تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كنتُ أعكف على إكمال موضوع عن التحليل (المعجمي) للأبيات من خلال بحث الربط بين عنوان النص وفكرته وما يحويه النص من مفردات وألفاظ تقاربه في معناه ومن نفس معجمه الدلالي ..

واستقطعتُ لكم جزء من الموضوع:

نقرأ قول البحتري في وصف بركة المتوكل التي تزين قصره العجيب ..

يامن رأى البركة الحسناء رؤيتها **** والآنسات،إذا لاحت مغانيها

بحسبها أنها في فضل رتبتها **** تعد واحدة، والبحر ثانيها

تنصبُّ فيها وفود الماء معجلةً **** كالخيل، جاريةً من حبل مجريها

كأنما الفضة البيضاء سائلةً **** من السبائك تجري في مجاريها

إذا أردنا ربط المفردات بالعنوان والغرض

فإننا نصنف الألفاظ التي لها ارتباط دلالي، وقد وضعناها باللون الأحمر، ستجد حضور كثيف في أبيات أربعة.

وهذه الطريقة مفتاح للنص من خلال الفكرة والمعنى ومدى وجود هذه الفكرة في النص ونسبة وجودها.

وإذا أخذنا بيت واحد من الأبيات السابقة بعد التحليل المعجمي لننثره:

تنصبّ فيها وفود الماء معجلةً **** كالخيل، جاريةً من جبل مجريها

فبدأ بالماء الذي هو أهم ما بالبركة وأساسها الذي يقوم عليه جمالها ورونقها وصوره كأنه دخيل ليس من أصل البركة بل قادما إليها كما يقدم الجمع الكثير من الناس للتهنئة وغير ذلك.وأفضل ما يشير لذلك هي لفظة (تنصب).

ثم ألحقها بأخرى ليؤكد على هذه الفكرة، دلالة على جمال البركة وجدتها، فأتى بكلمة وفود التي تدل على الجماعة الكثيرة (القادمة) لمهمة أو تهنئة أو حتى مبايعة على الخلافة، ثم أسبغ عليها حلة جديدة عندما استخدم لفظة (معجلة) أي مسرعة – ومن عجب هذه اللفظة في اللغة العربية أنها رابط وثيق بين السرعة والجمال فغالبا ما ارتبطت السرعة – أو المشية – السريعة ب (معجلة)، وكأن هذه – وفود الماء – مشتاقة لرؤية البركة وزيارتها لفرط جمالها، فأتتها وهي بكامل حسنها.

وأفضل ما يقوم مكان المشبه به هنا – الخيل – وكما أراد الشاعر لشبهها بالماء في نواحي كثيرة – السرعة واللطافة والجمال ..

استخدم في هذا البيت لفظتين تدلان على السرعة والجمال في آن واحد هما (معجلة) و (جارية) .. واستخدمهما بصورة الحال في النحو العربي وليس الصفة، فكان المعنى أكثر دقة وأجمل في الوصف.

فالماء قد يسيل ببطء في أحيان كثيرة وله منظر رائق حينها وقد يجري سريعا وله جمال أخاذ مع قوة اندفاع وحينها كأنه قادم لشيء ما ..

فمعجلة ً حال من وفود الماء، وجاريةً حال من الخيل وهي مثل الماء في جمال سرعتها وجمال بطئها ..

لقد وفق الشاعر البحتري في توظيف اللفظتين في ذلك، إضافة إلى لصق رابط لفظي بين الماء والخيل وهي كلمة – جارية - ..

ـ[رجلٌ من الصحراء]ــــــــ[14 - 04 - 2010, 10:09 م]ـ

بارك الله فيكم جميعاً

وأود أن أسأل عن كتاب البرقوقي

ماهي دار النشر التي يمكن أن أجد

عندها هذا الكتاب

ـ[همبريالي]ــــــــ[15 - 04 - 2010, 01:44 م]ـ

بارك الله في السائل والمجيب ..

وإذا أخذنا بيت واحد من الأبيات السابقة بعد التحليل المعجمي لننثره:

تنصبّ فيها وفود الماء معجلةً **** كالخيل، جاريةً من جبل مجريها

فبدأ بالماء الذي هو أهم ما بالبركة وأساسها الذي يقوم عليه جمالها ورونقها وصوره كأنه دخيل ليس من أصل البركة بل قادما إليها كما يقدم الجمع الكثير من الناس للتهنئة وغير ذلك.وأفضل ما يشير لذلك هي لفظة (تنصب).

ثم ألحقها بأخرى ليؤكد على هذه الفكرة، دلالة على جمال البركة - ..

هذه اللفظة بالذات ألا تدل أن البركة في حد ذاتها دخيلة , فهي كما تعرف مجرد بركة اصطناعية ... ويكأنه يصور مشهد ملإها بالماء الدخيل في قمة الصنعة والمبالغة ... فصور لنا هذه البركة البسيطة كأنها بحيرة عظيمة

أنظر أخي الكريم:

بحسبها أنها في فضل رتبتها **** تعد واحدة، والبحر ثانيها

**********************

**********************

جميل جدا ما تفضلت به .... وأقترح عليك رصد هذه الملاحظات بالطريقة المعجمية التي ذكرتها.

خالص ودي واحترامي

ـ[أنوار]ــــــــ[15 - 04 - 2010, 05:11 م]ـ

جزى الله السائل والمجيبين خيرًا

كنتُ أعكف على إكمال موضوع عن التحليل (المعجمي) للأبيات من خلال بحث الربط بين عنوان النص وفكرته وما يحويه النص من مفردات وألفاظ تقاربه في معناه ومن نفس معجمه الدلالي ..

موضوع ماتع حقًا، شكرًا على ما أضفيته وأضفته.

بارك الله فيكم جميعاً

وأود أن أسأل عن كتاب البرقوقي

ماهي دار النشر التي يمكن أن أجد

عندها هذا الكتاب

الناشر دار الكتاب العربي

والكتاب قيِّم جدًا؛ إذ عرض البرقوقي في مقدمته تراجم لشراح ديوان المتنبي

بعد تقديمه لسيرة المتنبي

ـ[رجلٌ من الصحراء]ــــــــ[16 - 04 - 2010, 08:23 م]ـ

^^^^

جزاك الله خيراُ ومن قرأ.

ـ[هدى عبد العزيز]ــــــــ[17 - 04 - 2010, 12:07 ص]ـ

السلام عليكم

وجدت رابط ديوان المتنبي للبرقوقي بصيغة بي دي إف

http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16193

أتمنى أن ينفع الله به

تقديري

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير