تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هي منطقة نجد الغربية المحاذية للحجاز.

وجاء في أقوال بعض الاخباريين ومنهم البكري إن جهينه اقامت بصحاري نجد وقتًا من الزمن إلي أن نشب الخلاف بين بعض بطونها، أو بينها وبين بعض بطون قضاعة .. ولا نعرف من أخباره إلا الندر اليسير، واضطرت جهينه إلي الانتقال شرقا في الأودية والجبال، ولا نستطيع أن نحدد المدة التي مكثتها جهينه في تلك المنطقة، ولا نكاد نعرف من أخبارها شيئًا، عدا سبب رحيلها إلي الساحل الغربي وأوديته بالحجاز، وهو أن قتالاً نشب هناك حين وثب «خزيمة بن نهد» وكان شرسًا مشؤوما جبارًا علي «الحارث وعرابة» ابني «سعد بن زيد» فقتلهما، وعلي إثر تلك الحادثة رحلت جهينه إلي الحجاز وسكنت مساكنها التي ماتزال فيها، وكان يسكنها حين انتقال جهينه إليها بقايا من قبيلة «جذام» فأجلتها جهينه ونزلت تلك البلاد، وينقل البكري عن ابن الكلبي قوله: «وتلاحقت قبائلهم وفضائلهم، فأصبحت نحوًا من عشرة بطون، وتفرقت جهينه في تلك البلاد وهي الأشعر والأجرد «جبلان بين المدينة والشام» وقدس وآراه «أحد جبال تهامة» ورضوي الذي يقول عنه الدكتور عبدالوهاب عزام انه جبل بين المدينة وينبع، وهو جبل منيف ذو شعاب وأودية، وفي شعابه مياها كثيرة وأشجار، وقد ضربت العرب رضوي مثلا للعزة والرسوخ، وصندد .. وانتشروا في أوديتها وشعابهاوأعراضها، وفيها النخيل والزيتون والبان والياسمين والعسل وأنواع الأشجار الأخري، وأسهلوا في بطن وادي «أضم» أعظم أودية الحجاز الذي يسيل من حرة «خيبر» جنوبها الشرقي، ويسير نحو الجنوب الغربي حتي يقارب المدينة، ثم يدور صوب الشمال والغرب .. ثم يستقيم مغربا حتي ينضب في البحر الأحمر، ويسمي الآن وادي الحمص، مضافا إلي ذلك ذو خشب وتتيد والحاضرةوتعقباء والمصلي وبدر وودان وينبح والحوراء، وربما هذه ميناء قديم بالقرب من ميناء ينبح، وموضتعه أقرب إلي ميناء أملج، ووادي فوي ويحال ولظي «في جهة خيبر» وأديم «أرض بين تهامة واليمن» وبواط «قرب ينبح» والحصير والصفراء، وهو واد كثير المخل الزرع والخير في طريق الحاج، سلكه الرسول غير مرة، وبينه وبين بدر مرحلة وهو فوق ينبح مما يلي المدينة، وماؤه يجري إلي ينبح، كما نزلوا ما قبل الروحاء والرويثة، ثم استطالوا علي الساحل وامتدوا في التهائم وغيرها حتي لقوا قبيلة بلي وجذام بناحية حقل من ساحل تيمياء، وماتزال جهينه في تلك البلاد حتي بزوغ فجر الإسلام وهجرة الرسول إلي المدينة.

حياة جهينه الدينية:

حفلت شبه جزيرة العرب في الفترة الأخيرة من عصر ما قبل الإسلام بالعديد من العقائد والملل السماوية منها وغير السماوية، لتصب في عقل الجاهلية الجماعي، قادمة من أطراف شبه الجزيرة مع التجار والمهاجرين، فمن العراق أتت الصابئة مع أتباعها من عباد الكواكب والملائكة، الزاعمين انهم علي دين نوح من درب حفيده «صابئ بن شيت» ومع المبشرين والهاربين جاءت المسيحية بفروعها المختلفة من يعقوبية ونسطورية وديصانية، فدانت بدينها طائفة ومنهم قضاعة، أما اليهودية فليس في أيدينا ما يفيد أن أحدًا من جهينه قد تأثر بها.

أما عبادة الاصنام التي انتشرت حول الكعبة، فتعود إلي أحد أحفاد إسماعيل بن ابراهيم وهو «عمرو بن لحي الخزاعي» الذي أتي بعد رحلة من الشام بصنم من العقيق الأحمر يدعي «هبل» وأخذ يعلم الناس ان صنمه هذا شفيع من الله، وسارت القبائل بعد ذلك علي سيرته، فكانت كل منها تنحت للآلهة الصورة التي تراها لتضعها في فناء الكعبة، وبالنتيجة تأثر أهل الجزيرة بهذا التعدد الديني، إلا أن الوثنية كانت عامة في بلاد العرب، فقد تطورت عبادة قوي الطبيعة عند العرب قبل الإسلام وصارت عبادة الاصنام تمثلها، فبعد ان اتخذوها صورًا ورموزًا للقوي الخفية التي تؤثر في حياتهم، عبدوها علي صورتها المادية، وبعد مضي زمن طويل تحولت فيه الرموز إلي صور تعبد من دون الله، وصار الأساس في اعتقادهم أن الله قد جعل من أوليائهم آلهة، ومنحهم فيضًا من قدراته علي شفاء الناس، والتوفيق في الزواج والذرية الصالحة، وإبعاد الشر وجلب السعادة .. وهي مالا يمكن ان يناله الإنسان إلا بإرضاء الآلهة التي يعبدونها وتقديم القرابين لهم، حتي تقربهم إلي الله زلفي.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير