تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[وقفة لمعاني الأمثلة العربية]

ـ[أسامة الشبانة]ــــــــ[13 - 09 - 2010, 05:58 ص]ـ

(بسم الله الرحمن الرحيم)

الحمد لله وكفى, وصلاة وسلاما على النبي المصطفى, وعلى من سار على دربه واكتفى.أما بعد:

لاشك بأن تراث العرب مليء بالحكم المشهورة , والأمثلة والمشهورة , وقد نجدها في ثنايا كتب اللغة القديمة.

كما أننا نستشهد كثيرا بها سواء في حياتنا اليومية أو في كتاباتنا , لكننا قد نغفل عن مناسبتها , أو معناها التي سيقت من أجله.

فقد جمعت أمثلة مشهورة , وعبارات جميلة من تراث العرب , من خلال قراءاتي المتنوعة , ومن خلال رسائل جوال أدب.

فإليكم شيء منها:

1 - يقال للرجل الذي يحضر الولائم والأعراس (طفيلي)،وحقيقة هذا اللقب أن رجلا من الكوفة يطلق عليه طفيل، وكان يحب حضور الولائم والأعراس من غير دعوة، فصار اسمه لقبا لمن بعده.

(البخلاء للجاحظ)

==========

2 - من أمثال العرب قولهم (مواعيد عرقوب): وعرقوب رجل من العماليق أتاه أخ له، فقال له عرقوب:إذا طلعت هذه النخلة فلك طلعها،فلما أطلعت أتاه للعدة:فقال دعها حتى تصير بلحا،فلما أبلحت قال دعها حتى تصير زهوا،فلما زهت قال:دعها حتى تصير رطبا، فلما أرطبت قال دعها حتى تصير تمرا، فلما أتمرت عمد إليها عرقوب من الليل فجذها ولم يعط أخاه شيئا! فصار مثلا في الخلف، وفيه يقول الأشجعي:

وعدت وكان الخلف منك سجية

مواعيد عرقوب أخاه بيثرب

(أنيس المسافر)

========

3 - عبارة (في فمي ماء)

وهي عبارة كثيرا ما نرددها، عندما لا نستطيع أن نصرح بشيء علانية!!

أما مصدرها، فهو بيت شعري قديم يقول:

قالت الضفدع قولا .. رددته الحكماء

في فمي ماء وهل .. ينطق من في فيه ماء!

=====

4 - ومن أمثال العرب قولهم: (حصان طروادة) وهو: تعبير تضيفه الأساطير اليونانية على التراث الأدبي الغربي، كناية عن الهدية بريئة المظهر التي تجلب الخراب!! .. وأصلها أن الإغريق حين عجزوا عن فتح طروادة بعد حرب عشرة أعوام انسحبوا تاركين وراءهم حصان خشبي عملاق فظنه الطرواديون عربونا للصلح وسحبوه إلى أكبر ميادينهم فلما حل الظلام أنسل منه جنود الإغريق ودمروا طروادة!!

====

5 - ومن أمثال العرب أيضا:

(أخرق من حمامة): وتقال عادة على الرجل الذي لا يحسن فعل الشيء على أكمل وجه , فقيل له لأن الحمامة لا تحكم عشها، ولا تختار موضعه بعناية، فإذا هبت الريح كان ما تكسر أكثر مما سلم! فشبه بعش الحمامة.

قال عبيد بن الأبرص:

عيوا بأمرهم كما عيت ببيضتها الحمامة ..

جعلت لها عودين من بشم وآخر من ثمامة!

====

6 - من أين جاءت عبارة (وهل يخفى القمر)؟

العبارة اقتبست من بيت شعر:

قالت الكبرى أتعرفن الفتى؟

قالت الوسطى نعم هذا عمر!

قالت الصغرى وقد تيمتها ..

قد عرفناه، وهل يخفى القمر؟!

والقمر المقصود هنا هو صاحب هذه الأبيات وهو عمر بن أبي ربيعة , الذي كان حديث النساء في ذلك الوقت لما يتميز به من شجاعة وفروسية، إلى جانب أنه شاعر ومشهور بحبه لهند، وكان كثير الإعجاب بنفسه!

=====

7 - عبارة (لله درك):

الدر في الأصل: ما يدر أي ما ينزل من الضرع من اللبن، ومن الغيم من المطر، وهو هنا كناية عن فعل الممدوح الصادرعنه، وتعني لله خيرك وفعالك، أي لله صالح عملك؛ لأن الدر أفضل ما يحتلب، وجميع خير العرب في اللبن والأصل فيه أن الرجل إذا كثر خيره وعطاؤه وإنالته للناس قيل لله دره أي عطاؤه تشبيها له بدر الناقة ثم كثر استعمالهم حتى صاروا يقولونه لكل متعجب منه.

====

8 - ومن الأمثلة أيضا قولهم على كل أمر هام أو داهية قاصمة (ثالثة الأثافي) ومعناه:

لا يقوم القدر (قدر الطبخ) ولا يعتدل إلا على ثلاثة أحجار، وكان العرب إذا نزلوا بجوار جبل وضعوا تحت القدر حجرين، والثالثة هي قطعة متصلة بالجبل (وهي مايطلق عليها ثالثة الأثافي) إذا لم يجدوا حجرا ثالثا. والأثفية هي الحجر، وجمعها أثافي بالتشديد للياء ويجوز بالتخفيف.

قال خفاف بن ندبة:

وإن قصيدة شنعاء مني ... إذا حضرت كثالثة الأثافي

====

9 - و من أمثال العرب أيضا قولهم في الرجل الجبان:

(أجبن من صافر) والصافر في هذا المثل هو الصفرد، وهو طائر من خشاش الطير يعلق نفسه من الشجر ويصفر طول ليلته خوفا من أن ينام فيسقط!!

(من معجم المنجد)

======

10 - ومن الأمثلة العربية الأدبية قولهم على من يتقدم على أقرانه ويسبق: (حاز قصب السبق) و القصب كل نبات ذي أنابيب (مثل قصب السكر)، وقد كان العرب في رهان الخيل يذرعون الغاية به حيث تركز القصبات عند منتهى الغاية، فمن سبق إليها حازها وفاز في السباق.

======

11 - كثيرا ما نقول: القصة فيها إنّ , الحكاية فيها إنّ!

فما أصل هذه العبارة؟ ومن أين جاءت؟

يُقال أن أصل العبارة يرجع إلى رواية طريفة مصدرها مدينة حلب،

فلقد هرب رجل اسمه علي بن منقذ من المدينة خشية أن يبطش به حاكمها

محمود بن مرداس لخلاف جرى بينهما، فأوعز حاكم حلب إلى كاتبه أن يكتب إلى ابن منقذ رسالة يطمئنه فيها ويستدعيه للرجوع إلى حلب، ولكن الكاتب شعر بأن حاكم حلب ينوي الشر بعلي بن منقذ فكتب له رسالة عادية جدا ,ولكنه أورد في نهايتها "إنّ شاء الله تعالى" بتشديد النون، فأدرك ابن منقذ أن الكاتب يحذره حينما شدد حرف النون، ويذكره بقول الله تعالى: "إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ".

فرد على رسالة الحاكم برسالة عادية يشكره أفضاله ويطمئنه على ثقته الشديدة به، وختمها بعبارة: "إنّا الخادم المقر بالأنعام". ففطن الكاتب إلى أن ابن منقذ يطلب منه التنبه إلى قوله تعالى: "إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا"،

وعلم أن ابن منقذ لن يعود إلى حلب في ظل وجود حاكمها محمود بن مرداس.

ومن هنا صار استعمال (إنَّ) دلالة على الشك وسوء النية.

هذا والله أعلم , وآمل الزيادة على ما ذكرت , والتعليق على ما جمعت , حتى نستفيد أكثر , وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير