تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[إلى أمي]

ـ[مُسلم]ــــــــ[19 - 04 - 2010, 12:28 ص]ـ

إلى أُمّيْ ...

أُمّي كَبُرتُ وظَلَّ الطِّفلُ يَسكنني

كأنَّه البَعضُ مِنْ روحي ومِنْ بَدني

أحسُّهُ فيَّ فيْ صَمتي وفي صَخبي

وفي سُروري وأحزاني وفي شَجني

أغفو فيغفو معي بالهَمْسِ مُرتجِلاً

صدى حَكاياكِ قبلَ النَّومِ في أذُني

يَزورني في الرؤى طيفاً فأحضُنهُ

بكلِّ ما فيَّ مِنْ شَوقٍ و يَحضُنني

يَبكي مَعي حينما أبكي على زمنٍ

دَفنتهُ تحتَ أنقاضٍ مِنَ الزَّمنِ

******

يلومُني فيكِ يا أُمّي فأعذرهُ

على المَلامةِ لكنْ ليسَ يَعذرني

عَيناهُ بحرانِ مِنْ شكٍّ ومِنْ قلقٍ

ودَمعُ عينيهِ مثلَ المَوجِ يُغرِقني

وصوتهُ سابحٌ حولي ككوكبةٍ

مِنَ المَحاذيرِ تَنهاني و تأمرني

يلومني فيكِ يا أُمّي وليس معي

عذرٌ سوى أنَّ أوجاعي تُمزِّقني

سَفحتُ في كفِّهِ دَمعي ليسأَلهُ

عَنِ الإجابةِ لكنْ ظلَّ يَسألني

لِما كَبُرتَ .. ؟ أنا .. ! هُمْ كلُّهمْ كَبُروا

فمَنْ يُحاسِبهمْ أو مَنْ يُحاسِبني

كُنَّا ندور مَعاً في خيطِ سُبْحتِها

مِنْ أوِّلِ الصَّحوِ حتَّى آخرِ الوَسنِ

ثمَّ انفرطنا و مَا زالتْ أصابِعُها

تُقبِّلُ الخيطَ في شَوقٍ و في شَجنِ

هي السِّنينُ الَّتي تمحو مَلامحنا

يا للقبيحِ الَّذي يأتي على الحَسَنِ

كَبُرتُ حقَّاً .. ! أرى وجهي فأُنكرُهُ

وحينَ أسألهُ: مَنْ أنتَ؟ يُنكِرُني

كَبُرتُ حقَّا .. ! وأظفارُ الأسى حَفرتْ

في سَحنتي ألفَ تذكارٍ مِنَ المِحَنِ

كَبُرتُ حقَّا .. ! وشابتْ فيَّ ذاكرتي

حتَّى صَحا الطِّفلُ في روحي فذكَّرَني

******

أمَّي أضعتُ طريقَ البيتِ في طُرقٍ

تلتفُّ مثل الأفاعي داخلَ المُدُنِ

أعْدو وراءَ أمانٍ لا مكانَ لهُ

ومِنْ ورائي أشباحي تُطارِدُني

أبكي عَليَّ فلا يبكي مَعي أحدٌ

في غُربتي أو يواسيني و يَسمعني

هذي بلادٌ بلا قلبٍ قَتلْتُ لها

قلبي الَّذي كادَ بالأحزانِ يَقتلُني

رميتهُ عندَ رِجليها فما رضيَتْ

وبعتها كلَّ أحلامي بلا ثمنِ

هذي البلادُ المَنافي لستُ أعرِفُها

ولمْ تكنْ قَطُّ يا أمَّاهُ تَعرِفني

*******

أُمّي و أُمّي و أُمّي كيفَ أعزفها

على فَمي نَغماً في السِّرِ و العَلنِ

هَلْ تَسمعينَ دَمي يَهتزُّ في جَسدي

مِنْ وَقعِها حينما تهتزُّ في أُذني

إنِّي أعودُ إليكَ اليومَ مُنكسِراً

أحبو إليكِ وأشواقي تُسابقني

عصيتُ قلبي سنيناً في رضاكِ فهلْ

جنَّاتُ عَدْنٍ على كفَّيكِ تقبلني

مُدِّي يديكِ أنا أطفو على ألمٍ

كالبَحرِ يَلفظني حيناً ويَبلعني

مُدَّي دَعاءكِ عندَ الفَجرِ أشرعةً

بَيضاءَ يرفعها شَوقي على سُفني

مُدِّي وشاحكِ شطآناً ألوذ بها

مِنْ غربتي عنكِ يا داري و يا وطني

مُدِّي إليَّ ولو نعشاً ولو كفناً

يا مَنْ تمنَّيتُ لو منديلها كَفَني

و عانقيني أنا روحٌ بلا جسدٍ

و أنتِ آخرُ فِردوسٍ يُعانقني

18 – 6 - 2009

منقول من منتديات الساخر ( http://www.alsakher.com/vb2/showthread.php?t=139617)

ـ[القاموس المحيط]ــــــــ[19 - 04 - 2010, 02:28 ص]ـ

جزاك الله خيرا أخي على هذا النقل ..

أبيات جميلة ومعبرة ...

حفظ الله أمهاتنا وأباءنا من كل شر ورحمهم كما ربونا صغارا ..

اللهم آمين ..

ـ[الخبراني]ــــــــ[19 - 04 - 2010, 12:24 م]ـ

أخي مسلم جزاك الله خيرا وأدخلك فسيح جناته

أبيات جميلة رائعة معبرة محزنة

وفقك الله لكل خير

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير