[شاعر من الهند]
ـ[الخبراني]ــــــــ[27 - 07 - 2010, 01:54 ص]ـ
الشاعرمحمد إقبال
ملكنا هذه الدنيا القرونا
وأخضعها جدود خالدونا
وسطَّرنا صحائف من ضياء
فما نسي الزمان ولا نسينا
وكنا حين يأخذنا قويٌّ
بطغيان ندوس له الجبينا
تفيض قلوبنا بالهدي بأسًا
فما تغضي عن الظلم الجفونا
الشاعر محمد إقبال، شاعر وفيلسوف إسلامي هندي كبير، كان أول من طالب بإنشاء دولة إسلامية منفصلة عن الهند (باكستان) نبغ في الشعر نبوغاً عظيماً، وتمكن من أن يكتب بعدة لغات حتى يفهمه المسلمون في آسيا، وله 11 ديواناً من الشعر أبرزها ديوان «أسرار الذات».
وُلد محمد إقبال في بلدة "سيالكوت بإقليم البنجاب، أحد أقاليم شبه القارة الهندية في "24 من ذي الحجة 1289 هـ = 22 من فبراير 1873م"، ونشأ في أسرة مسلمة متوسطة الحال،
بدأ محمد إقبال تعليمه في سن مبكرة على يد أبيه ثم التحق بأحد مكاتب التعليم في سيالكوت وفي السنة الرابعة من تعليمه رأى أبوه أن يتفرغ للعلم الديني ولكن أحد أصدقاء والده وهو الأستاذ مير حسن لم يوافق وقال: هذا الصبي ليس لتعليم المساجد وسيبقى في المدرسة‚
وبعد أن حصل إقبال على الماجستير عام 1899 عين معيدا للعربية في الكلية الشرقية لجامعة البنجاب وحاضر حوالي 4 سنوات في التاريخ والتربية الوطنية والاقتصاد والسياسة‚ وصنف كتابا في علم الاقتصاد ولم يصرف التدريس محمد إقبال عن الشعر بل ظل صوته يدوي في محافل الأدب وجلسات الشعر والتي يسمونها في شبه القارة مشاعرة‚ وكانت أول قصيدة له بعنوان «إنه يتيم» وألقاها في الحفل السنوي لجماعة حماية الإسلام في لاهور وقد استقبلت القصيدة استقبالا حسنا ومست شغاف القلوب‚
ويُعد محمد إقبال أول من نادى بضرورة انفصال المسلمين في الهند عن الهندوس، وتأسيس دولة خاصة بهم يحيون فيها الحياة التي تتمشى مع تعاليم الدين الحنيف، ومنذ أن أعلن إقبال هذه الفكرة سنة "1349 هـ = 1930م" حتى أصبحت الهدف الأول الذي جاهد المسلمون في الهند لتحقيقه، إلى أن تمّ لهم إنشاء دولة باكستان في سنة "1367 هـ = 1947م" بعد نضال متصل وكفاح مستمر، اشترك فيه جميع المسلمين هناك تحت قيادة "محمد علي جناح".
ومن أقواله: ((إن المسلم لم يخلق ليندفع مع التيار , ويواكب الركب البشري حيثما اتجه وسار , وإنما خلق ليوجه العالم والمدنية وليفرض عليها إرادته , ويملي عليها اتجاهه , لأنه صاحب الرسالة وصاحب العلم اليقين , ولأنه هو المسؤول عن هذا العالم وسيره واتجاهه , فليس مقامه مقام الاتباع والتقليد , وإنما مقامه مقام الآمر الناهي , مقام الإمامة والقيادة , ومقام التوجيه والارشاد)).
له قصيدة: الصين لنا والعُرب لنا والهند لنا،والكل لنا أضحى الإسلام لنا دينا. وجميع الكون لنا وطنا توحيد الله لنا نورٌ
وفي 21 ابريل 1938 توفي محمد إقبال وكان يوما عصيبا في حياة جماهير الهند عامة والمسلمين خاصة فعطلت المصالح الحكومية وأغلقت المتاجر أبوابها ونعاه قادة الهند وأدباؤها‚ يقول طاغور عن وفاة إقبال: لقد خلفت وفاة إقبال في أدبنا فراغا أشبه بالجرح المثخن الذي لا يندمل إلا بعد أمد طويل‚ إن موت شاعر عالمي كإقبال مصيبة تفوق احتمال الهند.
الصين لنا، والعرب لنا ---- والهند لنا، والكل لنا
أضحى الإسلام لنا دينا ---- وجميع الكون لنا وطنا
توحيد الله لنا نور ---- أعددنا الروح له سكنا
الكون يزول ولاتمحى ---- في الكون صحائف سؤددنا
بنيت في الأرض معابدنا ---- والبيت الأول كعبتنا
هو أول بيت نحفظه ---- بحياة الروح ويحفظنا
* * *
في ظل السيف تربينا ---- وبنينا العز لدولتنا
علم الإسلام على الأيام ---- شعار المجد لملتنا
بهلال النصر يضيء لنا ---- ويمثل خنجر سطوتنا
وأذان المسلم كان له ---- في الغرب صدى من همتنا
* * *
قولوا لسماء الكون لقد ---- طاولنا النجم برفعتنا
يادهر لقد جربت على ---- نيران الشدة عزمتنا
طوفان الباطل لم يغرق ---- في الخوف سفينة قوتنا
* * *
ياظل حدائق أندلس ---- أنسيت مغاني عشرتنا
وعلى أغصانك أوكار ---- عمرت بطلائع نشأتنا
يادجلة هل سجلت على ---- شطيك مآثر عزتنا
أمواجك تروي للدنيا ---- وتعيد جواهر سيرتنا
ياأرض النور من الحرميـ ---- ـن، وياميلاد شريعتنا
روض الإسلام ودوحته ---- في ظلك رواها دمنا
¥