تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال ابن الجزري في التمهيد: ومعنى الحرف المهموس أنه حرف جرى معه النفس عند النطق به، لضعفه وضعف الاعتماد عليه عند خروجه، فهو أضعف من المجهور، وبعض الحروف المهموسة أضعف من بعض.

ومعنى الحرف المجهور أنه حرف قوي، منع النفس أن يجري معه عند النطق به لقوته وقوة الاعتماد عليه في موضع خروجه) ا. هـ21

قال الشيخ المرصفي: الصفة الأولى: الهمس وهو في اللغة الخفاء.

وفي الاصطلاح: ضعف التصويت بالحرف لضعف الاعتماد عليه في المخرج حتى جرى النفس معه فكان فيه همس أي خفاء ولذا سمي مهموساً ....

الصفة الثانية: الجهر وهو ضد الهمس ومعناه في اللغة الإعلان والإظهار.

وفي الاصطلاح: قوة التصويت بالحرف لقوة الاعتماد عليه في المخرج حتى منع جريان النفس معه فكان فيه جهر أي إعلان وإظهار ولذا سمي مجهوراً ... )) 1/ 65

قال الشيخ عطية قابل نصر:

1 - الهمس:

ومعناه لغة: الخفاء. واصطلاحًا: جريان النَّفَس عند النطق بالحرف لضعف الاعتماد على مخرجه وحروف صفة الهمس عشرة، جمعها الإمام ابن الجزري في قوله: فحثَّه شخصٌ سَكَت ...

2 - الجهر:

وهو ضد الهمس

ومعناه لغة: الظهور والإعلان. واصطلاحًا: انحباس جري النفس عند النطق بالحرف؛ لقوة الاعتماد على مخرجه .... )) 139

فقد تبين لك أخي القارئ مقصد الجهر والهمس عند القراء قديما وحديثا فلم يخالف أحد منهم من سبقوه.

إذن العلاقة بين الشدة والجهر وضديهما علاقة نفس وصوت،ومعلوم وجود النفس في جميع الأحرف وبدونه لا يمكن للصوت أن يخرج ولكن أيهما غلب نسب إليه.

.أما أهل الأصوات فقضية الجهر والهمس قضية اهتزاز الوترين وعدمهما.

قال د/ غانم قدوري (الدراسات الصوتية (ص 204):

الصوت المجهور: هو الذي يهتز (أو يتذبذب) الوتران الصوتيان حال النطق بهما.

والصوت المهموس: بعكس المجهور: هو الذي لا يهتز معهما (أو لا يتذبذب) الوتران الصوتيان حال النطق به.) ا. هـ

وعلي هذا التعريف سائر أهل الأصوات.

ونتساءل: علي أي شئ اعتمد أهل الأصوات في الوصول لهذا التعريف؟

يبدو أنهم اعتمدوا علي أمرين:

*الأجهزة الحديثة التي يرددون الكلام عنها في كتبهم وأبحاثهم.

* الاعتماد علي عبارة سيبويه " صوت الصدر ".

قال د/ غانم في حوار مع في مجلة الفرقان عام 2006: واستعان العلماء بالأجهزة الحديثة في دراسة الصوت، وصار لكل فرع من هذه الفروع أجهزة خاصة به، يضمها ما يعرف بمختبر الصوت، واستخدمت تلك الأجهزة في تحليل الأصوات اللغوية وفي تعليم اللغات في الدول المتقدمة خاصة، ولكن أكثر أقسام اللغة العربية في الجامعات العربية لا تزال تفتقر إلى تلك الأجهزة، وقد تنعدم في الأقسام التي تعنى بقراءة القرآن وتجويده.

وعلى الرغم من أني لم أعمل على تلك الأجهزة لكني لمست فائدتها في دراسة الأصوات اللغوية من خلال قراءتي في كتب علم الصوت الحديثة العربية والمترجمة، وأحسب أن استعمال التقنيات الحديثة في دراسة الأصوات أمر مفيد للمشتغلين بالقراءات القرآنية وتعليم التلاوة، من جانب فهم القواعد ومن جانب تعليمها.) ا. هـ

كيف الاعتماد علي هذه الأجهزة التي أشار إليها د/غانم ونتائج أبحاثهم مختلفة؟ إن هذه الآلات من المفترض أنها آلات صماء لا تُخرج إلا نتيجة واحدة، فكيف يختلف أهل الأصوات هذا الاختلاف الكبير؟

وقد صدق د/ غانم حين قال " وعلى الرغم من أني لم أعمل على تلك الأجهزة ... " ولعله مذهب الجميع من أهل الأصوات فهم إنما يرددون أقوال أساتذتهم الغربيين، ويوهمون الناس أن هذه الأجهزة لها مصداقية ولها فوائد، إذا كان الأمر كذلك فلم لم يفصلوا في مخرج الكاف مثلا؟ أو الخاء والغين؟ وكذلك غيرها من المخارج والصفات التي جري الخلاف فيما بينهم إلي يومنا هذا.

ولقد تبين لك أخي القارئ عدم صحة اعتمادهم علي هذه الأجهزة، بل وعدم العمل في معمل من تلك المعامل.إنما ذلك نقل لأقوال الأوربيين. والله أعلم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير