"وبعد فإني لما قرأت كتاب الشيخ العالم العلامة قدوة عصره، ومفرد دهره، الإمام الحافظ المتقن شيخ شيوخنا أبي عبد الله محمد بن غازي الذي وضعه على طرق نافع العشر وسماه بتفصيل عقد الدرر، وصورته على شيخنا الإمام الحافظ المتقن الضابط المحقق العلامة الراوية أبي الحسن علي بن عيسى الراشدي - برد الله ضريحه ونفعنا به وبأمثاله - وهو ممن رواه عن ناظمه مشافهة.
فقرأته عليه ثلاث مرات، وأخذت في قراءة الطرق المتقدمة عليه به، ولم أر أحدا شرحه ولا تكلم عليه وكان ناظمه – رحمه الله – لما تكلم أكمله دعا طلبة عصره إلى مدرسة الصفارين، وصار يفسره لهم حتى كمل في يوم واحد، حدثنا بذلك شيخنا أبو الحسن المتقدم.
"أردت أن أضع مختصرا عليه يحل ألفاظه وإعرابه ([22] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&p=125359#_ftn22)) من غير أن أتعرض فيه إلى نقل غير محتاج إليه للألفاظ، وسميته بـ"بذل العلم والود، في شرح تفصيلالعقد"، فنسأل الله أن ينفعنا به ... ثم أخذ في الشرح، ينثر معاني الأبيات ويعرب بعض ما في إعرابه غموض، أما النقول فهي قليلة فيه، وعامتها من كتاب "التعريف" لأبي عمرو، وربما أورد أبياتا من "مختصر التعريف" لأبي الحسن بن سليمان وأرجوزة ابن بري، وأكثر نقوله إنما هي عن شيخه أبي الحسن علي الراشدي وهي نقول مفيدة يذكرها عند ذكر بعض الخلافيات ليبين ما قرأ به كقوله عند قول ابن غازي:
وأيا أو كلا لدى لأملأن
عنه لفارس الرضا فسهلن
وقرأت بذلك على الشيخ الإمام العلامة أبي الحسن علي بن عيسى الراشدي ـ نفعنا الله به - وحكى لي ذلك عن شيخه أبي عمران الزواوي ([23] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&p=125359#_ftn23)) رحمه الله.
وكقوله في باب الأمالة عند ذكر "التورية" وما فيها من خلاف:
"وكان شيخنا أبو الحسن علي بن عيسى يردف لي بالوجهين في بعض الأحيان في الختمات التي قرأت عليه بالسبع، ولما قرأت عليه بالعشر، فكان يقرأ لي بالوجهين".
وقال عند قول ابن غازي:
والمحض في "هار" لعيسى الزرقي
وقلل التلخيص للقاضي التقي ([24] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&p=125359#_ftn24))
" قال شيخنا الإمام أبو الحسن علي بن عيسى: "كان في نسخة الشيخ أولا" "عند الجمال بالفتح بقي"، ثم أنه ذكر له في "التلخيص" التقليل للقاضي، فقال: نبدل هذا الشطر، ثم أنه أبدله بعض طلبته بحضرته، وهو سيدي علي بن هارون – رحمه الله – فقال: وقلل التلخيص للقاضي التقي "فقال الشيخ هذا يكفي" ([25] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&p=125359#_ftn25)).
وعلى العموم فهو شرح مفيد واف بالمقصود، يمثل الإنتاج النثري لأواخر هذا الطور من أطوار القراءة في المغرب.
([1]) هكذا ذكر تسلسل نسبه وفيه زيادة على ما تقدم في ترجمته.
والمخطوطة التي اعتمدتها في الأرجوزة تقع ضمن مجموع عتيق يرجع إلى آخر المائة الحادية عشرة من الهجرة بخط الرحماني المذكور صاحب المؤلفات والمنظومات في قراءة نافع وفي قرائي المكي والبصري، وصاحب تكميل المنافع في العشر الصغير، ويشتمل المجموع على مجموعة من تقاييده عن شيوخه الثلاثة محمد بن يوسف التملي ومحمد بن محمد بن سليمان البوعناني وعبد الرحمن بن القاضي، كما يشتمل على إجازة ابن القاضي له نظما ونثرا ويوجد المجموع في خزانة أوقاف آسفي العتيقة وهي غير مرقمة ولا موضوعة للتداول.
([2]) كتبناه بالجيم مسايرة له، وقد نبهنا على أن صوابه "ابن فرح" بالحاء، كما نبه عليه الخطيب وابن الجزري وغيرهما.
([3]) يعني محمد بن عبد الرحيم الإصبهاني أحد رواة رواية ورش.
([4]) يعني اختار.
([5]) يعني الأزرق صاحب ورش.
([6]) يريد أحمد الحلواني الراوي الثاني عن قالون بعد المروزي.
([7]) تقدم أن الصواب "ابن فرح بالفاء والراء والحاء.
([8]) هذا لفظه عند الرحماني، ولفظه في نسخ أخرى "قرأ قالون بوهي وهوا" كمن حوى.
([9]) يعني فارس بن أحمد الضرير شيخ الداني.
([10]) يعني قوله تعالى في آخر سورة العنكبوت "وليتمتعوا فسوف يعلمون".
([11]) نسخة الشيخ محمد الرسموكي أستاذ القراءات بالمدرسة القرآنية بأزرو بضواحي مدينة أكادير حفظه الله.
([12]) نسخ الأرجوزة كثيرة، وقد حصلت منها على عدد مهم من الخزائن الخاصة، وتوجد منها في الخزانة الحسنية بالرباط نسخ بالأرقام التالية 1052 - 1052 - 887 - 5580 وفي الخزانة الناصرية بتمكروت تحت الأرقام 1689 - 2623 - 2916 وبخزانة ابن يوسف بمراكش بربم 213 وبمكتبة بلدية الإسكندرية بمصر برقم 3479ج – وهناك نسخ أخرى بالخزانة العامة بالرباط وتطوان وغيرها.
([13]) يعني الداني.
([14]) يعني أبا الحسن بن بري التازي صاحب "الدرر اللوامع".
([15]) وقفت على الأبيات المذكورة في آسفي عقب الأرجوزة بخط الرحماني أيضا، إلا أنه لم يذكر نسبتها، ثم وقفت عليها منسوبة إلى الحسن الدرعي المذكور وسيأتي في شراح الأرجوزة.
([16]) شرح تفصيل عقد الدرر المسمى "بذل العلم والود".
([17]) سيأتي ذكر بعض ذلك عن قريب.
([18]) تقدم لنا قوله في ختامها: "وفي صفر تمامه عام تسعة وتسعين من بعد الثمان محمدلا"
([19]) هذا الصحيح في تاريخ وفاته لا 1016 كما في فهارس الخزانة الحسنية 6/ 42 لمحمد العربي الخطابي.
([20]) مرآة المحاسن للشيخ أبي المحسن يوسف الفاسي: 9 (طبعة فاس).
([21]) من نسخه بالخزانة الحسنية بالرباط نسخ تحت الأرقام 887 - 4393 - 5948 وبخزانة القرويين برقم 1058 ووفقت على نسخة منه عند السيد أحمد بن الطاهر الكونطري بمدينة الصويرة وقد عرف به سعيد أعراب في كتاب القراء والقراءات بالمغرب 80.
([22]) في نسخة الكونطري بالصويرة "لحل ألفاظه وإعرابها".
([23]) هو موسى بن سعيد الزواوي – تقدم في أصحاب الصغير، وهو من مشاركي ابن غازي فيه.
([24]) المراد "التلخيص في قراءة نافع" لأبي عمرو الداني، وقد تقدم ذكره في مؤلفاته.
([25]) هذا مثال لما ذكرناه من عرضه لأرجوزته على أهل الاختصاص لعل فيها ما يكون في حاجة إلى المراجعة.
تم التنسيق من طرف المشرف
¥