7. الحذر من فتنة المال، فعلى من رزقه الله تعالى مالاً أن يجعل ذلك المال عوناً له على طاعة الله، وينفقه في مرضات الله، كبناء المساجد، وطباعة الكتب، وتسجيل الأشرطة، وتوزيع المطويات، وليحرص على أداء العمرة والحج، وليحذر من إسرافه في المباحات، أو تبذيره في المحرمات، فقد يكون المال سبباً لفتنة الإنسان في دينه، وصدق الله العظيم إذ يقول: (إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم) التغابن/15
8. على المهتدي تعمير قلبه بالإيمان، فالقلب إذا صلح صلحت الأعضاء، وإذا فسد فسدت الأعضاء، فليحرص على قراءة القرآن، والاستكثار من الطاعات.
9. وقد يكون من أسباب انتكاس الشاب: عدم وجود زوجة، فليحرص على الزواج، وتكوين أسرة، وليحرص على تأديبهم وتعليمهم، وكونه عزباً مظنة للوقوع في المعاصي، والتعلق بالشهوات، وكثرة السهر، وترك الحياة الجدية، والرضا بحياة الراحة والدعة والكسل.
10. وأخيراً: فإن المتهدي حديثاً يحتاج إلى التعقل في أداء الطاعات، والحكمة في دعوة الناس؛ فإن بعض من يهديه الله تعالى لطريق الحق يُشدِّد على نفسه بالطاعات، ويقسو على الآخرين في دعوتهم وتذكيرهم، ولعلَّ هذا أن يكون سبباً في انتكاسته، فليحرص على التعقل، والحكمة، والرفق، وليحرص على مشاورة أهل العلم والاستفسار منهم، واستنصاحهم، فإن في ذلك الخير العظيم له.
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةً، وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ، فَمَنْ كَانَتْ شِرَّتُهُ إِلَى سُنَّتِي فَقَدْ أَفْلَحَ، وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقَدْ هَلَكَ).
رواه ابن حبان في " صحيحه " (1/ 187)، وصححه الألباني في " صحيح الترغيب " (56).
وانظر شرح هذا الحديث وتفصيل هذه النقطة في جواب السؤال رقم: (70314).
ونسأل الله تعالى أن يثبتنا على الحق ويرزقنا الإخلاص والصدق في القول والعمل.
ثانياً:
وأما طالب العلم المبتدئ في الطلب: فلا بد من توجيه نصائح له في طلبه للعلم؛ حتى يكون مأجوراً مثاباً على الطلب، وإلا صار عليه نكالاً:
1. أخلص في نيتك في طلب العلم.
واعلم أن طلب العلم عبادة، وأن الله تعالى لا يقبل من العبادات إلا ما كان خالصاً لوجهه، فلا تطلب العلم من أجل الشهرة والرفعة والتعالي والمال ومجاراة السفهاء ومماراة العلماء، بل اجعل طلبك خالصاً لوجه الله تعالى، تمتثل به أمر الله تعالى، وترفع الجهل عن نفسك، وعن غيرك.
2. اصبر في الطلب، ولا تستعجل قطف الثمرة، فالطريق طويل وشاق، و " من كانت بدايته محرقة كانت نهايته مشرقة ".
3. اعمل بما تعلم، فقد " هتف العلم بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل ".
4. ابدأ بصغار العلم قبل كباره، فلا تبدأ بـ " فتح الباري " و " المجموع " و " المحلى "، بل ابدأ بالمتون الصغيرة إلى أن تصل إلى تلك الكبيرة.
5. احرص على أن تقرأ على شيخ موثوق في دينه وعلمه، فإن لم يكن فطالب علم ممن سبقوك في الطريق.
6. نوِّع طرق الطلب حتى لا تمل، فاجعل منها القراءة والسماع والمشاهدة.
7. احرص على اقتناء الكتب المحققة.
8. لا تبدأ بكتب الخلاف قبل ضبط أصول الأدلة من القرآن والحديث الصحيح.
9. تواضع لله تعالى، وإياك من داءين خطيرين: الكبر، والحسد، وقد كان السلف يسمعون ممن هو أكبر منهم ليتعلموا الأدب، وممن هو أصغر منهم ليتعلموا التواضع، وممن هو مثلهم ليزيلوا داء الحسد من قلوبهم.
10. لا تستعجل الفتوى، واحرص على المذاكرة، وتلخيص ما تقرأ، وتدوين الفوائد، ومراجعتها، واحرص على تعليم الجاهل ما استفدته من العلم، وقد قال تعالى: (وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) البقرة/3.
وانظر جواب السؤال رقم (10324) ففيه جملة من آداب طالب العلم.
ثالثاً:
وأما الكتب التي يبدأ بقراءتها بعد قراءة كتاب الله تعالى، والحرص على حفظه: فهي كثيرة، وقد ذكرنا أهم هذه الكتب الموثوقة، وما يناسب كل مرحلة من مراحل طلب العلم، فانظرها في جوابي السؤالين: (14082) و (20191)
وننبه على أن في موقعنا هذا تحت تصنيف " العلم والدعوة / العلم " جملة وافرة من الأجوبة التي يستفيد منها طالب العلم في الآداب والأحكام والنصائح.
ونسأل الله دائما أن يوفقك، وأن ييسر لك العلم النافع، والعمل الصالح، ومن يهده الله تعالى فهو المهتدي، ومن يضلل فلا هادي له.
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
ـ[يونس المسلم]ــــــــ[09 - 05 - 09, 11:20 م]ـ
الله أكبر
جزاكم الله خيراً على نصائحكم يا أحبتي في الله
وإن شاء الله سأعمل بها وبكل عزم وصبر