دعِ الأحقاد واسمُ بروحك
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[20 - 05 - 2010, 01:28 ص]ـ
.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت لابن الرومي قصيدة رائعة في نبذ الأحقاد والسمو بالنفس البشرية نحو التسامح والمحبة ونبذ الأحقاد
وجدت فيها حكماً كثيرة وأحببت أن ألقي بعضها على مسامعكم ..
.
يا ضارب المَثَلِ المزخرفِ مُطْرياً ***** للحقد لم تَقْدح بزَنْدٍ وارِي
أصبحتَ خصم الحق تهدم ما بنى ***** والحقُّ محتجٌّ وأنت تُمارِي
أطريت غثَّك لا سمينك ضلَّةً ******* واخترت من خُلقَيْكَ غيرَ خيارِ
شبَّهتَ نفسك والأُلى يولونها ******* آلاءهم بالأرض والعُمَّارِ
وزعمتَ فيك طبيعةً أرضيةً ****** يا سابق التقرير بالإقرارِ
ولقد صدقتَ وما كذبتَ فإنهُ ******** لا يُدفَع المعروف بالإنكارِ
لكن هاتيك الطبيعةَ في الفتى ******* مما تُلِط عليه بالأستارِ
ولَصمتُهُ عن ذكرها أولى به ****** من عدِّها في الفخر عند فخارِ
فينا وفيك طبيعةٌ أرضيةٌ ****** تهوي بنا أبداً لِشرِّ قرارِ
هبطت بآدمَ قبلنا وبزوجهِ ******* من جنّة الفردوس أفضل دارِ
فتعوَّضا الدنيا الدنيّة كاسمها ******** من تلكمُ الجنَّاتِ والأنهارِ
بئستْ لَعمرُ الله تلك طبيعةً ******** حَرمتْ أبانا قرب أكرم جارِ
ولقد رأيت معاشراً جمحتْ بهم ****** تلك الطبيعة نحو كل تَبارِ
فانسَ الحُقود فإنها منسيةٌ ****** إلا لدى اللؤماء والأشرارِ
واعصِ الطباع إذا اطَّباك لحفظها ***** واختر عليه تَكُنْ من الأخيارِ
ما زال طبع الأرض يقهر لؤمَهُ ***** مَنْ فيه رُوح الواحد القهارِ
لا تنسَ روحَ الله فيك وأنها ***** جُعِلت لتصلِح منك كلَّ عُوارِ
إن الحُقُود إذا تذكرها الفتى ***** تحيا حياة الجمر بالمِسعارِ
ولعلها إن لا تضرَّ عدوهُ ***** وهو المسلِّف عاجل الإضرارِ
تَصْلَى جوانحُ صدره من حقده ***** بلهيب جمرٍ ثاقبٍ وأُوارِ
فلصدرِهِ من ذاك شرُّ بِطانة ***** ولقلبه من ذاك شر سُعارِ
ردّت يداه كَيْدَه في نحرهِ ***** وكذا تكون مَكايد الأغمارِ
وكفى الحقود مهانةً وغضاضةً **** أن لست تلقاه عدوّ جهارِ
لكنه يمشي الضَّراء بحقده ***** ليلاً ويَلبد تحت كل نهارِ
لكن أهل الطّوْل من متجاوِزٍ ***** ومُعاقبٍ جهراً بغير تواري
طرحوا الضغائن إذ رأوا لنفوسهم ***** خطراً ينيف بها على الأخطارِ
فانظر بعين الرأي لا عينِ الهوى **** فالحق للعين الجليّة عاري
النفسُ خيرك إنها علوية ****** والجسم شرُّك ليس فيه تماري
فانقدْ لخيرك لا لشرك واتبِعْ ***** أولاهما بالقادرِ الغفّارِ
كن مثل نفسك في السموّ إلى العلى ****** لا مثل طينة جسمِك الغدّارِ
فالنفس تسمو نحو علو مليكها ***** والجسم نحو السفلِ هاوٍ هاري
فأعِنْ أحقَّهما بعونك واقتسِر **** طبع السِّفال بطبعك السَّوَّارِ
إياك واستضعافَ حقٍّ إنه ****** في كل حينٍ حاضرُ الأنصارِ
والحق والشُّبَهُ التي بإزائه ******* كالشمس جاوَرها هلالُ سِرارِ
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[20 - 05 - 2010, 01:51 ص]ـ
.
سلمت يمناك على هذا النقل الرائع أختي الكريمة الأستاذة الباحثة ..
حقاً قصيدة في غاية الروعة.
شكرا جزيلاً لك.
بوركت.
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[20 - 05 - 2010, 03:32 م]ـ
أخي الكريم الدكتور الفاضل عز الدين القسام
شكراً لمرورك الذي عطر النافذة
ذائقة شعرية متميزة كالعادة
بارك الله فيك
ـ[الحطيئة]ــــــــ[20 - 05 - 2010, 03:46 م]ـ
نعم الاختيار لا سيما و نحن في زمن كثرت فيه الأحقاد
لم يعبها سوى أنها تعمي العيون قراءتها , أليس في الخيارت - أثناء الكتابة - خيارٌ تُنسق فيه القصيدة بحيث تظهر في شكل داعٍ إلى قراءتها؟؟
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[21 - 05 - 2010, 02:41 ص]ـ
أهلاً بك أخي الحطيئة
وشكراً لمرورك الطيب .. معك حق تمنيت لو أستطيع تحسين الخط فخيارات التنسيق الشعري غائبة الآن فاعذرني
بارك الله فيك
ـ[امازيغية لله]ــــــــ[22 - 06 - 2010, 04:02 م]ـ
بوووووووركت على الانتقاء الرائع .. ادام الله تالقك.
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[23 - 06 - 2010, 01:31 ص]ـ
بوووووووركت على الانتقاء الرائع .. ادام الله تالقك.
بارك الله فيك وأسعدك في الدارين