فألزم من مد العارض أن يحافظ على مقدار ذلك المد ومنهم من فصل المسألة – وحديثي الآن عن العلاقة بين المنفصل والعارض – فقسم أوجه القراءة إلى قسمين قسم رواية – وقسم دراية.
أولا: قسم الرواية
أي ما أتى فيه الوجه عن طريق الرواية مثل اللازم – المتصل – المنفصل ......
ثانيا: قسم الدراية
وهذا لا يتوقف على رواية مثل العارض، فالقارئ لا يلزم منه تسوية العارض. وإن كان الأفضل تسوية العارض لأن تفاوت الآيات في الطول والقصر يؤدى بالطبع إلى التأثير في نفس القارئ فلا يلزم على ذلك الوقف على رأس كل آية بوجه واحد.
ثم إن قوة العارض على المنفصل إنما هي بيان أن السكون أقوى من الهمز كسبب للمد لأنهما فرعيان كما أن السكون الأصلى أقوى من الهمز في المتصل كذلك العارض أقوى من المنفصل لما كانا فرعيين – ويجوز فيهما حتى القصر – فعلى ذلك أن العارض ليس من أوجه الرواية أى لا يترتب عليه حكم – بالنسبة لحفص – فيجوز مد المنفصل أربعا مع قصر
العارض حركتين، وعلى ذلك يقرأ المنشاوى وعبد الباسط بهذا الوجه، إما ما يلزمه بعض القراء بأن العارض إما أن يساوى المنفصل أو يزيد عليه، فهو من باب التضييق في القراءة على الناس وهو اجتهاد بعض العلماء، حيث إنهم لم يفرقوا بين ما هو على سبيل الرواية وما هو على سبيل الدراية فطول النفس وقصره يكون بحسب الآيات في الطول والقصر، كما أنه يجوز في مثل "الم الله " آل عمران عند الوصل المد والقصر وعلى كلا الوجهين يجوز المد والقصر في المنفصل بعده " اآم الله لآ إله إلا هو الحي القيوم " وذلك بالإجماع كما نقل الضباع في شرحه للشاطبية المسمى بإرشاد المريد إلى مقصود القصيد، فطالما أن أحدا لم يمنع قصر الميم في (اآم) عند الوصل مع مد المنفصل بعده لعروض الفتحة في الميم رغم أنه يجوز فيه المد (ست حركات)، وكذلك الحال في العارض وهو أولى لأن اللازم أقوى من العارض كما أسلفنا. والعارض أقوى من المنفصل حيث إن السكون أقوى من الهمز ولكن لا يلزم سكون العارض أن يكون أقوى في كل حال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤال حول مذهب ورش في أقوي المدود
أما مذهب ورش فلا يختلف كثيرا عن مذهب القراء وحديثي سيكون عن مذهب ورش من طريق الأزرق.
أقول: اختلاف الأزرق عن القراء لا يكون إلا في أشياء قليلة إليك بيانها:
أولا: فإن كان هناك (لين مهموز) متوسط وآ خر عارض، فعلي التوسط في الأول لك في الثاني التوسط ــ عدم اعتداد با لعارض، وبالمد اعتدادا بالعارض ــ
ثانيا: بدل متوسط وآخر عارض كما في قوله تعالي " وإذا لقوا الذين ءامنوا .... مستهزءون" علي قصر الأول لك الثلاثة في العارض (قصر ـ توسط ـ إشباع) وعلى توسط الأول لك في الثاني التوسط ـ لعدم الاعتداد بالعارض ــ وأيضا من باب واللفظ في نظيره كمثله، والمد ـ اعتداد بالعارض
وعلى إشباع الأول لك الإشباع فقط في الثاني.
ثالثا: إن وقفت علي متصل مثل:" السماء " ليس لك إلا الإشباع فقط لأنه لا يقرأ إلا بالإشباع وصلا ووقفا.
وغير ذلك فالأزرق لا يختلف عن القراء، وانظر معي إلي نصوص الأئمة: بالنسبة للين العارض الغير مهموز:
قال السخاوي: " فقد صار للقراء في الياء والواو المفتوح ما قبلهما عند سكون الوقف ثلاثة مذاهب: إسقاط المد وهو مذهب النحويين لذهاب معظم المد واللين بتغير الحركة ولكون سكون الوقف عارضا وكل واحد من هذين يوجب ترك الزيادة.
واحتج الذ ين مدوا زائدين في التمكين بالفصل بين الساكنين، ولم يفرقوا بينه وبين الضرب الأول الواو المضموم ما قبلها، والياء المكسور ما قبلها، قال الحافظ أبو عمرو: " والذي آخذ به التمكين المتوسط من غير إسراف وبذلك قرأت ". ا. هـ
قال المالقى: " وأما الوقوف علي نحو (الكتاب) و (الغفور) (والعليم) فإن كان بالروم: لم يزد في المد، وإن كان بالسكون أو بالإشمام فحكي الحافظ ثلاثة أوجه:
أحدهما ترك الزيادة، إذ السكون عارض في الوقف فلا يعتد به
قال الإمام ــ يعني ابن شريح في كتابه الكافي ــ: " وهو القياس "
الثاني: التمكين الطويل اعتدادا بالتقاء الساكنين واعتدادا بالعارض
¥