تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[أفعل العرب]

ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[01 - 05 - 2010, 10:04 م]ـ

رجليو العرب ثلاثة

الواحد رجلي: وهو الشديد العدو، وإنما يغير على رجليه - المنتشر بن وهب الباهلي، وسليك بن عمير السعدي، وأمه سلكة، سوداء إليها ينسب، وأوفى بن مطر المازني، مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، وكانوا لا يجارون شدا، وكان ربما جاع أحدهم فيعدو على الظبي حتى يأخذه بقرنه. وكانوا أدل من القطا، فكانوا إذا كان أيام من الربيع جعلوا الماء في بيض النعام مثقوباً فبددوه، فإذا كان الصيف وانقطع الغزو، وغزى أحدهم جاء حتى يقف على البيضة فيستثيرها.

قال أبو عبيدة: غزت بكر بن وائل بنى تميم فأرسلوا طلائع لهم فرأت السليك، وكانوا جاءوا متجردين ليغيروا على بني تميم. فقالوا: إن علم هذا الخبيث أنذر قومه فبعثوا إليه فارسين منهم على جوادين فلما هايجاه خرج يمحص كأنه ظبي فطارداه سحابة يومهما وقالا إذا كان الليل أعيا فسقط وقصر عن العدو فنأخذه قال: فلما أصبحوا وجدوا أثره وقد عثر بأصل شجرة فيرى كمكان تلك وندرت قوسه وانحطمت، فوجدوا قصدة منها قد ارتزت في الأرض فقالا أخزاه الله ما أشده، فهما بالرجوع ثم قالا: لعل هذا كان من أول الليل ثم فتر، فتبعاه فإذا أثره متفاج والمتفاج الذي فتح رجليه للبول، يقال للشاة إذا دنت ففتحت رجليها للحلب تفاجت الشاة قد بال فرغاً في الأرض فخدها فقالا: ما له قاتله الله ما أشد متنه! والله لا نتبعه بعد هذا، فانصرفا، ونم إلى قومه فأخبرهم الخبر وأنذرهم الجيش فكذبوه لبعد الغاية. فقال:

يكذبني العمران عمرو بن جندب ... وعمرو بن سعد والمكذب أكذب

عمرك ما ساعيت من سعي عاجز ... ولا نأنإ لو أنني لا أكذب

ثكلتكما إن لم أكن قد رأيتها ... كراديس يهديها إلى الحي موكب

كراديس فيها الحوفزان وحوله ... فوارس همام متى يدع يركبوا

تفاقدتم هل أنكرن من مغيرة ... مع الصبح يهديهن أشقر مغرب

قال أبو عبيدة: فأتاهم الجيش فأغاروا عليهم فعلموا عند ذلك أن سليكاً قد صدقهم.

ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[02 - 05 - 2010, 12:48 ص]ـ

قال أبو عبيدة: وحدثنى سليمان بن مزاحم عن أبيه قال: خرج أوفى بن مطر وجابر الرزميان، وشهاب الخزاعى يتأوبون فلقوا أعداءهم من بني أسد فشغل كل واحد منهم قرنه، فأجلت المعركة عن أوفى جريحاً فقال أوفى لجابر: أقم علي حتى تنظر إلى ما يصير إليه أمرى، قال أنت ميت لا محالة، وليس لك درك أن تقتلنى بنو أسد، قال: فإني أزحف حتى نلحق بعماية فنشرب من مائها ونأكل من خضرها، فقال جابر: والله ما ترك بنو أسد بعماية إلا أرضاً فضاء، قال: أوفى نلحق بقساس فقال: والله ما قساس عند بني أسد إلا حرملة، وأنت ميت لا محالة، فألحق فأحرز نفسي قال: فتركه ولحق بقومه فسألوه عن أوفى، فقال: قتل. وزحف أوفى إلى أحد الجبلين فأقام به حتى أفاق ثم أقبل إلى قومه وهو في أنفسهم قد قتل، فقال رجل منهم: لولا أن الموتى لا تنشر لأنبأتكم إن هذا أوفى فنظر القوم فإذا هو أوفى، قال: وجابر في القوم فانسل فأخبرني قراد بن العنبر الرزامى قال: والله ما ندرى أين سقط، ولا من ولد إلى الساعة، استحياء من الكذبة حين أخبرهم أن أوفى قد قتل وأخبر أوفى أن جابراً نعاه، فقال:

ألا أبلغا خلتى عامراً ... بأن خليلك لم يقتل

تخطأت النبل أحشاءه ... وأخر يومى فلم يعجل

وإذ ما أتيت بنى مازن ... فلا تفل رأساً ولا تغسل

فليتك لم تك من مازن ... وليتك في البطن لم تحمل

وليت سنانك صنارة ... وليت رميحك من مغزل

تجاوزت جمران من ساعة ... وقلت قساس من الحرمل

وقلت عماية أرض فضاء ... فلأياً أؤوب إلى معقل

قال: ثم إن أوفى غزا مع مجمع، وهو أبو وردان العكلى فغنما فبينا أوفى راقد أخذ مجمع سلاح أوفى فجدعه بالسيف وأخذ ما غنما. فقال أوفى:

أبلغ أسيد والهجيم ومازناً ... ما أحدثت عكل من الحدثان

يا قوم إني لو خشيت مجمعاً ... رويت منه صعدتى وسنانى

وهلك أوفى.

ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[02 - 05 - 2010, 12:57 ص]ـ

أوفياء العرب في الجاهلية ثلاثة

السموأل بن عاديا، والحارث بن ظالم المرى، وعمير بن سلمى الحنفي.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير