الوارث منا).

وقد تفضل سبحانه فاستجاب و متعني بكل ذلك، فها أنا ذا لا أزال أبحث و أحقق و أكتب بنشاط قلَّ مثيلُه، و أصلي النوافل قائما، و أسوق السيارة بنفسي المسافات الشاسعة، و بسرعة ينصحني بعض الأحبة بتخفيفها، ولي في ذلك تفصيلٌ يعرفُه بعضَهم! أقول هذا من باب {و أما بنعمة ربك فحدِّث}، راجيا من المولى سبحانه و تعالى أن يزيدني من فضله، فيجعل ذلك كله الوارث مني، و أن يتوفاني مسلما على السنة التي نذرتُ لها حياتي دعوةً و كتابةً، و يلحقني بالشهداء و الصالحين، و حسُنَ أؤلئك رفيقا، إنه سميعٌ مجيبٌ. " صـ287.

- - دفْنُ الشيخ في مقبرة قديمة .. ربما يكون الشيخُ آخر من دُفِنَ فيها:

قال تلميذُه الشيخ محمد إبراهيم شقرة: " المقبرة التي دُفِنَ فيها مقبرةٌ مغلقة مُنِعَ الدفنُ فيها، أو كانت البلدية تفكر في إزالتها، فحضر وكيل أمين العاصمة و شهد الدفن و أمر أن يُدفن الشيخ في المقبرة نفسها رغم أنها مغلقة، ثم أمروا بأن يُقام سور حولها و ألا يكون هناك دفنٌ بعد الشيخ - رحمه الله -، فربما يكون آخِرَ من دُفِنَ في هذه المقبرة، و لعل الله حفظ بوجوده فيها الأموات الذين سبقوه أن تُنْبَشَ قبورُهم ".

قال مؤلِّفُ الكتاب: " فائدة: قال ابن المنكدر - رحمه الله تعالى -: (إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده و ولد ولده و الدُّوَيْرات التي حوله، فما يزالون في حفظٍ من الله و ستر) ". صـ289.

- - مسامحة الألباني لمؤلف هذا الكتاب:

قال مؤلِّف الكتاب: " قابلتُ الشيخ بعد ذلك في الحج، وكان مقيما في مخيم السكن الخاص للقائمين على مستشفى الحرس الوطني في منى، زُرتُه في خيمته بصحبة الشيخ عبدالكريم المنيف، و لم يكن أحد عنده سوى ولده - أظنه عبدالمصور -، فلما انتهت الزيارة و وقمنا من عنده و أردنا الخروج رجعتُ إليه فقلتُ: يا شيخ جرى كلامٌ فيك مع بعض المحبين لك في مكة و قلت له كلمة ليست قدحا في شخصك معاذ الله لكني ندمت على قولها، و أنا أريد مسامحتك. فلم يسألني - رحمه الله تعالى - عنها، بل قال لي كلاما أذكرُه إن شاء الله بحروفه، قال لي: (أحَلَّكَ الله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير