تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[لنجمع القصائد السهلة في الشعر الجاهلي ....]

ـ[ابن المهلهل]ــــــــ[18 - 07 - 2010, 02:35 م]ـ

أيها الأخوة:

لعل من أهم خصائص الشعر الجاهلي وعورة الألفاظ بسبب البعد الزمني عنا

إلا أن في الشعر لاجاهلي قصائد رائعة تتسم بالسهولة واليسر (في غالب أبياتها)

وسأبدأ أولا بقصيدة الممزق العبدي، وقد ذكرها صاحب المفضليات:

قال

الممزق العبدي:

هَلْ لِلْفَتَي مِنْ بَنَاتِ الدَّهْرِ من وَاقِأَمْ هَل لهُ من حِمَامِ الموتِ من رَاقِ

قد رَجَّلُونِيَ وَما رُجِّلْتُ من شَعَثٍ ... وأَلْبَسُونِي ثِيَاباً غَيْرَ أَخْلاَقِ

ورَفَعُونِي وقالوا: أَيُّمَا رَجُلٍ ... وأَدْرَجُونِي كأَنِّي طَيُّ مِخْرَاقِ

وأَرْسَلُوا فِتيةً من خَيْرِهمْ حَسَباً ... لِيُسْنِدُوا في ضريحِ التُّرْبِ أَطْبَاقِي

هَوَّنْ عَليكَ وَلا تَوْلَعْ بإِشْفَاقِ ... فإِنَّما مالُنا لِلْوَارِثٍ الباقي

كأَنَّني قد رَمانِي الدَّهْرُ عن عُرُضِ ... بِنَافِذَاتٍ بِلاَ رِيشٍ وأَفْوَاقِ

ومنها قصيدة ذو الأصبع العدواني (وقد ذكرها المفضل الضبي):

يا مَنْ لِقَلْبٍ شَدِيدِ الْهَمِّ مَحْزُونِ ... أَمْسَى تَذَكَّرَ رَيَّا أُمَّ هَارُون

أَمْسَى تَذكَّرَها مِنْ بَعْدِ ما شَحَطَتْ ... والدَّهْرُ ذُو غِلْظَةٍ حِيناً وذُو لِينِ

فإِنْ يَكُنْ حُبُّهَا أَمْسَى لَنَا شَجَناً ... وأَصْبَحَ الْوَأيُ مِنها لا يُؤَاتِيني

فقد غَنِينَا وشَمْلُ الدَّهْرِ يَجْمَعُنَا ... أُطِيعُ رَيَّا وريَّا لا تُعَاصِينِي

تَرْمِي الوُشَاةَ فَلاَ تُخْطِي مَقاتِلَهمْ ... بِصادِقٍ منْ صَفَاءِ الوُدِّ مَكنون

ولِي ابنُ عَمٍّ عَلَى ما كان من خُلُقٍ ... مُخْتَلِفَانِ فَأَقلِيهِ ويَقْلِيني

أَزْرَى بِنَا أَنَّنَا شَالَتْ نَعَامَتُنا ... فَخَالَنِي دُونَهُ بَلْ خِلْتُهُ دُونِي

لاَهِ ابنُ عَمِّك لا أَفْضَلْتَ في حَسَبٍ ... عَنِّي، ولا أَنْتَ دَيانِي فَتَخْزُونِي

ولا تقوقت عيالي يوم مسبغة ... ولا بنفسك في العزاء تكفيني

فإن ترد عرض الدنيا بمنقصتي ... فإن ذلك مما ليس يشجيني

ولا يرى في غير الصبر منقصة ... وما سواه فإن الله يكفيني

لولا أياصر قربى لست تحفظها ... ورهبة الله فيمن لا يعاديني

إذاً بريتك برياً لا انجبار له ... إني رأيتك لا تنفك تبربني

إن الذي يقبض الدنيا ويبسطها ... إن كان أغناك عني سوف يغنيني

الله يعلمني والله يعلمكم ... والله يجزيكم عني ويجزيني

ماذا علي وإن كنتم ذوي رحمي ... أن لا أحبكم إذ لم تحبوني

لو تشربون دمي لم يرو شاربكم ... ولا دماؤكم جمعاً ترويني

ولي ابن عم لو أن الناس في كبد ... لظل محتجزاً بالنبل يرميني

يا عمرو إلا تدع شتمي ومنقصتي ... أضربك حيث تقول الهامة اسقوني

درم سلاحي فما أمي براعية ... ترعي المخاض، وما رأيي بمغبون

إني أبي أبي ذو محافظة ... وابن أبي أبي من أبيين

لا يخرج القسر مني غير مأبية ... ولا ألين لمن لا يبتغي ليني

عف ندود إذا ما خفت من بلد ... هوناً فلست بوقاف علي الهون

كل أمرىء صائر يوماً لشيمته ... وإن تخلق أخلاقاً إلى حين

إني لعمرك ما بابي بذى غلق ... عن الصديق ولا خيري بممنون

وما لساني علي الأدني بمنطلق ... بالمنكرات، وما فتكي بمأمون

عندي خلائق أقوام ذوي حسب ... وآخرون كثير كلهم دوني

وأنتم معشر زيد على مائة ... فأجمعوا أمركم شتي فكيدوني

فإن علمتم سبيل الرشد فانطلقوا ... وإن جهلتم سبيل الرشد فأتوني

يا رب ثوب حواشيه كأوسطه ... لا عيب في الثوب من حسن ومن لين

يوماً شددت على فرغاء فاهقة ... يوماً من الدهر تارات تماريني

قد كنت أعطيكم مالي وأمنحكم ... ودي على مثبت في الصدر مكنون

بل رب حي شديد الشغب ذي لجب ... دعوتهم راهن منهم ومرهون

رددت باطلهم في رأس قائلهم ... حتى يظلوا خصوماً ذا أفانين

يا عمرو لو لنت لي ألفيتني يسراً ... سمحاً كريماً أجازى من يجازيني

والله لو كرهت كفي مصاحبتي ... لقلت إذ كرهت قربي لها: بيني

ونرجو من الجميع المتابعة وإثراء الموضوع

ابن المهلهل

ـ[ابن المهلهل]ــــــــ[25 - 07 - 2010, 04:07 ص]ـ

ومنها كذلك قصيدة (الفند الزماني):

جاء في الحماسة (1/ 6 الشاملة):

" قال الْفِنْدُ الزِّمَّاني في حرب البَسُوس:

صَفحْنا عَنْ بَنِي ذُهْلٍ ... وَقُلْنا الْقَوْمُ إخْوَانُ

وعَسَى الأَيَّامُ أنْ يَرْجعْنَ ... قَوْمًا كَالَّذِي كَانُوا

فلَمَّا صَرَّحَ الشَّر ... فَأَمْسَى وَهْوَ عُرْيانُ

وَلَمْ يَبَقَ سِوَى العُدْوَانِ ... دِنَاهُمْ كَمَا دَانُوا

مَشَيْنا مِشْيَةَ اللَّيْثِ ... غَدَا واللَّيْثُ غَضْبَانُ

بِضَرْبٍ فِيهِ تَوْهِينٌ ... وَتَخْضِيعُ وإقْرَانُ

وَطَعْنٍ كَفَمِ الزِّقِّ ... غَذَا وَالزِّقُّ مَلاْنُ

وَبَعْضُ الْحِلْمِ عِنْدَ الْجَهْلِ ... لِلذِّلَّةِ إذْعَانُ

وَفِي الشَّرِّ نَجَاةٌ حِينَ ... لاَ يُنْجِيكَ إِحْسَانُ

" انتهى

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير