قصّةُ بيت
ـ[السراج]ــــــــ[17 - 07 - 2010, 10:28 ص]ـ
قصّةُ بيت
سنتعرضُ في هذه النافذة الصغيرة على بيت شعري، تجري من خلفه صور وأحاديث تاريخية منحناها صفة الحركة حتى تكون خلفيةً جذابة لمن أحبّ الأدب.
(1)
ما الخلّ إلا من أودُّ بقلبِه ** وأرى بطرفٍ لا يرَى بسوائِهِ
سيف الدولة وأدباؤه أبو الطيب اللغوي وابن خالويه والشاعر الوأواء الدمشقي وعدد من حاشية الأمير يتحدثون عن المؤدبين والمعلمين وبعض أخبارهم، حيثُ عرض اللغوي عليه ذكر أخبار شيخه أبي ذر سهل بن محمد الكاتب.
دخل الحاجب يستأذن الأمير بدخول شاعر بلاطه أبي الطيب، فأذن له.
وبعد تحيتهم اختار المتنبي مكانه فجلس، لكن الأمير استدركه:
أبا الطيب، اختر أقرب مكان مني.
واصل الأمير حديثه حول شيخه أبي ذر الكاتب فراح يسردُ بعض أدبه وأقواله وما تركه من كلمات حكيمة ومواعظ لغوية استبطنت أبيات قليلة، ثم أدار بصره نحو المتنبي:
أبا الطيب، لشيخي أبيات رقيقة، هلّا أجزتها لي ..
- سمعاً وطاعة أيها الأمير ..
- يقول:
يا لائمي كفّ الملام عن الذي ** أضناه طول سقامه وشقائه
إن كنت ناصحه فداو سقامه ** وأعنه ملتمساً لأمر شفائه
حتى يُقال بأنّك الخلّ الذي ** يُرجى لشدة دهر ورخائه
أو لا فدعه فما به يكفيه من ** طول الملام فلستَ من نصحائه
نفسي الفداء لمن عصيت عواذلي ** في حبه لم أخشَ من رقبائه
الشمسُ تطلع من أسرة وجهه ** والبدر يطلع من خلال قبائه
- فجالتْ عينا أبي الطيب كل الحاضرين، ثم ارتجل على الفور قصيدته التي طارتْ في الآفاق والتي بدأها:
القلبُ أعلمُ يا عذولُ بدائه ** وأحقُّ منك بجفنه وبمائه
إن المعين على الصّبابةِ بالأسى ** أولى برحمةِ ربّها وإخائه
مهلاً فإن العذلَ من أسقامهِ ** وترفقاً فالسمعُ من أعضائهِ
وهَبِ الملامةَ في اللذاذةِ كالكرى ** مطرودةً بسُهادهِ وبُكائهِ
لا تعذُلِ المشتاقَ في أشواقهِ ** حتى يكونَ حشاكَ في أحشائِهِ
ومنها بيتُ هذا الموضوع:
ما الخلّ إلا من أودُّ بقلبِه ** وأرى بطرفٍ لا يرَى بسوائِهِ
تهلل بعدها الأمير سيف الدولة وأيقن أن لا منافس له في مجلسه ..
ـ[أنوار]ــــــــ[17 - 07 - 2010, 11:11 م]ـ
أستاذنا السراج
شكرا مرات
لهذه الزوايا الأدبية الماتعة
بوركتم
ـ[السراج]ــــــــ[18 - 07 - 2010, 05:49 ص]ـ
أستاذتنا: أنوار
بورك هذا الحضور الكريم الذي به نتواصل ..
ـ[فتون]ــــــــ[18 - 07 - 2010, 07:06 ص]ـ
فكرة جميلة جدا
ونافذة ممتعة، متجددة، براقة تضيء على ماقد علاه الغبار وظل حبيس
الصفحات مجهولا دهورا، لقد أذن له أن يرى النور وأن يعطى الحرية التي سلبها منه كسلنا
وجهلنا وقلة اطلاعنا؛ حيث ينشر من هنا.
بارك الله فيك.
ـ[طاوي ثلاث]ــــــــ[18 - 07 - 2010, 11:58 ص]ـ
تهلل بعدها الأمير سيف الدولة وأيقن أن لا منافس له في مجلسه ..
إنا لأشد سرورا بك من الأمير بالمتنبي، نتقاتل حولك، نلتقط الدر و الجواهر، تتناثر من طيات ثيابك، تتلألأ على ضوء سراجك، قد يسبق النساء لأن فطرتهن تقودهن إليها، لكن كثرتها تجعل المتاخر يحوز مثلما حاز المتقدم.
لا يقال لمثلك ننتظر الجديد لأنك مجبول عليه.
تقبل المرور أدام الله عليك الحبور و السرور
ـ[السراج]ــــــــ[18 - 07 - 2010, 09:30 م]ـ
فتون ..
النور هو الذي أراه في هذه الشرفة بمداخلاتكم وحضوركم من خلالها ..
شكراً لكِ ..
ـ[السراج]ــــــــ[18 - 07 - 2010, 09:36 م]ـ
إنا لأشد سرورا بك من الأمير بالمتنبي، نتقاتل حولك، نلتقط الدر و الجواهر، تتناثر من طيات ثيابك، تتلألأ على ضوء سراجك، قد يسبق النساء لأن فطرتهن تقودهن إليها، لكن كثرتها تجعل المتاخر يحوز مثلما حاز المتقدم.
لا يقال لمثلك ننتظر الجديد لأنك مجبول عليه.
تقبل المرور أدام الله عليك الحبور و السرور
طاوي ..
سررتني بحضورك قبل أن تأسرني بحروفك - لله درّك -
كلمات لابد أن أحفظها في قلبي .. شكراً لك ..
ـ[الأسد]ــــــــ[18 - 07 - 2010, 09:41 م]ـ
شكرا أخي السراج
عرض طيب
ـ[السراج]ــــــــ[18 - 07 - 2010, 09:46 م]ـ
أخي الأسد ..
شكراً على حضورك الكريم .. بورك فيك.
ـ[هدى عبد العزيز]ــــــــ[18 - 07 - 2010, 10:12 م]ـ
طرح جميل , وكأننا نحيا مع ليالي التوحيدي في كتابه الإمتاع والمؤانسة.
ننتظر ليلة أخرى نسرق فيها متعة الشعر ولذة الأدب ونحيا فيها حكاية قصيدة جديدة
تقديري
ـ[السراج]ــــــــ[19 - 07 - 2010, 10:25 ص]ـ
شكراً أختي هداية على الحضور المُبارك ..
ننتظر ليلة أخرى نسرق فيها متعة الشعر
أما عن هذه فـ (طاوي) له نظرةٌ أخرى!
ـ[همبريالي]ــــــــ[19 - 07 - 2010, 11:10 ص]ـ
أنت السراج فعلا
فكلماتك تضيئ في كل زوايا الفصيح
أمتعتنا وأفدتنا وشوقتنا للمزيد
نافذة رااائعة
لك خالص مودة همبريالي وتقديره
ـ[السراج]ــــــــ[19 - 07 - 2010, 12:33 م]ـ
المتعة بوجودكم هُنا في هذه النافذة .. أخي همبريالي ..
شكراً لحضورك ..
¥