تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[مالك حسين]ــــــــ[21 Oct 2010, 09:18 م]ـ

جواباً على سؤال الأخ الكريم عن سبب إثبات الألف في أربع مواضع من كلمة (كتاب) بينما حذفت في جميع القرآن.

أقول: لا شكّ أنّ الحذف والإثبات أمر مقصود، وأنَّه لا يخلو من فائدة، وأنَّه يمكن أن نعتبر أنَّ الرَّسم العثمانيّ وما فيه من حذف وزيادة وفصل ووصل وبدل وكتابة همز وما فيه قراءتان فكُتِب على إحداهما؛ له تعلُّق بالمعنى أكثر من تعلُّقه بالشَّكل أو الرَّسم، فاختلاف رسم الكلمة القرآنيّة لهو دليل واضح وقوي على اختلاف المعنى المراد.

قال الإمام الرازي في: ((تفسيره)) عند آية 32 من سورة النور: "أن أصل الكلمة من الكُتب وهو الضم والجمع، ومنه الكتيبة سميت بذلك لأنها تضم النجوم بعضها إلى بعض وتضم ماله إلى ماله".

إذاً الكتاب معناه: الجمع والضم، ومعناه إخفاء المعلومات بداخله، وتوثيق المعلومات إلى أجل، فحقَّ فيه -على منهج الرسم القرآني المعجز- إخفاء الألف التي تفرق وتظهر، ولذلك نجد الكتاب -في جميع القرآن- بدون ألف، إلا ما استثني من أربع مواطن خالفت هذا المعنى، وبيان ذلك في الآتي:

1 - الكتاب له وجهان باعتبار؛

الأول: علوي، وبمعنى الأحكام والتشريعات، وجامعاً -في المعنى- وليس جزئياً، وكتاب الغيوب التي لا يعلمها أحد إلا الله U، وما ذكر فيه صفات التشريف والتكريم، وحكم الله المعنوي، وعلم الغيب، وكتاب الأعمال الذي لن نراه إلا يوم العرض على الله، وعلم الله الشامل؛ فإنه في كل هذه الأصناف والمواطن تكتب (الكتاب) بدون ألف. ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گژ گژ وهذا يكتب بدون ألف؛ لأنه ملكوتي غيبي.

الثاني: الطرف الأدنى؛ ما له معنى جزئي وليس له معنى كلي جامع؛ فتثبت فيه الألف (كتاب).

ژ ?? ? ? ? پ پ پ ژ النمل: 1 الطرف الأدنى إلينا والذي نزل إلى كوكب الأرض للعمل به -وفيه صيغة الفعل أيضاً- فهنا يكتب بالألف؛ لظهوره بالقراءة والتلاوة والعمل به؛ كما في سورة النمل: ژ ? ? ? پ پ ژ. ويوضح ذلك ما جاء في تكملة النص بعدها من أوامر تكليفية بالعمل بهذا الكتاب

ژ ?? ? ? ? پ پ پ پ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ٹ ٹ ٹ ٹ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ چ چ چ ? ? ? ? ? ? ? ژ.

ژ ? ? ? ? ? ? ? ? ژ الحجر: 4؛ فهو كتاب خاص؛ كتاب الآجال للأمم التي أبيدت على ظهر الأرض، أو الأشياء، فهما معنى جزئي من الذي كان غيباً وجامعاًًً ولكنه ظهر للوجود وعلمته الأمم؛ فيكتب بالألف ژ ? ?ژ.

وأيضاً قوله تعالى: ژ ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ژ الكهف: 27، هذا طلب من الله U لنبيه r أن يتلو عليهم هذه الجزئية من الكتاب الجامع وهي قصة أهل الكهف.

وأيضاً فإن هذا الجزء كان مخفياً وأصبح الآن ظاهراً.

وقيل: الأمر هنا بالتلاوة والعمل والاتباع؛ وهو أمر عملي يناسبه إظهار الألف.

قال المراكشي في ((عنوان الدليل من مرسوم خط التنزيل)): "وفي الكهف: (وَاتلُ ما أُوحيَ إٍليكَ مِن كِتابِ رَبّكَ) هذا الكتاب هو أخص من الكتاب الذي في قوله تعالى: (اُتلُ ما أُوحِيَ إِليكَ مِن الكِتاب) ".

ژ ? ? ? ژ الرعد: 38 هذا الكتاب كتاب الآجال الخاص، وهو الآيات المعلومة لكل نبي والتي شاهدها الناس المعاصرين لكل نبي، وليس لها معنى الغيبية أو المعنى العام والشامل. وذلك بخلاف قوله تعالى في الآية التي تليها: ژ ? ? ? ? ?? ? ? ?ژ الرعد: 39

فهنا المقصود العلم الشامل والجامع في اللوح المحفوظ؛ فحذف منه الألف.

هذا ما تيسر لي كتابته على عجل حول هذا الموضوع المهم؛ وقد لخصته واختصرته من كتاب فريد في بابه، ماتع في موضوعاته؛ ألا وهو كتاب: «الجلال والجمال في رسم الكلمة في القرآن الكريم»، للدكتور سامح القليني، مكتبة وهبة-القاهرة، ط:1، 1429هـ-2008: (ص433 - 442).

ومن أراد الاستزادة ومناقشة المواضع التي ورد فيها الحذف والتي ورد فيها الإثبات فليراجع هذا الكتاب.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير