تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

.. عن الفضيل بن يسار قال: قلت لأبي عبدالله (ع): إن الناس يقولون: إن القرآن نزل على سبعة أحرف، فقال: كذبوا أعداء الله ولكنه نزل على حرف واحد من عند الواحد!) انتهى، ويدل قوله (ع) (كذبوا أعداء الله) على أنه كان يوجد جماعة يريدون تمييع نص القرآن بهذه المقولة!

وروى المجلسي في بحار الأنوار ج 90 ص 3 حديثاً مطولاً جاء فيه (عن إسماعيل بن جابر قال سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمد الصادق (ع) يقول: إن الله تبارك وتعالى بعث محمداً فختم به الأنبياء فلا نبي بعده، وأنزل عليه كتاباً فختم به الكتب فلا كتاب بعده، أحل فيه حلالاً وحرم حراماً، فحلاله حلال الى يوم القيامة وحرامه حرام الى يوم القيامة، فيه شرعكم وخبر من قبلكم وبعدكم، وجعله النبي (ص) علماً باقياً في أوصيائه. فتركهم الناس وهم الشهداء على أهل كل زمان، فعدلوا عنهم ثم قتلوهم واتبعوا غيرهم ... ضربوا بعض القرآن ببعض، واحتجوا بالمنسوخ، وهم يظنون أنه الناسخ، واحتجوا بالمتشابه وهم يرون أنه المحكم، واحتجوا بالخاص وهم يقدرون أنه العام، واحتجوا بأول الآية وتركوا السبب في تأويلها، ولم ينظروا الى ما يفتح الكلام وإلى ما يختمه، ولم يعرفوا موارده ومصادره، إذ لم يأخذوه عن أهله ...

ولقد سأل أمير المؤمنين صلوات الله عليه شيعتُه عن مثل هذا فقال: إن الله تبارك وتعالى أنزل القرآن على سبعة أقسام كل منها شاف كاف، وهي أمر وزجر وترغيب وترهيب وجدل ومثل وقصص. وفي القرآن ناسخ ومنسوخ، ومحكم ومتشابه، وخاص وعام، ومقدم ومؤخر، وعزائم ورخص، وحلال وحرام، وفرائض وأحكام، ومنقطع ومعطوف، ومنقطع غير معطوف، وحرف مكان حرف، ومنه ما لفظه خاص، ومنه ما لفظه عام محتمل العموم، ومنه مالفظه واحد ومعناه جمع، ومنه ما لفظه جمع ومعناه واحد، ومنه ما لفظه ماض ومعناه مستقبل، ومنه ما لفظه على الخبر ومعناه حكاية عن قوم أخر، ومنه ماهو باق محرف عن جهته، ومنه ما هو على خلاف تنزيله، ومنه ماتأويله في تنزيله، ومنه ما تأويله قبل تنزيله، ومنه ماتأويله بعد تنزيله. ومنه آيات بعضها في سورة وتمامها في سورة أخرى، ومنه آيات نصفها منسوخ ونصفها متروك على حاله، ومنه آيات مختلفة اللفظ متفقة المعنى، ومنه آيات متفقه اللفظ مختلفة المعنى، ومنه آيات فيها رخصة وإطلاق بعد العزيمة ... ) انتهى.

وينبغي الإلتفات الى أن الإمام علي (ع) استعمل كلمة (أقسام) وترك استعمال كلمة (أحرف أو حروف) حتى لا يفسرها أحد بألفاظ القرآن كما فسروا السبعة أحرف في الحديث المروي عن النبي (ص)!!

وقال الشيخ الطوسي في تفسير التبيان ج 1 ص 7 ( .. وروى المخالفون لنا عن النبي (ص) أنه قال: نزل القرآن على سبعة أحرف كلها شاف كاف، وفي بعضها: على سبعة أبواب، وكثرت في ذلك رواياتهم، ولا معنى للتشاغل بإيرادها، واختلفوا في تأويل الخبر، فاختار قوم أن معناه على سبعة معان: أمر، ونهى، ووعد، ووعيد، وجدل، وقصص، وأمثال. وروى ابن مسعود عن النبي أنه قال: نزل القرآن على سبعة أحرف: زجر، وأمر، وحلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وأمثال ... وقال آخرون: أي سبع لغات مختلفة، مما لا يغير حكماً في تحليل وتحريم ... وكانوا مخيرين في أول الاسلام في أن يقرؤوا بما شاؤوا منها، ثم أجمعوا على حدها، فصار ما أجمعوا عليه مانعاً مما أعرضوا عنه. وقال آخرون نزل على سبع

لغات ... الخ) انتهى.

وقال الشهيد الثاني في مسالك الأفهام ج 1 ص 429 (ووجه تسمية القراءة بالحرف ما روي أن النبي (ص) قال نزل القرآن على سبعة أحرف، وفسرها بعضهم بالقراءات وليس بجيد، لأن القراءة المتواترة لا تنحصر في السبعة بل ولا في العشرة كما حقق في موضعه، وإنما اقتصروا على السبعة تبعاً لابن مجاهد حيث اقتصر عليها تبركاً بالحديث. وفي أخبارنا أن السبعة أحرف ليست هي القراءة بل هي أنواع التركيب من الأمر والنهي والقصص وغيرها) انتهى.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير