يعني: أن لأبي جعفر الوجهين بين إبدال الهمزة ياء وإدغام الياء المدية قبلها فيها وبين التحقيق كالجماعة ,
والوجهان لأبي جعفر من الروايتين وكذلك قال في النشر [1/ 405] " وأما (بريء وبريئون) حيث وقع (وهنيئاً ومريئاً) وهو في النساء، فاختلف فيها عن أبي جعفر فروى هبة الله من طرقه والهذلي عن أصحابه عن ابن شبيب كلاهما عن ابن وردان بالإدغام كذلك وكذلك روى الهاشمي من طريق الجوهري والمغازلي والدوري كلاهما عن ابن جماز وروى باقي أصحاب أبي جعفر من الروايتين ذلك بالهمز وبذلك قرأ الباقون" اهـ.
قلت: وذلك تحت عنوان عريض واضح عنون به هذه المسألة وهو قوله في النشر " وإن كان الساكن قبل الهمزة ياء " اهـ وهكذا أضاف في نظم الطيبة كلمة " كهيئة " إلى الكلمات: " هنيئا مريئا "، "بريء "، " بريئون "، وفي النشر كذلك وأضاف إليهن كلمة: ييأس " لاشتراكهن في الضابط وهو الياء قبل الهمزة سواء كانت تلك الياء مدية أو حرف لين، وليس من الدراية ولا تحرير الرواية اقتصار وجه الإدغام لأبي جعفر على حرفي " بريء " حيث وقع وحرف " بريئون " معه لورود في النظم على سبيل المثال، ولو أراد ذلك لقيّدهما بالرفع أو احترز من المنصوب وهو حرف النساء، ويدل ابتداء المسألة في النشر والطيبة بحرف " كهيئة " على أن المراد هو ضابط الياء قبل الهمزة لا غير، وهكذا أورد في الطيبة كلمتي:" هنيئا مريئا " المنصوبتان في القرآن بصيغة الرفع لأمن اللبس فقال " هيئة أدغم مع بري مري هني " اهـ
وكذالك عمّم الخلاف لأبي جعفر في تقريب النشر صفحة [68] فقال " وفي بريء وبريئون حيث وقعا " اهـ ولم يذكر ضابط الرفع في بريء بل جمعها مع الحرفين المنصوبين "هنيئا مريئا " ومع " كهيئة " ولم تشترك هذه الكلمات إلا في ضابط الياء الساكنة قبل الهمزة،
وعند الرجوع إلى أمهات النشر نجد وثيقة علمية في غاية الاختصار صفحة [1/ 206] لأبي العلاء الهمذاني المتوفى سنة [596 هـ] قال " في باب الهمز المفرد المتحرك بعد ساكن " ما نصه " إلا أن يكون [ياء فعيل] أو [واو فعول] فإنه يقلب الهمزة في [فعيل] ياء وفي [فعول] واوا ويدغم الساكن في المتحرك وذلك نحو " هنيّا مريّا " وبريّ وبريّون وخطيّة، وإنما النسيّ، وثلاثة قروّ، وامثالها " اهـ بلفظه ولا شك في دخول حرف: بريئا، في النساء في قوله وأمثالها وفي الضابط في غاية الاختصار وفي النشر وتقريبه وفي إطلاق طيبة النشر " مع بري مري هني " بل قد مثلت الطيبة بأحرف النساء الثلاثة وكلهم بالنصب،
ولا يصح الاحتجاج بقراءة المتأخرين المفصولة عن النص.
وأما تحرير طرق الطيبة فكالتالي:
الإدغام في الكلمات المذكورة لابن وردان من:
ـ من جميع طرق هبة الله جعفر بن محمد عن جعفر بن محمد بن الهيثم عن الحلواني عن قالون عن ابن وردان وهي التالية:
طرق جمعت بين: الأداء والنص
/ (1) أبو عليّ المالكي (ت 438 هـ) من الروضة كما في النشر، (2) أبو الحسين الفارسي (ت 461 هـ) من الجامع كما في النشر، كلاهما ـ الحمامي ـ هبة الله بن جعفر ـ جعفر بن محمد بن الهيثم ـ الحلواني ـ قالون ـ ابن وردان.
/ أبو العز (ت 521 هـ) من الإرشاد والكفاية ـ الحسن أبي عليّ الواسطي ـ القاضي أبي العلاء الواسطي ـ ابن سيما الحنبلي ـ هبة الله بن جعفر ـ ابن الهيثم ـ الحلواني ـ قالون ـ ابن وردان.
/ (1) ابن خيرون (ت 539 هـ) من الموضح والمفتاح، (2) أبو الكرم (ت 550 هـ) من المصباح، كلاهما ـ عبد السيد بن عتاب ـ القاضي أبي العلاء الواسطي ـ ابن سيما الحنبلي ـ هبة الله بن جعفر ـ ابن الهيثم أبي جعفر البغدادي ـ الحلواني ـ قالون ـ ابن وردان.
طرق الأداء دون النص:
/ سبط الخياط ـ السيبي القصري ـ الحمّامي ـ هبة الله بن جعفر ـ ابن الهيثم ـ الحلواني ـ قالون ـ ابن وردان.
وكذلك الإدغام لابن وردان من طريق أخرى جمعت بين الأداء والنص هي:
/ الهذلي من الكامل ـ[1] أبي علي المالكي من الروضة [2] ابن شابور، كلاهما ـ عبد الملك بن بكران ـ زيد بن عليّ ـ الداجوني ـ ابن شبيب ـ الفضل بن شاذان ـ الحلواني ـ قالون ـ ابن وردان
الهذليفي الكامل ـ ابن المظفر ـ الخزاعي من المنتهى ـ ابن السندي الوراق ـ زيد بن عليّ ـ الداجوني ـ ابن شبيب ـ الفضل بن شاذان ـ الحلواني ـ قالون ـ ابن وردان.
ومن طريق أخرى بالتحديث هي:
/ الهذلي من الكامل [أنا]ـ القهندزي ـ الخبازي ـ زيد بن عليّ ـ الداجوني ـ ابن شبيب ـ الفضل بن شاذان ـ الحلواني ـ قالون ـ ابن وردان.، قلت وسبقني إلى التحقيق في هذا الإسناد الدكتور أيمن رشدي سويد فقال في السلاسل الذهبية [ص 444] " سقط من الكامل ذكر الوراق بين الخزاعي وزيد بن أبي بلال، والصواب إثباته كما في المنتهى للخزاعي وقد نبّه الجزري على ذلك في غاية النهاية [1/ 299] في ترجمة زيد والله أعلم " اهـ ولا يخفى حسنه، فلم يبق لي إلا إسناد الفضل لأهله والابتعاد عن سرقة جهود الآخرين.
والإغام لابن جماز في الكلمات المذكورة من طريق جمعت بالأداء دون النص هي:
/ [1] أبو بكر الجوهري، [2] المغازلي، كلاهما ـ الكسائي الثقفي ـ الصيرفي الرملي الضرير ـ أبي العباس الطيان ـ الخزاز البزاز ـ ابن رزين الأصبهاني ـ الهاشمي ـ إسماعيل بن جعفر ـ ابن جماز، ورواها فيما بعد الهذلي بالتحديث.
ومن طريق جمعت بين الأداء والنص هي:
/ الهذلي من الكامل ـ الذارع الطيراني الخطيب ـ المغازلي التميمي ـ ابن بهرام السلمي ـ ابن نهشل ـ الدوري ـ إسماعيل بن جعفر ـ ابن جماز.
ومن طريق أخرى بالأداء دون النص هي:
/ سبط الخياط ـ الشريف أبي الفضل ـ الكارزيني ـ المطوعي ـ ابن النفاح ـ الدوري ـ إسماعيل بن جعفر ـ ابن جماز.
والإظهار في الروايتين من سائر طرقهما.
يتواصل
الحسن محمد ماديك
الذي اطلعت عليه من كلام الدكتور السالم الجكني حفظه الله هو الرد على من برأ أبا جعفر من الإدغام في (بريئاً)، لا أنه يبرأ أبا جعفر من ذلك.