تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مرثية إبراهيم الشيخي في غازي القصيبي]

ـ[عامر مشيش]ــــــــ[29 - 08 - 2010, 01:05 ص]ـ

كنت أريد جمع القصائد التي يرثى بها غازي القصيبي رحمه الله في موضوع واحد، فلما وجدت هذه الفريدة أبت إلا أن تتفرد في موضوع وحدها، وحق لها فهي درة ثمينة، وقيمتها في ذاتها وفيمن قيلت فيه وفي قائلها الذي صاغها بلباقة شاعر مجيد، ولم أعرف إبراهيم الشيخي ـ وليس هذا بضاره ـ حتى بحثت عنه؛ فإذا هو شاعر شعبي مشهور ولم أجد له غير هذه القصيدة بالفصيح.

وهذه القصيدة مبينة عن نفسها، مبرزة في حسنها، وفيها لفتات حسان، من حكم بليغة، وتصاوير بديعة.

وهذه دعوة للشاعر لأن يلتفت إلى الشعر الفصيح فهو أسمى وشاعره أبقى، ومثل هذه القصيدة جديرة أن يكون لها أخوات وأخوات والشاعر إبراهيم الشيخي مجيد.

نقضَ العهودَ وأنت من حلفائه

وجنى عليك وأنت من خلصائه

زمنٌ رآك مجاوزاً أبعاده

لم ترضَ أنك كنت من نظرائه

سنحت له من خلفِ ظهرك فرصةٌ

فرماك في الجسم النحيل بدائه

وأتاك بالموت الزؤام محارباً

وكتائبُ الأرزاء تحت لوائه

لم ينكسر حتى رآك مجندلاً

ومعفّرَ السبعين في بطحائه

ومضى يخطُ الأرضَ زهواً لم نُبِن

زحفُ الأفاعي أم فضولُ ردائه

الموت ُ ليس هزيمةً لمظفرٍ

دأبت مآثرُه على إحيائه

الموتُ موت إرادة مسلوبة ٍ

والموتُ موتُ فتى كسولٍ تائه

لم يبن مثلك في الأعالي موطناً

ملأ الزمانَ بأرضه وسمائه

فانعم فإنك لست بالرجل الذي

يفنى جميلُ صنيعِه بفنائه

فالسيف_ أعواماً_ يلازم غمدَه

ودمُ الأعادي شاهد ٌ لمضائه

ياليت شعري هل تعودُ مجددا

حتى تواسي الكونَ بعد بكائه

فالحبرُ بعدك قد تكدَّرَ لونُه

والحرفُ يشكو من خفوتِ سنائه

وتصحَّرت لغةُ الحديثِ فأصبحت

تنداحُ من ألف النشيج ليائه

شيعت محمولاً على أكتافنا

حتى حواكَ القبرُ من غلوائه

لو كنت حياً ما ارتضيت مكانه

فهو الوضيعُ وأنتَ من أعدائه

رحل القصيبي حاملا سبعينَه

لجوارِ ربٍ عادلٍ بقضائه

وبكت عليه وزارةٌ وسفارةٌ

وكتابُ مجدٍ كان من ندمائه

ورثاه من خيرِ المواطنِ موطنٌ

كان الوحيدَ الفردَ من أبنائه

فَيَدٌ تنافح عنه كيدَ المعتدي

ويدٌ تشاركُ في مسيرِ نمائه

الأرضُ أكثر من بنيها طيبةً

وترابُها أحنى على أمنائه

ما كان فوقَ الأرضِ إلا روحَه

وكيانُ غازي سابحٌ بفضائه

فمضت لصاحبِها تغذُّ مسيرَها

كي تستقرَّ هناك في عليائه

فلعله يوما يعانق غيمةً

فتريق دمعا لا لقصد رثائه

الدمعُ منا حرقةٌ لوداعه

والدمعُ منها فرحةٌ بلقائه

فلك الخلودُ أبا سهيلٍ لم تمت

فالمجدُ لا يقسو على آبائه

لكنه لما رآك مناضلا

حُمّلت ما حُمّلت من أرزائه

أخذته ياغازي بحالك رأفةٌ

فأراد أن يعفيك من أعبائه

المصدر

http://www.montada.mergab.com/showthread.php?p=1307642

ـ[السراج]ــــــــ[30 - 08 - 2010, 09:55 ص]ـ

سأعود ...

ـ[عامر مشيش]ــــــــ[02 - 09 - 2010, 08:46 م]ـ

أخي السراج

مرحبا بعودتك

أختي أنوار

بوركت على الإضافة، وللقصيبي عدة مراث لنفسه.

ـ[السراج]ــــــــ[03 - 09 - 2010, 10:20 ص]ـ

حقّاً يا عامر، إن بها لفتات حسان:

فانعم فإنك لست بالرجل الذي ... يفنى جميلُ صنيعِه بفنائه

وما ذلك بغريب على شعراء تحركهم عاطفتهم في سبك الكلمات خاصة حين تكون قد ابتلت بدموع العين، وسايرت شهيق النفس، فالحزن أندَرَ أن يُكتم (يلوح كباقي الوشم في ظاهر اليدِ) ..

ـ[عامر مشيش]ــــــــ[21 - 09 - 2010, 12:58 م]ـ

حقّاً يا عامر، إن بها لفتات حسان:

فانعم فإنك لست بالرجل الذي ... يفنى جميلُ صنيعِه بفنائه

وما ذلك بغريب على شعراء تحركهم عاطفتهم في سبك الكلمات خاصة حين تكون قد ابتلت بدموع العين، وسايرت شهيق النفس، فالحزن أندَرَ أن يُكتم (يلوح كباقي الوشم في ظاهر اليدِ) ..

بوركت أخي السراج

واعلم أن هذا لا يقنعنا، وأنت البلاغي الغواص على الدرر.

ـ[عامر مشيش]ــــــــ[21 - 09 - 2010, 12:58 م]ـ

هذه قراءة قاصرة

نقضَ العهودَ وأنت من حلفائه

وجنى عليك وأنت من خلصائه

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير