[تنبيه يا أهل الفصيح]
ـ[الخبراني]ــــــــ[05 - 04 - 2010, 03:11 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
دخل أعرابي من بني عذرة على عبد الملك بن مروان يريد أن يمتدحه بقصيدة، و في حضرة الخليفة الشعراء الفطاحلة الثلاث جرير و الفرزدق و الأخطل. و الأعرابي لا يدري بوجودهم. فسأل عبد الملك الأعرابيَ:
أتعرف أهجى بيت في الإسلام؟ فقال الأعرابي: نعم، قول جرير:
فَغُض الطرفَ إنكَ مِنْ نُمَيْر ٍ ... فلا كعبًا بلغتَ و لا كلابَا.
قال الخليفة: أصبت وأحسنت، و هل تعرف أمدحَ بيت في الإسلام؟ فقال: نعم، قول جرير:
ألستمْ خيرَ منْ ركبَ المطايَا ... أندَى العالمينَ بطونَ راح ِ.
قال: أحسنت، و هل تعرف أرق بيت في الإسلام؟ قال: نعم، قول جرير:
إن العيونَ التي في طرْفِهَا مرضٌ ... قتلننا ثم لم يحيين قَتْلانا.
يَصْرَعْنَ ذا اللب حتى لا حَراكَ بهِ ... و هن أضعفُ خلقِ اللهِ أرْكانا.
فقال: أصبت، أتعرف جريرا؟ قال: لا يا أمير المؤمين و إني إلى رؤيته لمشتاق. فقال الخليفة: فهذا جرير و هذا الأخطل و هذا الفرزدق.
فهب الأعرابي ناظما يقول:
فحيَا الإلهُ أبَا حَزْرَةَ ... و أرْغَمَ أنفك يا أخْطلُ.
و جد الفَرَزْدَقِ أتْعِسْ بِهِ ... و دق خياشيمَه الجَنْدَلُ.
و أبو حزرة؛ كنية جرير ٍ.
فأنشأ الفرزدق يقول يهجو الأعرابي:
يا أرغمَ اللهُ أنفاً أنتَ حامِلُه ... يا ذا الخَنا و مقال الزور و الخَطل ِ.
ما أنتَ بالحكم ِ الترْضَى حكومتُه ... و لا الأصيل ِ و لا بذي الرأي ِ و الجدل ِ.
ثم أنشأ الأخطل يقول:
يا شر مَنْ حَمِلَتْ ساقٌ على قَدَم ٍ ... ما مِثلُ قولك في الأقوام ِ يُحْتَمَلُ.
إن الحُكومَة لَيْسَتِ في أبيكَ و لا ... في معشر ٍ أنتَ مِنْهُمُ إنهُمْ سَفلُ.
فقام جرير مغضبا فأنشأ يقول:
شَتَمْتُما قائلاً بالحق مُهْتدِيَا ... عندَ الخليفةِ و الأقوالُ تنتضِلُ.
أتشْتُمان سفاهاً خيرَكُمْ حسبًا ... ففيكُمَا و إلَهيَ الزورُ و الخطلُ.
شَتُمْتُماهُ على رَفعِي و وَضْعِكُما ... لا زِلْتما في سَفال ٍ أيها السفَلُ.
فوثب جرير إلى الأعرابي فقبل رأسه، فقال: يا أمير المؤمنين جائزتي له -قال بن كثير الدمشقي صاحب التفسير في البداية و النهاية و كانت جائزته يعني جريرا خمسة عشر ألفا- فقال عبد الملك: و له مثلها من مالي. فقبض الأعرابي ذلك كله و خرج.
إختاره لكم إملاءً من حفظه أخوكم في الله.
تنبيه هام أنبه عليه:
فأقول: في البيت الثاني الأعرابي تسرع بذكر جد الفرزدق و جد الفرزدق هو صعصعة بن ناجية و هو صحابي و فد إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم، و كان رضي الله عنه يُحيي الموؤودة في الجاهلية أي يمنع وأد البنات. و هذا التسرع من الأعرابي إما للجفاء المتجذر في الأعراب أو أنه لا يعرف من هو جد الفرزدق. و الله أعلم.
و عليه يمكن أن نستبدل لفظة؛ جد. بلفظة؛ ذاك. فنقول و بالله التوفيق:
و ذاك الفرزدق أتعس به ... و دق خياشيمه الجندل.
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[05 - 04 - 2010, 07:51 م]ـ
جميل اختيارك
وحسن تنبيهك
ـ[ابنة الاسلام]ــــــــ[05 - 04 - 2010, 08:45 م]ـ
فأقول: في البيت الثاني الأعرابي تسرع بذكر جد الفرزدق و جد الفرزدق هو صعصعة بن ناجية و هو صحابي و فد إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم، و كان رضي الله عنه يُحيي الموؤودة في الجاهلية أي يمنع وأد البنات. و هذا التسرع من الأعرابي إما للجفاء المتجذر في الأعراب أو أنه لا يعرف من هو جد الفرزدق. و الله أعلم.
و عليه يمكن أن نستبدل لفظة؛ جد. بلفظة؛ ذاك. فنقول و بالله التوفيق:
و ذاك الفرزدق أتعس به ... و دق خياشيمه الجندل.
جزاكم الله خيرا. تنبيه هام.
ـ[السراج]ــــــــ[05 - 04 - 2010, 10:02 م]ـ
مقال جميل أيها الخبراني ..
ـ[الخبراني]ــــــــ[05 - 04 - 2010, 10:42 م]ـ
جميل اختيارك
وحسن تنبيهك
لقد أسعدني مرورك جزاك الله خيرا
ـ[الخبراني]ــــــــ[05 - 04 - 2010, 10:43 م]ـ
جزاكم الله خيرا. تنبيه هام.
وفقك الله وشكرا على المرور
ـ[الخبراني]ــــــــ[05 - 04 - 2010, 10:43 م]ـ
مقال جميل أيها الخبراني ..
مرورك أجمل أدخلك الله فسيح جناته
ـ[زينب هداية]ــــــــ[05 - 04 - 2010, 11:06 م]ـ
شكر الله لك، والله تنبيه هامّ
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[05 - 04 - 2010, 11:51 م]ـ
¥