تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وصدر لبشير حسن القطان (اغاني الربيع) عام 1952 وفيه قصائد غير مؤرخة ايضاً،واغلب الظن انها كتبت عام 1952 وبعضها عام 1951 يقول في قصيدة (شبح الغريب):

من خلف نافذتي الحزينة في الغروب

ابصرت في الدروب الكئيب

شبح الغريب

نظراته الحيرى تحدق في ذهول

وتظل تحلم بالحقول

خلف التلال

خلف التلال الشاحبات

في ذلك الصمت الرهيب

قدماه من طول المسير

ادماهما الشوك المدبب والصخور

ولظى الرمال

ويداه ترتعشان من سقم مرير

وتلوحان من الشقاء وتنعيان الى السماء

املاً يموت على الشفاه

وصبابة جفت على كف الحياه

وتمر اشباح السنين

وتشير منه الذكريات الغافيات على الشجون

فيظل يرقب والدموع

تكوي الخدود الذابلات من الصدى

والظامئات الى الندى

وعيونه التعبي تسائل في خشوع

اين الشموع؟

اين الشموع وكيف امضي والطريق

قد لفه الليل البهيم

هذه الوساوس في فؤادي تستفيق

وانا اخاف من الدموع على الصخور

بين القبور .... !! (23)

ثم صدر في عام 1954ديوان قيثارة الريح لمحمود المحروق وفيه- الى جانب القصائد العمودية – قصيدتان من الشعر الحر وفي الديوان لوحات فنية رسمتها ريشة الشاعر مما يدل على موهبة فنية اخرى يمتع بها شاعرنا وقد نشرت قصيدة (ظلام) في صحف بغداد عام 1949 وهي مؤرخة عام 1948 ولعل سبب نشرها بعد عام من كتابتها يعود الى انها تمثل مرحلة مبكرة من تجربة الشعر الحر في العراق، وكانت خطوة متوجسة حذرة في منزلقات كثيرة ومعارك حامية الوطيس بين مؤيد ومهاجم لهذا النمط الجديد من الشعر الخارج عن القانون.

يقول شاعرنا عن تلك القصيدة ((كانت تجربتي الاولى في الشعر الحر على بحر المتارب لانه هادئ النغمات حزين النبرات (24) وكتب شاعرنا عام 1948و1949و1950 قصائد اخرى نشر بعضها عام 1950 حين بدا عود الشعر الحر يقوى ويمد جذوره المستمدة من الشعر العربي الاصيل وليست خارجة عنه كما توهم البعض، ومن ذلك قصيدة (الساعة الحمقاء) التي تصور لوعة الشاعر وحزنه في الحياة يقول في مقدمتها: ((وهل الحياة غير دقائق تاتي ... ودقائق تمضي .. يلفها الزمن في اعقابها .. يخيم بعدها القنوط وينتشر السكون جناحه؟! ... ((ويقول في قصيدة (الساعة الحمقاء)) ايضاً

ياقلب! .. ما لك.قد وهنت ... وسار فيك دم الكلال ..

هل غاب نجمك في الظلام؟ ..

ام تاه لحنك في اهازيج المال؟ ..

فغفوت تحلم بالغرام ...

وتذوب في وهج الاماني؟

اتظل تصدح بالاغاني.

وتنوح ... والامل البعيد ... هناك .. يسخر بالوعود ...

خاف الحدود ...

وغدا! سيطويك الفناء فتموت مخنوق التلهف والرجاء! ..

الساعة الحمقاء تسخر بالزمن! ..

في صوتها نغم الممات ..

في عقربيها المتعبين صدى المحن

يتسابقان مع الحياة ...

هذا الى غده الكئيب .. وذاك ينذر بالرحيل ...

اصغ اليها حين تطرق في ذهول

انا قصة الايام .. معشوقي في الزمان

اجري وراءه .. وهو يلتهم الكيان ...

فكأننا ابدا تسير ولا لقاء ...

ولذا انا ... ساظل اكفر بالبقاء! ...

يا قلب! ... ما هذا الانين؟ ...

انا والدجى صنوان في كف الوجود ...

ولا دمع الخرساء بادية الحنين

تتثال من جفن شرود

فتعيد احلاما مضت خلف التلال ...

في ليلة ظلماء داجية الظلال ...

اما لهيبك يافؤاد فقد خبا

وذوت لحوتك في الربى ...

لا شئ غير الساعة الحمقاء تنذر بالفناء:

(ستموت مخنوق التلهف والرجاء) ... (25).

وقد تناول الباحثون هاتين القصيدتين بالدراسة، قال د. جلال الخياط المحروق من اوائل الشعراء الذين نظموا بالطريقة الجديدة، وله ديوان (قيثارة الريح) قصيدة حرة نظمها عام 1948 (26) كما قال محمود العبطة ويلزمنا ذكر الشعراء الشباب الذين كتبوا الشعر الحر ولم تجمع اشعارهم في هذه الفترة ومنهم محمود المحروق حيث وجدنا له قصيدة ظلام في ديوانه قيثارة الريح وتاريخها 1948 (27)، الا ان يوسف الصائغ في دراسته النقدية عني بالشعر الحر في العراق منذ نشاته حتى عام 1958 نسي او تناسى الاشارة الى هاتين القصيدتين ويبدو انه يدرس القصائد الحرة المنشورة في الصف او القصائد التي كانت منشورة ضمن دواوين تضم بين دفتيها قصائد عمودية (28).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير