تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

التسويف كما يقول بعض السلف: (من جنود إبليس) (44)، والتسويف والأماني وصفها ابن القيم رحمه الله بقوله: (إنَّ المنى رأس أموال المفاليس) (45).

والتسويف: أن يأمل العبد أن يقضي ذلك الأمر بعد حينٍ من عمره.

ولم يعرف ذلك المسكين أنَّ الأجل قد يباغته، ولذلك ما أجمل ما قال الشاعر:

ولا ترجِ عمل اليوم إلى غدٍ لعل غداً يأتي وأنت فقيد

عن أبي إسحاق قال: قيل لرجل من عبد القيس: أوصنا، قال: (احذروا سوف) (46).

وعن الحسن: (إياك والتسويف؛ فإنك بيومك ولست بغدك، فإن يكن غداً لك فكن في غدٍ كما كنت في اليوم، وإن لم يكن لك غد لم تندم على ما فرَّطت في اليوم).

وقال يوسف بن أسباط: (كتب إليَّ محمد بن سمرة السائح بهذه الرسالة: أي أخي، إياك وتأمير التسويف على نفسك، وإمكانه من قلبك، فإنه محل الكلال وموئل التلف، وبه تُقطع وفيه تنقطع الآجال، فإنك إن فعلت ذلك أدلته من عزمك وهواك عليه فعلاً، واسترجعا من بدنك من السآمة ما قد ولّى عنك، فعند مراجعته إيّاك لا تنتفع نفسك من بدنك بنافعة، وبادر يا أخي فإنك مُبادَر بك، وأسرع فإنك مسروع بك، وجدَّ فإن الأمر جدٌّ. وتيقظ من رقدتك وانتبه من غفلتك، وتذكر ما أسلفت وقصّرت وفرّطت وجنيت وعملت، فإنه مثبَت محصى، فكأنَّك بالأمر قد بغتك فاغتبطتَ بما قدمت، أو ندمت على ما فرّطت) (47) وهذه وصية عظيمة نافعة.

بعض طلبة العلم يُسوَّف لنفسه آجالاً ويقول: سأبدأ في حفظ المتن الفلاني في يوم كذا، وسأبدأ في قراءة الكتاب الفلاني بعد كذا.

هذا القول فيه تفصيل:

فهو إن كان مشغولاً في وقته هذا بالطلب والقراءة والبحث، فهو على خير ومن خير وإلى خير.

وأما إن كان قصده أنَّه سيبدأ في اليوم الفلاني، فهذا لا شك أنَّه من تلبيس إبليس، ولذا فإنه من الواجب على كل أحدٍ يريد العلم ويريد أن يتصف بصفات أهل العلم، ألاّ يضيع لحظة من وقته، وإنَّ الإنسان ليعجب إذا قرأ عن استغلال كثير من السلف لجُلِّ أوقاتهم!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ ــــــــ

(1): متفق عليه.

(2): العنكبوت: 69.

(3): تذكرة السامع والمتكلم لابن جماعة ص 68.

(4): تذكرة السامع والمتكلم لابن جماعة ص 47.

(5): الاعتصام للشاطبي.

(6): رواه مسلم.

(7): السلسلة الصحيحة للألباني 2/ 20، رقم 508.

(8): النهاية في غريب الحديث 2/ 516.

(9): الاعتصام للشاطبي.

(10): سير أعلام النبلاء 6/ 22.

(11): المرجع السابق 6/ 22.

(12): المرجع السابق 10/ 476.

(13): المرجع السابق 11/ 216.

(14): المرجع السابق 11/ 210.

(15): المرجع السابق 11/ 211.

(16) المرجع السابق 11/ 211.

(17): المرجع السابق 11/ 211.

(18): منظومة الصنعاني في الحج ص83.

(19): جامع بيان العلم وفضله ص99.

(20): ذكره البخاري تعليقاً مجزوماً به في كتاب العلم، باب الاغتباط في العلم والحكمة، انظر: فتح الباري 1/ 991.

(21) الحجر: 99.

(22): إصلاح المساجد ص110.

(23): رواه البخاري.

(24): رواه أحمد والنسائي وابن ماجه، انظر: صحيح الجامع.

(25): ذكرته؛ لأنه من أبرز العلماء في التصدي والرد على الفرق الكثيرة الضالة، وإلا فهناك علماء كثيرون غيره، رحم الله الجميع.

(26): رواه مسلم في كتاب البر.

(27): آل عمران: 188.

(28): النجم: 32.

(29): النساء: 49.

(30): رواه مسلم.

(31): يوسف: 55.

(32): الصف: 3.

(33): تفسير ابن كثير 1/ 2.

(34): رواه ابن عبد البر في الجامع 2/ 11 ونحوه عن وكيع كما في الجامع 2/ 132.

(35): أدب الإملاء والاستعلاء ص110.

(36): تذكرة الحفاظ للذهبي 2/ 1031.

(37): الأصول الثلاثة للشيخ محمد بن عبد الوهاب.

(38): الطلاق: 2.

(39): النحل: 78.

(40): أرومه، رام الشيء: إذا طلبه.

(41): الحث على طلب العلم والاجتهاد في تحصيله لأبي هلال العسكري ص71.

(42): الحث على طلب العلم ص72.

(43): فائدة: شكك بعضهم في نسبة هذه الأبيات للشافعي؛ وعلل بأن الشافعي لم يكن من تلاميذ وكيع. ويرد ذلك: أنَّ الشافعي حدّث عن وكيع، كما في كتاب الصدقات من كتاب " الأم " وأما الأبيات فهي مشهورة للشافعي.

(44): اقتضاء العلم العمل للخطيب البغدادي ص114.

(45): مدارج السالكين 1/ 456 - 457.

(46): اقتضاء العلم العمل ص114.

(47): اقتضاء العلم العمل للخطيب البغدادي ص114.

السلفية النجدية ..

ـ[محمد بن عداله]ــــــــ[12 - 04 - 09, 08:47 م]ـ

جزاكم الله خيرا على الموضوع.

ولعل أكبر معو ق في طلب العلم:المعاصي فهي والله الماحقة تمحق بركة العلم وتفسد النية وتثبط العبد عن كل خير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير