تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[من جميل المعاني]

ـ[السراج]ــــــــ[02 - 06 - 2010, 09:18 ص]ـ

[من جميل المعاني]

احتشدتْ الصور الجميلة في قصائد الشعراء على مرّ العصور، فكانت الكثير منها ترفع صاحبها شاعراً. وفي هذه الصفحة نحاول سحب بعض الأبيات إلى دائرة الضوء لقراءة مبسطة أو إشارة خاطفة.

يقول المتنبي في مدح سيف الدولة وعشيرته بني حمدان:

المخفرين بكلّ أبيضَ صارمٍ ... ذِمم الدروع على ذوي التيجان

يبني أبو الطيب بيتاً جميل المعنى من كلمات الحرب والمعارك، فيقول أن الملوك – أصحاب التيجان – قد أقاموا الذمم والعهود بالحماية مع الدروع لكن بني حمدان ينقضون هذه العهود بالسيف فلا تستطيع تلك الدروع أدنى حماية لعدوهم ..

• تأمل صيغ الجمع التي شملت (المخفرين – ذمم – الدروع – ذوي التيجان)

بينما أفرد في (أبيض صارم)

ـ[منتظر]ــــــــ[06 - 06 - 2010, 06:19 ص]ـ

والله انه شاعر العربية الكبير

ـ[السراج]ــــــــ[08 - 06 - 2010, 12:53 م]ـ

شكراً يا منتظر على الحضور الكريم ..

قال أبو فراس في الفخر:

إنّا إذا اشتدّ الزما ... نُ ونابَ خطبٌ وادْلَهمْ

ألفيْتَ حَوْلَ بيوتنا ... عُدَدُ الشجاعةِ والكَرَمْ

لِلِقا العِدا بِيضُ السيو ... فِ وللنّدى خُمْرُ النَّعمْ

هذا وهذا دأبُنا ... يُودَى دمٌ ويُراقُ دمْ

تحوي الأبيات الأربعة جوانب فخر كثيرة لكن الأجمل هو إبراز صورتي الشدّة واللين – أو الشجاعة والكرم.

فهؤلاء القوم تجتمع وسائل الشجاعة (آلات الحرب)، ووسائل الكرم (متطلبات الجود والعطاء) لكنه سبق ذلك بفترة حددها بالصعوبة وشدّة الزمان. لكنه مزجٌ جميل.

ـ[مُسلم]ــــــــ[08 - 06 - 2010, 01:59 م]ـ

أنشودة المطر

قصيدة أنشودة المطر، والتي كتبها السياب عام 1954م، تمزج بين همّ الشاعر الشخصي وهمّه الوطني، فنجده تارةً يتحدث عن حاله وتارةً عن حال العراق وصراعاته. يبدأ الشاعر قصيدته بوصف عيني محبوبته، فيصفهما بغابات النخيل في سوادهما ساعة الحر وبالشرفتين اللتين يغرب عنهما القمر، في قوله:

"عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ،

أو شُرفتان راحَ ينأى عنهما القمرْ"

ويكمل الشاعر بوصف العينين. ثم يتدرج الشاعر من وصفه لمحبوبته إلى وصف حاله وحال العراق أيضاً فيقول:

"والموت، والميلاد، والظلام، والضياءْ"

وذلك للدلالة على حالة عدم الاستقرار التي تنتابه والتي ربما كانت تجتاح العراق في ذلك الوقت حيث أن العراق كان يشهد تقلباتٍ سياسية وفكرية واجتماعية واقتصادية متعددة، وإن في ذكر السياب لهذه التناقضات إنما هو مقدمة أن هناك عدم استقرار في نفسه أو في العراق. وفي مقطعٍ أخر يقول متشائماً:

" كأن صياداً حزيناً يجمع الشِّباكْ

ويلعن المياه والقَدَرْ

وينثر الغناء حيث يأفل القمرْ"

وفي ذلك تجسيد لفكرة يعبر عنها شاعرنا في عدة مواضع في القصيدة، ألا وهي فكرة أن المطر فألٌ سيّء وباعثٌ للحزن، فيقول معبراً عن مأساة شعبٍ جائع لا يريد المطر لأنه لا يزيده شبعاُ، فكأن هذه الحالة شبيهة وحالة الصيّاد الذي يلعن المياه والقدر لأن في هطول المطر خرابٌ لصيده، وذلك لأنه لا يزيده إلا جوعاً. ويعود السياب ليخلط بين همّه الوطني والشخصي في القصيدة، فيتحدث عن حاله وعن حال العراق في قوله:

أصيح بالخليج: (يا خليجْ

يا واهب اللؤلؤ، والمحار، والرّدى!)

فيرجعٍُ الصّدى

كأنه النشيجْ:

(يا خليج

يا واهب المحار والردى .. )

وفي أبياته السابقة يجسد السياب مأساة الخليج العظمى، حيث الخير الوافر لكن ليس لمن يحتاجه، فيستنجد شاعرنا بهذا الخير صائحاً لكن صوت الصدى يعود مدوياً: "يا واهب المحار والردى". وفي حديثه عن موضوع ذات صلة يقول أن في العراق جوعاً دائماً، فأصحاب النفوذ الطغاة لا يتركون خيراً لشعب العراق، فهم كالجراد الذي إذا حلّ على الأخضر أكله ولم يبق منه شيئاً، فيقول:

وفي العراق جوعْ

وينثر الغلالَ فيه موسم الحصادْ

لتشبع الغربان والجَرادْ

وكما جسّد السياب التشاؤم والحزن فيه وفي العراق، يعود للتفاؤل والأمل بمستقبلٍ أفضل. فحين كان السياب يستخدم المطر للدلالة عاى الحزن فيستخدمه لاحقاً في لازمته للدلالة على الخير والتفاؤل، فيقول:

مطرْ ...

مطرْ ...

مطرْ ...

سيُعشبُ العراق بالمطرْ ...

وفي موضعٍ أخر يتفائل الشاعر بحاله وبحال موطنه ويقول قاهراً معاناته ومتحدياً معاناة شعب العراق:

في كل قطرةٍ من المطرْ

حمراءُ أو صفراء من أجنَّة الزَّهَرْ.

وكلّ دمعةٍ من الجياع والعراةْ

وكلّ قطرةٍ تُراق من دم العبيدْ

فهي ابتسامٌ في انتظارِ مبسم جديدْ

أو حُلمةٌ تورَّدتْ على فمِ الوليدْ

في عالم الغد الفتيّ، واهب الحياةْ!

ويؤكد هنا على أنه مهما طال الظلام فسيبزغ فجرٌ جديد ليمحو كل هذه المعاناة والصراعات. وفي مقطعٍ أخر يتحدث عن وجود بريق أملٍ في الخليج، فكأن هناك تجمعات على سواحل الخليج للنجوم ويقصد فيها الأمل والثورة، وكأن هذه الثورة (النجوم) تهم بالشروق والنهضة، حيث يقول:

وعبر أمواج الخليج تمسح البروقْ

سواحلَ العراق بالنجوم والمحارْ،

كأنها تهمّ بالشروقْ

في هذه القصيدة تمتزج الطبيعة بالأدب لتخلق صوراً فنية وجدانية ملؤها الحزن والأسى تجعلنا نحس إحساس السياب ونتلمس صراعاته التي كانت تنتابه أثناء كتابته لهذه القصيدة. لقد لخصت هذه القصيدة كل مشروع السياب الشعري.

مقتبس من ويكيبيديا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير