تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وهي اللام الساكنة الزائدة عن بنية الكلمة والتي تدخل على الفعل المضارع فتحوله إلى صيغة الأمر وذلك بشرط أن تكون مسبوقة بثم أو الواو أو الفاء، ومثال المسبوقة بثم نحو: {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ}، ومثال المسبوقة بالواو نحو: {وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ} ومثال المسبوقة بالفاء نحو: {فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ}.

فائدة

تسمى لام الأمر ــ أيضا ـ لام الطلب ولام الجزم ويفضل النحاة التسمية ب (لام الطلب) لأن الطلب يكون أمرا من الأعلى للأدنى , ودعاء إذا كان من الأدنى إلى الأعلى , والتماسا إذا كان من شخص إلى من يساويه وقد ترد هذه اللام في القرآن الكريم لغير الطلب كالتهديد نحو (وليتمتعوا) سورة العنكبوت

ولا شك أن أدلة النحاة أقوى والتسمية بها أولى لكن وضعنا مصطلح (لام الأمر) لشهرته عند علماء التجويد.

والأصل في هذه اللام الكسر وتفتح في بعض لغات العرب وإذا سبقت بالواو أو الفاء جاز تسكينها وهو الأكثر وجاز إبقاء كسرتها ويجوز تسكينها بعد ثم.

وحكمها:

وجوب الإظهار مطلقًا كلام الاسم.

وجه الإظهار

مراعاة الأصل. انظر: أحكام قراءة القرآن للحصري

سؤال

فإن قيل: لِمَ أدغمت اللام في نحو: {التَّائِبُونَ}؟ ولم تدغم في نحو: {فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ}؟

فالجواب:

أن اللام في: {التَّائِبُونَ} لام تعريف وهي كثيرة الوقوع في القرآن بعكس لام الأمر فهي قليلة، وإظهارها ليس فيه مشقة كما سبق التنويه على مثل ذلك عند لام الفعل. أ. هـ غاية المريد ,

وانظرهنا في البحث ستجد عند لام الفعل تفصيلا لهذه المسألة.

تنبيهات

(ثم ليقضوا) ونحوها (ممن يجوز فصل الحرف الذي قبلها عنها) حالة البدء باللام تكسر لأن الأصل في لام الأمر الكسر ولا يمكن الابتداء بساكن.

والفرق بينها وبين (أصحاب لئيكة) سورة الشعراء وسورة ص.

أن لام الأيكة هي لام (ال) لكن حذفت منها همزة الوصل لتوافق القراءة الأخرى فإذا أردنا البدء بها نضع قبلها همزة الوصل ونفتحها أما (ليقضوا) فهي لام الأمرفينبغي أن تكسر إذ الأصل فيها الكسر فتنبه. ومن أراد المزيد عن حكم كلمة الأيكة فلينظر بحثي: القول الفصل في أحكام همزتي القطع والوصل.

2ـ اللامات الساكنة ست: ثلاث حكمها الإظهار وهي الأصلية والاسمية والأمرية , وثلاث حكمها الإظهار والإدغام وهي: التعريفية والفعلية والحرفية.أ. هـ السلسبيل الشافي للعلامة عثمان سليمان مراد رحمه الله

3ـ تدغم اللام الساكنة في مثلها وفي الراء وقد أشار ابن الجزري في مقدمته فقال:

وأولي مثل وجنس إن سكن ... أدغم كـ قل رب وبل لا ....

قال ابن غازي: (فإن قيل) لم وجب إدغام أول المتماثلين والمتجانسين إذا سكن الأول منهما نحو: (كلا بل) ونحو (قل رب)

(أجيب) بأنه لما كان الحرف الثاني من المثال الأول وهو اللام من قوله: (بل لا) متماثلا أدغم للخفة والثاني من المثال الثاني وهو الراء من قوله: (قل رب) متقاربا عند الجمهور ومتجانسا عند القراء ومن تابعه نزل منزلة المتماثل لاتفاق المخرجسين فازدحما في المخرج فلا يطيق اللسان بيان الأول منهما لعدم الحركة التي تنقل اللسان من موضع إلى آخر فلذلك اتفقوا على إدغام كل ما سكن من أول المثلين والمتقاربين في الثاني فتأمل. أ. هـ نهاية القول المفيد

وقد علق الملا علي في البيت السابق: (وأولي مثل ... )

فقال ــ بعد أن بين خلاف العلماء في حروف (النون واللام والراء) هل تجانس أم تقارب؟ ـ

: (اختار الناظم القرب لكن كلامه هنا خلاف ما سبق عنه فإنه الان جعل اللام والراء من قبيل الجنسين فلو قال: (وقرب) موضع (جنس) لشمل المذهبين كما عبر به الشاطبي.

ثم قال الملا على: ما أطلقه في المتجانسين فليس على ظاهره لأن هناك خلافا بين القراء في هذا كما يعرف مما ذكره الولي الشاطبي في باب حروف قربت مخارجها ومن جملتها الراء مع اللام نحو: (واصبر لحكم). أ.هـ المنح الفكرية بتصرف وإضافة

وقد بررلابن الجزري الامام المسعدي فقال: (مثل الناظم به تشحيذا لذهن الطالب وتقوية له على الفحص والبحث عن مثل ذلك. أ. هـ الفوائد المسعدية حل الجزرية

وأقول: هذا هو الأولى فيحمل قول ابن الجزري لا على المخالفة ولكن على جذب انتباه الطالب وحثه على البحث و ما أجمل أن نلتمس العذر لأئمتنا رحمهم الله.

وختاما

أشار صاحب لآلئ البيان الشيخ السمنودي ـ رحمه الله ـ في ملخصه إلى أحكام اللامات السواكن فقال:

ألْ في ابغ حجك وخف عقيمهُ ... أظهر وكن في غيرها مدغمه

واللامَ من فعلٍ وحرفٍ أظهرا ... لا قل وبل فأدغمنهما برا

ومعهما في اللامِ هل وأظهرا ... في اسم لامِ الأمر أيضًا قررا

والله تعالى أعلم وصلى الله على محمد وسلم

راجي عفو ربه المجيد

سامح سالم عبد الحميد

ـ[محمد الحسن بوصو]ــــــــ[15 Dec 2010, 09:00 م]ـ

أحسنت! أحسن الله إليك! زادك الله علما ونفعك به، وبارك لك فيه!

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير