تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يناديها بالهمزة فأشعر كم كانت قريبة منه!! كم كانت تحدِّق في عينيه!! عين الأب الحبيب .. لا الفارس ولا الشاعر .. ولا الأمير .. ويدللها ببنيتي للتحبب وكانت متزوجة من أبي العشائر .. لكنها في عينه لا تزال:بُنَيتي ..

يواسيها مقدما ويخشى عليها الجزع "وهو الخوف المفاجيء " حين تُقلِّبُ ميتا بعد قليل .. لا تجزعي .. كلنا من هنا سائرون .. بنفَس مقطوعٍ خافت ..

أبنيتي .. صبرا جميلا للجليل من المصاب ْ

لم َ كرر النداء أبو فراس وهي تكاد تلتصق به؟؟

لأنه يعلم تماما أن مصابها فيه جلل .. يراها تنقل بصرها باضطراب وهلع؛لتشبع ناظرها منه فينادي مرة أخرى .. يوصيها بصبر جميل .. لا تشتكي معه .. ولم يكن هذا عرضا .. بل لأنه يرى أن ْ لا أحد يستحق أن تبثه الشكوى!!

نوحي علي ّ بحسرة ٍ ** من خلف سترك والحجاب ْ

تأمل حرص الأب في براثن الموت .. الاهتمام بالرعية حتى اللحظات الأخيرة .. لا تتبرجي ,, لا يسمع الرجال صوتك .. ابكي في خدرك كما ينبغي لابنة أبي فراس ٍ أن تبكيه وتنوحه ..

ألا تعجب أنه كان يوصيها بالصبر والثبات .. والآن يقول: لا بأس .. نوحي علي َّ ..

إنه ذات الشعور حين تحل لحظة فراق ٍ مع من تحب وتقول له: لا تودعني .. فأنا لا أحب الوداع .. ولا تبك ِ علي ّ فأنا لا أحب منظر الدموع .. وترجو أن يفاجئك بالحضور لوداعك ,, وتتمنى بصدق أن يقول لك الناس: لقد بكى بعد رحيلك ..

نوحي علي ّ .. لأنك همزة الوصل الوحيدة بمن في الأعلى بعد الموت .. دعي واصلا بيننا ولو مائيا ,ولو ملحيا , ولو قليلا ..

قولي إذا ناديتني ** وعييت ُ عن رد الجواب: ْ

بعدها انفجر الانفعال وبلغ الذروة وكانت لحظة الثورة الهادئة .. والانهيار (الساكن) , إذا هززتِني بعد قليل , إذا رفعت ِ يدي , إذا عييت ُ (عجزت ُ تعني الفشل بعد المحاولة .. لكن عييت ُ تعني فشل المحاولات برمتها!!) إذا لم أرد عليك .. -لاحظ الآن لم يقل اصبري – لا ,,بل قال الرؤية الأخيرة .. وأملى الملخص النهائي ..

زين ُ الشباب .. أبو فراس .. لم يمتع بالشباب ْ

زين الشباب .. كم يؤلمني تخيل ابنته وهي تسمع هذا اللقب!! مات وعمره دون الخمسين وكان جميلا شديد الوسامة .. فهي تراه صادقا جدا حين يقول زين الشباب!!

أبو فراس .. لقب البطولات .. لقب الوزير المحارب والشاعر المنافس .. والنسيب المقرب من زوج أخته سيف الدولة .. أبوفراس غصة ٌ نطقها وكأنه شخص آخر ..

الخلاصة كانت - يا أستاذي نعيم-: الرحلة لم تكن ممتعة .. أبدا لم تكن ممتعة!!! ..

ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[21 - 04 - 2007, 08:37 م]ـ

ماشاءالله أستاذتنا أحاول ترثي أبوفراس بعد ألف عام على رحيله بقراءة تدمي لأبيات تبكي فتنقلنا إليه وابنته وهويوصيها وصية المودع ويناجيهابهدؤ بلغ حدالإنفعال الساكن

قراءة تسلسلت كتسلسل دموع الشاعروإبنته التي لم تحرك ساكنه وكأني بها والصمت دمع من العينين ينبثق والصبرليس إليه سبيل لولا وصية والدها ومن يستطيع الحديث عندما يستمع إلى مثل هذه الوصية؟ ومِن مَن؟ من أبي فراس الشاعروالفارس والقائد

لولم تكن قوارب الشعراءالمليئة بالحزن والألم وتذكرنا بجراح السنين في بحرالحياة لترسو على شاطئ الأمل

لولم تكن تلك القوارب بأحمالها وأثقالها لما كان للشعرفي قلوبنا أثر ولافي عقولنا عبر ولافي خيالنا صور

وكم عانا الشعراء وتمتعنا بمعاناتهم ولهم حق ان نعاني ليتمتعوابرثائهم وقراءة حالهم

ـ[الهاشم]ــــــــ[22 - 04 - 2007, 01:28 م]ـ

أختي أحاول أن:

ربط بالتعريف غير عادي.

وتحليل قصيدة أبوفراس مذهل.

وفقك الله.

ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[22 - 04 - 2007, 01:58 م]ـ

هناك سؤال تولد من هذا الموضوع في ذهني لعله سيشرق بنا أو يغرّب

لكن الأمر يذكر بالأمر كما قال هدبة بن الخشرم,,

لما هذا التجاهل تجاه أبي فراس من بني عمّه؟؟!! وهو من هو؟؟

وهناك ظاهرةٌ لاحظتها في بني حمدان ألا وهي تجاهلهم لمحبيهم

المتنبي وأبو فراس أكبر دليل على هذا ...

فلماذا؟؟؟

ولا طوى الله هذه الصفحة إلا وقد غفر لكم ذنوبكم وزادنا وإياكم من فضّله العظيم,,

والسلام,,,

ـ[أحاول أن]ــــــــ[22 - 04 - 2007, 06:43 م]ـ

سؤالك- أستاذ رؤبة- عن مكانة أبي فراس في الأدب العربي .. سؤال في محله ..

لماذا ظلم النقاد أبا فراس ولم يعطوه حقه من الاهتمام؟ .. هل هوالانشغال بوهج المتنبي .. لا أظن

كنت أستغرب إذا بحثت عن اسمه في الكتب التي تدرس أعلام الشعر العباسي .. فمنها من ذكره سريعا ومنها من لم يدون اسمه إطلاقا .. أول من يُذْكَر:صاحبك أبوتمام وصاحبنا المتنبي والبحتري وابن المعتز بل ومن هو دون أبي فراس كثيرا ..

على أن ديوانه بديع .. ممتع .. أصيل .. يكفي في ديوانه أراك عصي الدمع , ورومياته الرائعة ..

وفي نظري هو صاحب أجمل حوار منفتح ٍ .. متسائل ٍ, متفائلٍ , رغم الأسر ووجع القهر ,

أعذب حوار:إنساني – لا إنساني .. مع الحمامة:

أقول وقد ناحت بقربي حمامة ٌ

أيا جارتا , لو تشعرين بحالي!

معاذ الهوى! ما ذقت ِ طارقة النوى

ولا خطرت منك الهموم ُ ببال ِ

أتحمل ُ محزونالفؤاد قوادم ٌ

على غُصُن ِ ناء ِ المسافة عال ِ

أياجارتا , ما أنصف الدهر بيننا!

تعالي .. أُقاسمْك ِ الهموم َ تعالي

تعالي .. تري روحا لدي َّ ضعيفة ً

ترَدَّدُ في جسم ٍ يعَذَّب ُبالِ

أيضحك ُ مأسور ٌ! وتبكي طليقة ٌ!

ويسكت ُمحزون ٌ ويندب سال ِ؟؟!

لقد كنت ُ أولى منك بالدمع مقلة ً

ولكن َّ دمعي في الحوادث ِ غال ِ!

سيف الدولة , زوجته , المتنبي , الحمدانيون , النقاد , القراء , كلنا لم ننصف أبا فراس ..

أما لماذا يتجاهل الحمدانيون من يحبهم .. فهذه جِبِلَّة ُ أهل المشرق ..

أبعدها الله عنا ..

شكرا أبا الهذيل على المرور الثري , والحضور المتحرك الذي لا يرضى السكون , ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير