وأقول: ليت الملا علي لم يعلق ويصف الرجل بالذهول والغفلة. وهذا من عجيب صنعه ـ رحمه الله ـ لأن المصري هذا ـــ و لا عصبية في الإسلام ـ ما ذكر شيئا من عند نفسه بل سبقه لهذا (ابن أم قاسم المرادي كما سبق وقبله عبد الوهاب القرطبي وبعدهما ابن الجزريـ وناهيك به إماما: إذ يقول: (إذا سكنت اللام وأتى بعدها نون فليحرص على إظهارها مع رعاية السكون. وليحذر من الذي يفعله بعض العجم من قصد قلقلتها حرصاً على الإظهار فإن ذلك مما لا يجوز. ولم يرد بنص ولا أداء وذلك نحو: جعلنا.) أ. هـ النشروالتمهيد لابن الجزري
لكن يبدو أن المصري لم ينسب ما قاله لقائل فظن الملا علي أنه كلام الرجل فتحامل عليه ولو التزم حسن المناقشة والبحث والتأني لكان أولى إذ وصفه هذا من باب أولى ينطبق على أئمة كبار في هذا الفن ـ رحمهم الله ـ وما أجمل أن يتحلى الباحث بضبط الألفاظ مع مخالفيه فرب كلمة أوردت ......
ثم نقول للملا علي: الرجل لم يقل: هي من حروف القلقلة بل قال: (لا كما يفعله الأعاجم ... من قصد قلقلتها) فالأعاجم يقلقلونها والمصري ينبه على خطئهم ويحذر منه ليس إلا.
ا
لسبب في هذا الخطأ عند بعض الأعاجم
يبدو أن هذا من الأخطاء الشائعة لذا بين عبد الوهاب القرطبي السبب الذي يجعل النطق صعبا في اللام الساكنة فقال: (لما فيها من المخالطة لأكثر الحروف والانحراف، فصار في النطق بها نوع ثقل فيثقل السكون بثقلها فما لم يتعمل لإظهارها ويتأن فيه آلت حالها إلى الإزعاج والإقلاق. أ. هـ الموضح في التجويد
قلت: لاحظ كلمة: (إقلاق) تعنى القلقلة والتحريك مما يؤكد ما بينته آنفا.
طريق الخلاص من هذا الخطأ
وأوضح عبد الوهاب طريق الخلاص فقال: (وكيفية اللفظ بها أن تلصق لسانك بمخرج اللام من الحنك الأعلى ثم تلفظ بالنون محركة أبين حركة وأخفها لئلا تضطرب اللام عند خروج النون فتزعج وتكلف ترقيق اللام لئلا تتشرب غنة النون فتندغم لأنهما قريبتا المخرج وربما تختلطان نحو
(وأرسلناه) أ. هـ الموضح في التجويد
وأقول: يلاحظ أن تنبيهم ينصب بنسبة كبيرة على اللام مع النون فتنبه.
الثالث: حكمُ لامِ الحرفِ
وهي اللام الواقعة في حرف "هل، بل" فقط ولا توجد غيرهما في القرآن.
وحكم "بل" وجوب الإظهار نحو: {بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ}، ما لم يقع بعدها لام أو راء فتدغم في اللام للتماثل مثل: {بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ}، وفي الراء للتقارب أو للتجانس (التجانس في رأي قطرب وابن كيسان والجرمي والفراء) مثل: {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} {بَلْ رَانَ} بالمطففين
غير أن لحفص عن عاصم في لام بل في الراء من قوله تعالى: {بَلْ رَانَ}. بالمطففين وجهين: الأول الإدغام على الأصل وطردا للباب (لا يقرأ به من طريق الشاطبية).الثاني: الإظهار مع السكت على اللام سكتة لطيفة من غير تنفس. أ.هـ أحكام قراءة القرآن للحصري
وأما حكم "هل" فيجب إظهار لامها دائمًا نحو: {هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا}، إلا إذا وقع بعدها لام فتدغم فيها للتماثل مثل: {فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى} أما وقوع الراء بعدها فلم يأت في القرآن. أ. هـ غاية المريد
سبب التسمية
سميت بلام الحرف لوجودها فيه وهي في القرآن الكريم في حرفين فقط. "هل , بل"
الرابع: حكمُ لامِ الاسمِ
وهي اللام الواقعة في كلمة فيها إحدى علامات الاسم أو تقبل إحداها، وتكون دائمًا متوسطة وأصلية: أي من بنية الكلمة مثل: {أَلْسِنَتِكُمْ} {وَأَلْوَانِكُمْ}، {سَلْسَبِيلاً}، {سُلْطَانٌ}. وحكمها وجوب الإظهار مطلقًا.
سبب التسمية
وسميت بلام الاسم لوجودها فيه وهي من أصوله نحو.
وجه الإظهار
مراعاة الأصل. انظر: أحكام قراءة القرآن للحصري
فائدة
جعل العلامة الشيخ عثمان سليمان مراد ـ وهو شيخ شيخي د/ عبد العزيز عبد الحفيظ رحمهما الله ـ أنواع اللامات السواكن ستة فقسم لام الاسم إلى قسمين: اللام الاسمية واللام الأصلية
فقال: (الأصلية: هي لام ساكنة في أول الكلمة قبلها همزة قطع ولا تصح الكلمة بدونها نحو: (ألواح، ألسنتكم , إلياس)
والاسمية: هي لام ساكنة في كلمة جعلت علما على مسمى نحو: (سلطان , سلسبيلا , غلمان). أ. هـ شرح السلسبيل الشافي في أحكام التجويد الوافي
الخامس: حكمُ لامِ الأمرِ
¥