تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[09 Dec 2010, 04:46 م]ـ

أحسنتم، نفع الله بكم وبارك فيكم وجزاكم خيرا.

ولي تعليقان فقط على هذه الجملة:

وأن اللحن الجليَّ للقادر على تحاشيه مبطلٌ لقراءته ومأثمةٌ له، وأنَّ العاجِزَ عن ذلك في قليلٍ أو كثيرٍ له أجران لاجتهاده في التعتعة،

الأول: هل يصح هذا الإطلاق: (أن اللحن الجليَّ للقادر على تحاشيه مبطلٌ لقراءته ومأثمةٌ له)، وإن لم يُحِل المعنى أو يفسده؟

الثاني: الظاهر أن التعتعة متعلقة بالحفظ والاستظهار، لا النطق والأداء:

أخرج البخاري رح1 بإسناده عن أمنا عائشة رض11 قالت: قال رسول الله صل1: (مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة، ومثل الذي يقرأ القرآن وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران).

وعند مسلم رح1: (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران).

قال النووي رح1 في شرحه على مسلم: ( ... والماهر: الحاذق الكامل الحفظ الذي لا يتوقف، ولا تشق عليه القراءة؛ بجودة حفظه وإتقانه. قال القاضي: يحتمل أن يكون معنى كونه مع الملائكة أن له في الآخرة منازل يكون فيها رفيقا للملائكة السفرة، لاتصافه بصفتهم من حمل كتاب الله تعالى. قال: ويحتمل أن يراد أنه عامل بعملهم وسالك مسلكهم. وأما الذي يتتعتع فيه: فهو الذي يتردد في تلاوته؛ لضعف حفظه؛ فله أجران؛ أجر بالقراءة، وأجر بتتعتعه في تلاوته ومشقته. قال القاضي وغيره من العلماء: وليس معناه الذي يتتعتع عليه له من الأجر أكثر من الماهر به؛ بل الماهر أفضل وأكثر أجرا؛ لأنه مع السفرة، وله أجور كثيرة، ولم يذكر هذه المنزلة لغيره، وكيف يلحق به من لم يعتن بكتاب الله تعالى وحفظه وإتقانه وكثرة تلاوته وروايته كاعتنائه حتى مهر فيه؟!. والله أعلم).

ـ[محمود أحمد محمود]ــــــــ[09 Dec 2010, 05:45 م]ـ

- شكر الله للإخوة الأكارم هذا الاهتمامَ بهذه الكلمة وهذه الردود.

- وأجيب على تساؤلاتهم في حدود معرفتي، مع اعتذاري عما إذا كان فيها من خطأٍ أو تقصيرٍ.

- الذي يفيده أمر الشرع هو: طلب امتثال المسلم والمسلمة لهذا الأمر، ومبادرتهما إلى العمل به قدر الاستطاعة، والذي يفيده نهي الشرع هو: طلب امتثال المسلم والمسلمة لهذا النهي، ومبادرتهما إلى تحقيق الاجتناب للمنهيِّ عنه، هذا عند الإطلاق المجرَّد من القرينة الدالة على إيجاب هذا الأمر؛ بمعنى أن مخالفته بلا مانعٍ قاهرٍ يؤول إلى الإثم والمؤاخذة، وهذه القضية مستفادةٌ من قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: ((ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم)).

- والمقصود باللحن الجليِّ هو: إبدال حرفٍ بحرفٍ كأن تُنطَق الطاء تاءً، وهو: إبدال حركةٍ بحركةٍ كأن تُجْعَلَ الفتحة ضمة، فمثل هذا اللحن تحريفٌ للقرآن، حتى وإن لم يُحِل المعنى أو يفسدْه = لأن فاعله قارئٌ لشيْءٍ ليس بين الدفتين مع ادِّعائه أنه قرآنٌ، وهذا تدليسٌ وكذبٌ، أما من حَدَثَ منه هذا اللحن عاجزًا عن الصواب = فهو معذورٌ لعجزه، ومعلومٌ من حال مِثْلِه: أنه لا يحسن قراءة القرآن، ولا تؤخذ عنه.

- وإقامة الحروف بغير تحقيقٍ لمخارجها وصفاتها = واقعٌ، نعمْ؛ هو لم يقرأ الحرف على نطقه الأصيل الفصيح المجوّد = لكنه لم يَعْدِل به إلى حرفٍ آخر، فانتقاص التفخيم مثلاً أو الغنة أو المدّ = لا يخرج الحروف عن طبيعتها بالكلِّية، ولا يُغَيِّر أو يُحَرِّف في القرآن.

- وقول عليٍّ - غفر الله لنا وله! -: ((إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن تقرؤوا القرآن كما عُلِّمْتُم))؛= هو بالمعنى المتقرِّر من الأمر بترتيل القرآن والتغني به والاجتهاد في تجويده، ولعلَّ هذا القول ليس فيه دلالةٌ على أن المقصِّر في ذلك آثِمٌ، نعمْ، لا شكّ في أَنَّ تهاون الإنسان في اجتهاده في تجويد القرآن؛ مع قدرته على ذلك، أو مع قدرته على تعلُّم ذلك إن لم يكن يعلم حالاً = مغمزٌ في قوّة إيمانه ومسابقته إلى الطاعة، لكنَّهُ لا يدخل في نطاق الفسقة والعصاة؛= إلا إذا جاهر مثلاً بأنه لا شَيْءَ اسْمُهُ: تجويدُ القرآنُ، وأن القرآنَ يقرأ كما يقرأ أيَّ كلامٍ = فهنا يختلف الأمر، فهذا ليس مجرَّد مقصِّر أو متهاونٍ، بل هو داعٍ إلى بدعةٍ خطيرةٍ.

- ومما يعتضد به في هذه القضية قصة عبد الله بن مسعود - غفر الله لنا وله! - أنَّه استوقف قارئًا لعدم مدِّه كلمة الفقراء، وصوَّبَهَا له بالمدِّ، ولكنُّه لم ينسبْ الرجل إلى الْمُنكَر بهذه الفَعْلة، وكان من فقهاء الصحابة الكرام.

- ومعنى التعتعة في الحديث النبويِّ: قد تحمل على معنى عدم إتقان الحفظ مقابلةً للروايات ببعضها، ولا مانع أيضًا من حملها على عُسْر النطق وكُلْفته، وهذا المعنى هو الأشهر في اللغة، لأن المعنى الأول معنًى شرعيٌّ خاصٌّ.

- أرجو أن يكون في هذه الإضافة شيءٌ من الإفادة والإبانة، والله الموفق.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير