أي طويلاً عريضاً من الخيلاء نظيره في المعنى قول الآخر:
إذا تغديت وطابت نفسي
فليس في الحي غلام ٌ مثلي
إلا غلامٌ قد تغذّى قبلي
فهذا جميعه مداعبه من الأعراب
وأنشد سيبويه أيضاً للعجاج:
ضرباً هذا ذيك وطعناً وخضا
ورواه أحمد بن فارس صاحب المجمل:
قفخاً على الهام وبجاً وخضا
الخض: الذي يخالط الجوف ونصب ضرباً على المصدر من فعله ثم حذفه وأقام المصدر مقامه
وكذلك طعناً و وهذا ذيك مثنّى على غير نمط التثنية يراد به الجنس منصوب بفعل لازم الإضمار
تقديره: هذا بعد هذّ أي قطعاً بعد قطعٍ
قال ابن السيرافيّ: موضعه نصب على الحال تقديره: اضرب متتابعاً
وأنشد سيبويه أيضاً: للأغلب العجلي وقيل لحميد:
طول الليالي أسرعت في نقضي أخذن بعضي وتركن بعضي
وجه الإشكال أنّه قال: أسرعت وأخذن والخبر عنه قبله وهو طول والانفصال عنه أنه قصد الإخبار
عن الليالي فأنّت طولاً لإضافته إليها وأنّه في المعنى هي وليس على زيادة طول كما ظنّه بعض وهو نظير قول العرب: ذهبت أصابعه.
حرف الطاء
أنشد سيبويه لأسامة الهذلي:
فما أنا والسّير في متلفٍ يبرح بالذكر الضّابط
المتلف موضع التلف والمحفوظ في البيت: متلف بكسر اللام وفتح الميم كذا قرأته على مشايخي
وعلمته من الأصول المنقّحة بالضبط والقراءة ووقع في بعض نسخ الحذاق: متلف بضم الميم وفتح
اللام وهو بعيدٌ وبرّح به: حمله على ما يكره في السير ويشق عليه والضابط: الشديد من البعران
ونصب السّير على أنه مفعول نعه وليس قبله فعلٌ وذكر الفعل قبله شرطٌ لنصبه ولكن نصبه على
معنى: وما أكون فحذف أكون لوجودها كثيراً في ذا الموقع.
وأنشد أبو عليّ وغيره للمتنخل الهذلي:
فإما تعرضنّ أميم عنّي وينزعك الوشاة أولو النباط
فحور قد لهوت بهنّ عينً نواعم في البرود وفي الرّياط
النزع: الإفساد والنباط: ما يوهم أن يكون والرياط: جمع ريطةٍ وهي كلّ ملاءةٍ لا تكون لفقين وأمّا: حرف شرطٍ وشرطه تعرض مؤكد بالنون الثقيلة.
وأميم: منادى مرخّم أصله أميمه وينزعك: معطوف على تعرضن والفاء جواب الشرط وحورٍ:
مجرور بربّ مضمرة وليس هنا بدلاً عنها كما كان في قوله:
وقاتم الأعماق خاوي المخترق
لأنّ الفاء جواب الشرط
وأنشد ابن الّكيت في إصلاحه من هذه القصيدة المذكورة:
شربت بجمّه وصدرت عنه وأبيض صارم ذكر إباطي
ويروى: وعندي صارم ٌ الجسم ّ: الكثير وإباطي منسوب إلى الإباط مغير في النسب والباء زائدة
وأبيض: مبتدأ وكذلك صارم على الرواية الأخرى وإباطي: أصله إباطي بالتشديد فخفّف وهو جائز
مختار تقديره: شربت جمه ومعي صارم هذا شأنه
حرف الظاء
قال بعض الملغزين:
إنّ مستهترٌ بحبّك قلبي فاهجريني فما بقي لك حظٌ
إنّ هاهنا مركبة من حرفٍ واسمٍ فالحرف إن بمعنى ما والاسم أنا فألقى حركة الهمزة على نون إن
فاجتمع مثلان فسكّن النون الأولى وأدغم فصار إن وأنا: مبتدأ ومستهتر: خبره وقلبي: فاعل مستهتر
وقد عاد من المرفوع بالخبر ضمير إلى المبتدأ وهو الياء كأنّه قال: ما أنا ممن استهتر قلبي بحبك
وقال ملغزٌ آخر:
أمرتني لحاظها ثم قالت اللحاظ التي تودّ اللحاظ
أمرتني فيه ضمير غائبة ولحاظها: مفعوله والتقدير: بلحاظها فلمّا حذف أعمل و ألّ من اللحاظ
المفتوحة فعل أمر من: ألّى يؤلي: إذا أبطأ وحاظ بالظاء فعل ماض من حاظ السهم عن الرميّة إذا
زاغ عنها والتي: فاعلة ولم تلحقه التاء ضرورة وتود: صلته وقد حذف العائد واللحاظ: رفع بتود
تقديره: أمرتني بلحاظها ثم قالت: إلى حاظت التي تودها اللحاظ
حرف العين
أنشد سيبويه وأنشده الزمخشري قيل: هو حريث بن عناب:
إذا قال قدني قال بالله حلفةً لتعني عنّي ذا إنائك أجمعا
ويروى: قال آليت يريد إذا قال الضيف قدني أي حسبي قال المضيف آليت جلفة ً لتعني ويروى:
لتفنن بحذف الياء لالتقاء الساكنين أي لتشرب لبن إنائك و ذا بمعنى صاحب وهي مضافة إلى إناء
وأضاف الإناء إليه لملابسته له في شربه كقول أحد حاملي الخشبة لصاحبه: خذ طرفك أي ما يليك وأجمع مؤكد لذا لأنه معرفة بإضافة إلى المعرفة وحلفه كقوله: والتمر حباً
وأنشد سيبويه للقطامي:
فكرّت تبتغيه فوافقته على دمه ومصرعه السّباعا
وأنشد المبرد: فكرّت عند فيقها إليه فألفت
ولا إشكال في البيت على هذه الرواية
في كرت ضمير من بقرة وحشيةٍ والضمير المنصوب في وافقته ضمير طلاها والسباع منصوبة
¥