5 - (مآب) عند الوقف عليه اجتمع في الكلمة سببان تقدم الهمز على المد وهذا سبب قوى، فحينئذ يهمل السبب الأول لضعفه، ولا يكون المد مد بدل، ويعمل بالسبب القوى ويكون المد عارضا للسكون تغليبا للسبب القوى وعملا بمقتضاه على السبب الضعيف أ. هـ من كتاب الروضة الندية شرح متن الجزرية (شرح وتدقيق) (محمود بن محمد عبد المنعم العبد)
وإليك مزيد بيان:
أقول: للمد سببان (سكون – وهمزة) السكون كسبب أقوى من الهمز لأنه متى اجتمع حرف مد وسكون في وسط كلمة فليس لك إلا الإشباع – المد ست حركات – أما الهمز بعد حرف مد فلك أن تمد – أربعا، وخمسا وستا- وقيل ثلاثاً خاصة على رواية القصر لحفص، فالمد اللازم ليس فيه إلا الإشباع أما المتصل فهناك تفاوت، فدل أن ما سببه السكون (الضآلين) أقوى مما سببه الهمز، وما كان سكونه أصليا أقوى مما كان سكونه عارضا (العالمين)، وما كان في الهمز متصلا (مآء) أقوى مما كان في الهمز منفصلا (فى أيام)، وما كانت الهمزة فيه بعد حرف مد (مآء) أقوى مما كانت الهمزة فيه قبل حرف مد (ءامن)، وما كان همزة متصلا بحرف المد في كلمة (مآء) أقوى مما كان سكونه عارضا (العالمين).
أولا: لماذا السكون أقوى في السبب من الهمز؟
أقول: إن النطق بساكنين (يستحيل) إذا كان الساكن الأول حرف مد وكان الساكنان في وسط الكلمة مثل (الضاللين) فيجب للفصل بينهما أن يأتى بالمد، أما الهمزة فإنها إن جاء قبلها حرف مد يكون فيه صعوبة في النطق ولكن ليس مستحيلا كما في حال السكون، فلذلك تجد أن ما سببه السكون أقوى مما سببه الهمز. فالفرق بينهما أن السكون لا يمكن نطقه مع ساكن آخر وكان الأول حرف مد، أما الهمزة فيمكن نطقه مع وجود صعوبة. وما كان سببه أصليا أقوى مما سببه عارض، لأن الساكن الأصلي أثبت مما كونه عارضا والعارض يتغير والأصلي مثبت فقدم ما كان مثبتا على ما كان متغيرا، لأن الثبات من القوة.
وما كان متصلا من الهمز أقوى مما كان منفصلا لأن الانفصال ـ أي انفصال حرف المد عن الهمزة – يؤدى إلى شيء من السهولة أما الاتصال فيصعب جمع الحرف مع الهمز فكان لا بد من المد في المتصل لذلك السبب.
وإذا نظرت في هذه القواعد لوجدت أن المد اللازم ليس فيه تفاوت، أما المتصل ففيه تفاوت ولكن لا يبلغ حد القصر والعارض فيه تفاوت مع القصر وكذلك المنفصل أما البدل فليس لحفص بل لجميع القراء فلهم القصر في البدل إلا ما كان لورش من طريق الأزرق.
وأنقل إليك أخي القارئ من شرح الطيبة للإمام النويرى عند قول الناظم " أقوى السببين يستقل " حيث قال النويرى " .... وقد يكون قويا أو ضعيفا وكل منهما يتفاوت فأقواه ما كان لفظيا، وأقوى اللفظ ما كان ساكنا لازما ثم متصلا ثم منفصلا، ويتلوه المتقدم وهو أضعفها، وإنما كان اللفظ أقوى من المعنوي لإجماعهم عليه وكان الساكن أقوى من الهمز، لأن المد فيه يقوم مقام الحركة فلا يتمكن من النطق بالساكن إلا بالمد بخلاف العارض فإنه يجوز جمع الساكنين وقفا، ولذلك اتفق الجمهور على قدره فكان أقوى من المتصل لذلك، وكأن المتصل أقوى من المنفصل والعارض لإجماعهم على مده وإن اختلفوا في قدره واختلافهم فيهما وكان العارض أقوى من المنفصل لمد كثير ممن قصر المنفصل له، وكان المنفصل أقوى مما تقدم فيه الهمز لإجماع من اختلف في المد بعد الهمز على مد المنفصل فمتى اجتمع الشرط والسبب مع اللزوم والقوة وجب المد إجماعا ومتى تخلف إحداهما أو اجتمعا ضعيفين أو غير الشرط أو عرض. ولم يقو السبب امتنع المد إجماعا ومتى ضعف أحدهما أو حرض السبب أو غير جاز المد وعدمه على خلاف بينهم ومتى اجتمع سببان عمل بأقواهما وألغى أضعفهما إجماعا "أ. هـ صـ204 بتعريف الجزء الثاني.
فهذا النقل من النويرى يؤكد لك أن لهذا البيت أصلا أصيلا. ارجع إلى كلام أبى شامة وابن الجزري وغيرهما.
سؤال:
هل نحن ملزمون بالمساواة في مقدار المدود؟
وما معنى قول الإمام ابن الجزرى في متن الجزرية (واللفظ في نظيره كمثله)؟!
قبل الإجابة على هذا السؤال أود أن أوضح لك شيئا أخي القارئ: فمن القراء من ألزم المساواة في كل شيء حيث المدود ومقاديرها والتفخيم والترقيق وهكذا.
¥