ركبت على جواد حين نادوا وما إن كان لي إذ ذاك سرجا
فكدت أعود موقوصاً لأني كأني راكب من فوق برجا
سرج مفعول ركبت وفي كان ضمير منه هو اسمها و لي الخبر ونصب برجا براكب و فوق ظرف
وهو غاية مبني على الضم لانقطاعه عن الإضافة وهذان البيتان من أمالي أبي إسحاق الزجاج.
وقال ملغز:
لا تقنطن وكن في الله محتسبا فبينما أنت ذا يأس أتى الفرجا
نصب الفرج بمحتسب وفي أتى ضمير منه ونصب ذا يأس على خبر كان فإن قلت: فأين كان؟
قلت: محذوفة لضرورة الألغاز تقديره فبينما كنت فحين حذفها انفصل اسمها لأنه لا يقوم بنفسه على
لفظه متصلا تقديره لا تقنطن وكن في الله محتسبا فبينما كنت ذا يأس أتى.
وقال آخر:
إلى الله ربي قد رجعت تنصلا لتغفر ما قدمت ربِّ المعارجُ
المعارج مبتدأ وخبره إلى الله ربي و رب الثاني منادى و قد رجعت خبر مستأنف تقديره: إلى الله
المعا رج يا رب قد رجعت تنصلا لتغفر ما قدمت.
حرف الحاء
أنشد أبو علي لابن مقبل:
ولو أن حبي أمَّ ذي الودع كله لأهلك مال لم تسعه المسارح
حبي: مصدر مضاف وأم ذي الودع مفعوله و كله: إن نصبته كان مؤكدا لحبي وإن رفعته جعلته
مبتدأ خبره مال والجملة خبر أن والمعنى أن حبه لها كثير.
وأنشد سيبويه للحارث بن ضرار النهشلي:
ليبك يزيد ضارع لخصومة ومختبط مما تطبح الطوائح
يروى بضم ياء ليبك ورفع يزيد وبفتحها ونصبه فلا إشكال في الرواية الثانية لأن ضارعاً فاعل
ويزيد مفعول وعلى الأولى: يزيد مفعول لم يسم فاعله وضارع: فاعل فعل دل عليه ليبك أي ليبكه.
ونظيره قول الأخر:
أسقى الإله عدوات الوادي وجوفه كل ملث غادي
كل أجش حالك السواد
وقال آخر:
مررت على قوم ابن هندٍ فقال لي أكابرهم منا سفيهاً وصالحا
الهمزة في أكابرهم حرف نداء وكابر: اسم رجل منادى مضاف إلى ياء المتكلم و هم فعل أمر من
هام يهيم و منا بمعنى أكذبنا وقد تقدم نظيره و سفيهاً وصالحا حالان من الضمير في منا تقديره: يا
كابري هم أكذبنا في حال الصلاح والسفه.
وقال آخر:
وقالوا حربنا حرب عوانٍ أأحضرها ولم أحمل سلاح
هي النكبات تهلك من تلاقي كميا ليس جاحمها مزاح
حربنا مبتدأ وحر أمر من: حار يحار و بن أمر من: بان يبين و عوا من عوان: فعل ماض وحقه
اتصال تاء التأنيث به لأنه خبر حر بنا لكنه أجري مجرى القتال و نن أمر من: ونى يني مؤكد بالنون الخفيفة والواجب: نين كما قلنا في شمن في حرف الثاء وسلاح خبر مبتدأ محذوف وقد حذف من أحمل ضميراً مفعولاً عائد إلى سلاح خبر مبتدأ محذوف وقد حذف من أحمل ضميرا مفعولا عائد
إلى سلاح التقدير: حربنا عوت حر منها وبن عنها أأحضرها؟ هذا سلاح ولم أحمله وفي ليس في
البيت الثاني ضمير الشأن الملقب بالمجهول عند الكوفي هو اسمها والجملة بعده الخبر.
وقال آخر:
وقد رحلوا واستحلوا لنا بعادا بلا سبب وإطراح
وط فعل أمر من: وطى يوطي ورحلوا فعل ماض والضمير فاعله تقديره: وط لي فقد رحلوا
وقال آخر:
قالوا أنفرج بالأزواد تجمعها وهل تدوم لك الأزواد والفرحا
نصب الأزواد على البدل من الضمير المفعول في تجمعها بالعطف عليها وفي تدوم ذكر من الأزواد وفائدة البدل هنا التكرار فقط.
وقال آخر:
قد جاءني عبد قيس لو عبأت به يوماً وقد بهرتني منه لي المدحا
نصب المدح بجاءني على أنّها مفعول ثان معدّى بحرف الجر وهو محذوف للضرورة تقديره:
بالمدح وفي بهرتني ذكر من المدح.
وقال آخر:
تفرقّ قومي راحلين لصارخٍ أهاب بهم غادي المطيّ ورايحٍ
غادي: فعل أمر بمعنى باكر والمطيّ: مفعوله و رايح كلمتان أحداهما: وراي بمعنى خلفي و ح أمر من: وحى يحي إذا عجل تقديره: باكر المطيّ خلفي عجّل.
حرف الخاء
قال بعض الملغزين:
يا ابن زيد قد خان كلّ صديقٍ عنده من حمامه أفراخا
كسرة ابن كسرة بناء لأنّها المجتزأة عن حذف ياء الإضافة وزيد مبتدأ وقد خان خبره وكل فعل أمر من الأكل وصديق مجرور بلام الجر في أوله ولهذا أدغمت لاجتماعها مع لام كل وأفراخها مفعول كل ومن متعلقة بكل وعنده إمّا ظرف للأكل أوصفة لحمامه وقد تقدّم فصار حالاً وهذا على مذهب من أجاز تقديم حال المجرور عليه
تقديره: يا ابني زيدٌ قد خان فاعلم وكل أفراخها لصديقٍ من حمامه عنده.
وقال ملغزٌ آخر:
أتانا عبيد الله في أرض قومنا ولم يأتنا ذاك الكذوب الموبّخا
¥