تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

غِبْ يا هلالْ

ـ[السراج]ــــــــ[11 - 09 - 2010, 05:49 ص]ـ

غِبْ يا هلال!

الدكتور / عبد الرحمن العشماوي

غِبْ يا هلالْ

إنِّي أخاف عليك من قهر الرِّجالْ

قِفْ من وراء الغيمِ

لا تنشر ضياءَك فوْق أعناق التِّلالْ

غِبْ يا هلالْ

إني لأخشى أنْ يُصيبَكَ

- حين تلمحنا - الخَبَالْ

أنا - يا هلالْ

أنا طفلةٌ عربيةٌ فارقتُ أسْرتنَا الكريمَةْ

لي قصةٌ

دمويَّةُ الأحداثِ باكيةٌ أليمة

أنا - يا هلالْ

أنا مِن ضَحايا الاحتلالْ

أنا مَنْ وُلِدْتُ

وفي فمِي ثَدْيُ الهزيمَهْ

شاهدتُ يوماً عنْدَ منزِلِنا كتيبَهْ

في يومِها

كانَ الظلامُ مكدَّساً

مِنْ حول قريتنا الحبيبةْ

في يومِها

ساقَ الجنودُ أبي

وفي عيْنيه أنهارٌ حبيسَهْ

وتَجَمَّعَتْ تِلْك الذِئَابُ الغُبْرُ

فْي طلبِ الفريسَهْ

ورأيتُ جندِّياً يحاصر جسم والدتي

بنظرته المُريبَةْ

مازلتُ أسْمع - يا هلال -

ما زلتُ أسمعْ صوتَ أمِّي

وهي تسْتجدي العروبَةْ

ما زلتُ أبصر نصل خنجرها الكريمْ

صانتْ به الشرَفَ العظيمْ

مسكينةٌ أمِّي

فقد ماتتْ

وما عَلِمتْ بموْتتها العروبَةْ

إنِّي لأَعجب يا هلالْ

يترنَّح المذياعُ من طربٍ

ويَنْتعِشُ القدحْ

وتهيج موسيقى المَرحْ

والمطربون يردِّدون على مسامعنا

ترانيم الفرَحْ

وبرامج التلفاز تعرضُ لوحةً للْتهنئَةْ

(عيدٌ سعيدٌ يا صغارْ)

والطفلُ في لبنانَ يجهل منْشَأهْ

وبراعم الأقصى عرايا جائعونْ

والّلاجئونَ

يصارعوْن الأوْبئَهْ

غِبْ يا هلالْ

قالوْا:

ستجلبُ نحوَنا العيدَ السعيدْ

عيدٌ سعيدٌ؟؟!

والأرضُ ما زالتْ مبلَّلَةَ الثَّرى

بدمِ الشَّهيدْ

عيدٌ سعيدٌ في قصور المترفينْ

هرمتْ خُطانا يا هلالْ

ومدى السعادةِ لم يزلْ عنّا بعيدْ

غِبْ يا هلالْ

لا تأتِ بالعيد السعيدِ

مع الأَنينْ

أنا لا أريد العيد مقطوعَ الوتينْ

أتظنُ أنَّ العيدَ في حَلْوى

وأثوابٍ جديدَةْ؟

أتظنُ أنَّ العيد تَهنئةٌ

تُسطَّر في جريدهْ

غِبْ يا هلالْ

واطلعْ علينا حين يبتسم الزَّمَنْ

وتموتُ نيرانُ الفِتَنْ

اطلعْ علينا

حين يُورقُ بابتسامتنا المساءْ

ويذوبُ في طرقاتنا ثَلْجُ الشِّتاءْ

اطلع علينا بالشذا

بالعز بالنصر المبينْ

اطلع علينا بالتئام الشَّملِ

بين المسلمينْ

هذا هو العيد السعيدْ

وسواهُ

ليس لنا بِعيدْ

غِبْ يا هلالْ

حتى ترى رايات أمتنا ترفرفُ في شَمَمْ

فهناكَ عيدٌ

أيُّ عيدْ

وهناك يبتسم الشقيُّ مع السعيدْ

ـ[فتون]ــــــــ[11 - 09 - 2010, 07:01 ص]ـ

جدا جميلة، محكمة السبك، صادقة، مؤثرة ...

من أجمل ما قرأت للعشماوي ...

بوركت أخي السراج.

ـ[السراج]ــــــــ[11 - 09 - 2010, 09:43 ص]ـ

حضور مميز .. فتون

وهو يحكي حال مرير، وبلسانه يقول:

عيدٌ بأية حال عدتَ يا عيدُ

ـ[همبريالي]ــــــــ[11 - 09 - 2010, 03:20 م]ـ

وضع يده على الجرح

كلماته تعرف الطريق إلى القلب مباشرة

وتخاطب وتعاتب وتواسي

كل من

كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد

ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[12 - 09 - 2010, 12:07 ص]ـ

أتظنُ أنَّ العيدَ في حَلْوى

وأثوابٍ جديدَةْ؟

أتظنُ أنَّ العيد تَهنئةٌ

تُسطَّر في جريدهْ

غِبْ يا هلالْ

واطلعْ علينا حين يبتسم الزَّمَنْ

وتموتُ نيرانُ الفِتَنْ

اطلعْ علينا

حين يُورقُ بابتسامتنا المساءْ

ويذوبُ في طرقاتنا ثَلْجُ الشِّتاءْ

اطلع علينا بالشذا

بالعز بالنصر المبينْ

اطلع علينا بالتئام الشَّملِ

بين المسلمينْ

هذا هو العيد السعيدْ

وسواهُ

ليس لنا بِعيدْ

غِبْ يا هلالْ

حتى ترى رايات أمتنا ترفرفُ في شَمَمْ

فهناكَ عيدٌ

أيُّ عيدْ

وهناك يبتسم الشقيُّ مع السعيدْ

خيار وانتقاء رائع أخي السراج

سيطلع الهلال بالنصر المؤزر بإذن الله

بارك الله فيك وكل عام وأنتم بخير

ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[12 - 09 - 2010, 09:43 ص]ـ

جزاك الله خيرا أخي السراج

وشكرا على حسن الانتقاء لشاعر القضية العشماوي

لكن لي ملاحظة أقولها على استحياء، ولا أتجرأ على نقد عملاق مثل العشماوي، وذلك في قوله:

لا تنشر ضياءك فوق أعناق التلال

المعروف أن ما يصدر من القمر هو نور وليس ضياء، لأن الضياء من الشمس

"هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا "يونس 5

ثانيا إن الهلال لا يصدر منه ما ينير لا أعناق التلال ولا غيرها إلى أن يكبر ويكتمل.

أرجو مناقشة ذلك، وبارك الله فيكم

ـ[عامر مشيش]ــــــــ[12 - 09 - 2010, 08:36 م]ـ

ملاحظتك أبا يسن جديرة بالاعتبار، ومثلها قوله:

يترنَّح المذياعُ من طربٍ

ويَنْتعِشُ القدحْ

وتهيج موسيقى المَرحْ

فمفردة "تهيج" غير مناسبة هنا.

والنص بمجمله جيد مؤثر.

وشكرا للسراج واختياره.

ـ[السراج]ــــــــ[12 - 09 - 2010, 10:14 م]ـ

شكراً لكم أيُّها المارّون في حنايا الأدب ...

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير