تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[كلمات لنفوذها بسطت]

ـ[أنوار]ــــــــ[05 - 09 - 2010, 12:31 ص]ـ

تستهويني قراءة المقدمات كثيرا ..

حتى باتت هذه العادة كالداء أو الوباء الذي يلازمني،

ويكون حائلا بيني وبين الإنجاز بل وأحد ركائز عوائقه.

فمن وجهة نظري المتواضعة، أنها تتيح لي إلى حدٍّ بعيد فهم الفكر الذي سأقطع شيئا من الوقت غير قليل معه ..

بعض المقدمات تستحوذ علي وتأسرني قراءة ..

حتى يكون الكتاب بأكمله وجبة دسمة تطوقني من كل جانب، بل ويملأ عقلي وفكري بأقواله، وجميل بيانه.

وتبقى صلةٌ من نوعٍ خاص بيني وبين ذلك المُؤَلَّف .. حتى إن البعض لا أطيقُ إعارته ..

تستلُّ عقلي بعض النصوص، فأقرأها مرارا، وأعود لحفظها في مفكرتي .. ثم تأبى إلا أن يكون لها الهيمنة على أخرى ..

أولى هذه النصوص

يقول المؤلف في مقدمته:

(وفي أنفسكم أفلا تبصرون)

آية كريمة تذهب فيها النفس مذاهب شتى، ولكني أريدها لمعنى خاص،

هو الحكم على الأقوال والأفعال.

وبيان ذلك أننا نرى غيرنا يقول أو يعمل فنحكم عليه بالبر أو الفجور.

فتارة نخطئ، وتارةً نصيب.

وأكثر ما نكون شططا إذا حكمنا على القول أو الفعل من غير أن نحيط خبرًا بظروف القائل أو الفاعل ..

وهي وحدها محور الخير والشر والخطأ الصواب.

متى عودنا أنفسنا البحث في الحالة النفسيّة للقائل،

قبل البحث عن مدلول ما قال.

واجتهدنا في معرفة ظروف الفاعل قبل تأمل ما فعل ..

انتهى

وسأرى هيمنة هذا النص

ومقدار صدقه على نصوص أخر

ولي عودة إن أذن الله

ـ[أنوار]ــــــــ[06 - 09 - 2010, 11:30 ص]ـ

كنتُ في أيام مضت أقف شاخصة فكري أمام معلقة أمرؤ القيس بحثا عن إجابة تقربني من قول علماء اللغة والأدب:

" إن هذه المعلقة أعلى نمط بيانيّ في لغة البشر .. وليس أعلى منها بيانا إلا كتاب الله سبحانه "

و هذا ليس محور حديثي فإن الجواب عما سبق يتْبع علم المعاني ودلالات التراكيب فيما بينها.

كان مطلع المعلقة لا يبعثُ فيّ إحساسا بقيمة شعريّة، رغم أن أغلب النقاد طاروا بالبيت الأول تحليلا وتعليلا ووقوفا على المعاني

أضف إلى ذلك الانبهار بالتمكن والقدرة على الإيجاز المرافقين له.

لا أعلم هكذا بدت لي في السابق، فالمطلع مثقل بأسىً عميق وحزن طاغٍ.

دفعه لعدم الاكتفاء ببكائه بل طلب الوقوف من الآخرين لأجل البكاء .. وكأنه يريد أن يلبس الدنيا بأسرها ثوب حداد.

ثم تشكل هذا الحزن وازداد عمقا في تصوير الأماكن الصحراوية القاحلة،

لو كانت مجرد خيالات وذكرى جميلة لاستطاع أن يوشحها بصور الجمال، حتى وإن كانت تلك المنطقة جبالا وصخورا.

لكنه أغدق عليها من الصور الصفراء القاحلة الجدبة.

والتي يعكس منها صورا للموت والموت فقط،

لقد محى من خلالها كل صور الحياة التي قد تكون على هذه الأرض الجدبة.

ثم ختمها بصورة المطر الغزير،

وتعمد محو كل معالم الحياة منه، فقد كان المطر يحمل دمارا مهيبا ويقتلع كل صور الجمال.

كنتُ أتعجب وأقول .. ملكٌ ولا يملكُ من ملامح الجمال شيئًا.

ولكن بالنظر لحالته النفسية آنذاك والتي يغمرها الأسى

وربطها بمطلع القصيدة نجد العلاقة وطيدة بينهما

فبالنسبة إليه خسر ملكه والحياة بأكملها.

موقف آخر

يقول أحدهم في مقدمة رسالته والتي كانت عبارة عن دراسته لحياة الشنفرى وشعره:

" لقد اخترت شاعرا ما كان ينبغي أن اختاره؛ لأن سيرته مصبوغة بلون الدم القاني "

أيُّ استهلال هذا، وأيُّ حكم كان ..

كيف له أن يصدر حكما عاما قاطعا قبل وقوفه على الشخصية والدوافع التي أفضت به إلى قتل مئة نفس.

ومن هنا كان منطلق الحكم ناتجا عن الأفعال، دون التطرق لظروفه النفسية،

إن قانون نيوتن والقائل بأن:

" لكل فعل ردة فعل أخرى مساوية في القوة ومعاكسة في الاتجاه "

ليس ثابتا في حياة البشر بل قد تكون القوة أكبر و أشد وأقسى.

..........................

وجهة نظر إلى عدم الصحة أقرب

ـ[السراج]ــــــــ[06 - 09 - 2010, 12:28 م]ـ

إنّ الموضوعَ شائقُ يا أنوار .. بوركَ في علمك ..

تستهويني قراءة المقدمات كثيرا ..

وأشاركُكِ في هذه (الهواية) التي تدلّ على شخصية الكاتب والأديب ..

إثراء رائع ما كتبتيه، وفي شوق لجديد ..

ـ[الباز]ــــــــ[06 - 09 - 2010, 01:21 م]ـ

أديبتنا المبدعة أنوار

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير