تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[على شاطئ السيفيات]

ـ[فتاة الحي]ــــــــ[20 - 04 - 2010, 09:55 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

(المتنبي) و (السيفيات) دالتان في غنى عن التقديم لهماوالتعريف بهما ففي لفظهما سرهما وسحرهما ,ولذلك سأتجاوزهما وأزعم على حداثة عهدي بقصائد المتنبي إلا أن قلمي أبى إلا أن يقيد قراءاته وتأملاته المتواضعة لسيفيات المتنبي فأحبب أن يشرككم فيها ليضيف إلى نظراتكم القيمة إلى النص نظرة أخرى من قارئ صغير لتساندوه إذا قام وتقوموه إذا اعوج وتهدوه إذا اعتسف الطريق الخطأ ,ومال عن سبيل الهدى. ولتكن البداية مع الميمية التي مطلعها:

وفاؤكما كالربع أشجاه طاسمه ,,,, بأن تسعدا والدمع أشفاه ساجمه

وهي على هذا الرابط مع شيئ من شروحاتها:

http://almotanaby.sakhr.com/diwan/kased.aspx?Id_art=161

وباسم الله نبدأ القراءة:

وفاؤكما كالربع أشجاه طاسمه,,,, بأن تسعدا والدمع أشفاه ساجمه

إنه النزوع إلى الكمال, الذي لا يقتصر على الذات الطامحة المتلفعة بعباءة الكبرياء والعظمة والتي يعلو صوتها في مواطن الفخر والاعتداد بقيمهاوالحديث عن آمالها العظيمة ,بل يشمل مستوى الألم والمعاناة منها, فيكون الباعث على الألم في هذا المطلع صورتين: طلل دارس, ورفيقين أخلفا العهد ,واتخذا طريق العذل بدلا من منافسته في البكاء على الطلل = (الحلم) الذي بدا أمام الذات الشاعرة متهاويا بفعل الدهر وصروفه الذي يدفع إلى دائرة العجز بينما يدفع (العشق =الطموح العميق =الحلم العظيم) بالإضافة إلى (الذات المتفردة) -التي تقترب من المثالية - إلى المواجهة والإصرار والصمود:

بليت بلى الأطلال إن لم أقف بها,,,, وقوف شحيح ضاع في الترب خاتمه

كئيبا توقاني العواذل في الهوى,,,, كما يتوقى ريض الخيل حازمه

ذلك الإصرار والصمود الذي بين الطرفين (الواقع ,والحلم) يظهر (بضم أوله) الصراع جليا فتتشظى الذات بين مغازلة الحلم تارة والتعرض لنار التشاؤم تارة أخرى:

فتغازل حلم (السيادة) و (الولاية) الذي يبدو تارةراحلا وتارة دونه غبار الخيل:

قفي تغرم الأولى من اللحظ مهجتي,,,,بثانية والمتلف الشيء غارمه

سقاك وحيانا بك الله إنما ,,,,على العيس نور والخدور كمائمه

وماحاجة الأظعان حولك في الدجى ,,,,إلى قمر ما واجد لك عادمه

إذا ظفرت منك العيون بنظرة ,,,,أثاب بها معيي المطي ورازمه

حبيب كأن الحسن كان يحبه,,,,فآثره أو جار في الحسن قاسمه

تحول رماح الخط دون سبائه,,,,ويسبى له من كل حي كرائمه

ويضحي غبار الخيل أدنى ستوره ,,,,وآخرها نشر الكباء الملازمة

(وآخرها نشر الكباء الملازمة) حيث تصل إلى (جنة بربوة) إذا حققت الذات حلمها وتجاوزت غبار الخيل ظافرة منتصرة.

وتكتوي بنار التشاؤم تارات:

وما استغربت عيني فراقا رأيته ,,,, ولا علمتني غير مالقلب عالمه

فلا يتهمني الكاشحون فإنني ,,,,رعيت الردى حتى حلت لي علاقمه

وهذا انعكاس لفلسفة:

ماكل ما يتمنى المرأ يدركه ,,,, تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن

ليختم صورة الصراع بين الواقع والحلم برصد حيرة الذات في قالب الحكمة:

مشب الذي يبكي الشباب مشيبه ,,,,فكيف توقيه وبانيه هادمه

التي يصاحبها التفات إلى الماضي إلى الصبا إلى مهد الأحلام, أي مرحلة ما قبل الصدمة:

وتكملة العيش الصبا وعقيبه ,,,,وغائب لون العارضين وقادمه

وما خضب الناس البياض لإنه ,,,, قبيح ولكن أحسن الشعر فاحمه

وأحسن من ماء الشبيبة كله,,,,حيا بارق في فازة أنا شائمه

ليتجه بعد المعاناة والصراع إلى المثال, إلى الحلم متجسدا في غيره, إلى سيف الدولة, فقد تمثل فيه حلم المتنبي شجاعة وكرما وخلقا وسيادة.

وفي النهاية لا أقول إلا أن الذات الشاعرة أبدعت في تصوير هذه التجربة ,تجربة العزيمة الصادقة بحدتها ومضائهاوما يداخلها من تشاؤم شديد وألم عميق كما ظهر هذا في اختيار البحر الطويل والذي يحكي الجهاد الطويل في رعاية الحلم وحمايته ,إضافة إلى حرف الروي الميم المضمومة والتي تتناغم مع صدق المضاء وما يليها من هاء ساكنة كزفرة مكبوت أضناه قلب متشائم وحيرة في أمر الزمن الذي حقق حلمه في غيره لتلحق الذات بحلمها الذي تجسد في سيف الدولة وتواصل رحلتها معه ,وتغدق عليه مدائحها.

ـ[فتاة الحي]ــــــــ[20 - 04 - 2010, 09:57 ص]ـ

لقد قمت بتنسيق النص فلا أدري لماذا خرج هكذا.

أرجو المعذرة.

ـ[السراج]ــــــــ[20 - 04 - 2010, 10:41 ص]ـ

شكرا فتاة الحي

على هذه القراءة الماتعة لـ (سيفية) من قصائد أبي الطيب ..

وإن الحديث عن أبي الطيب يطول، ففي سرّ كلماته وأبياته ما يجعلها تتناغم مع واقع كل عربي وحياته، بالإضافة إلى (دفنه) للكثير من الجواهر بين ثناياها ..

شكراً لك، ونحن متابعون ..

ـ[فتاة الحي]ــــــــ[20 - 04 - 2010, 11:18 ص]ـ

شكرا فتاة الحي

على هذه القراءة الماتعة لـ (سيفية) من قصائد أبي الطيب ..

وإن الحديث عن أبي الطيب يطول، ففي سرّ كلماته وأبياته ما يجعلها تتناغم مع واقع كل عربي وحياته، بالإضافة إلى (دفنه) للكثير من الجواهر بين ثناياها ..

شكراً لك، ونحن متابعون ..

لقد شرفني مروركم الكريم وتشجيعكم الطيب

فجزاكم الله خيرا

لا أدري لماذا لا يسير قلمي إلا تحت وطأة الإجبار أو التشجيع وبدون ذلك يلجمه القلق وسوء الظن فيه

ويخيل إلي أنه يقول لي دعي الأقلام لأهلها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير